ما مخاطر عدم انضمام السويد للناتو؟

: 2/3/23, 3:14 PM
Updated: 2/3/23, 3:17 PM

ماذا يحدث إذا انتهى الأمر بالسويد خارج حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وما مدى خطورة ذلك على أمن البلاد؟ أسئلة كثيرة أثيرت بعد قضية حرق اليميني المتطرف راسموس بالودان نسخة من المصحف أمام السفارة التركية والتصعيد التركي الذي ربط قضية حرق المصحف بمسألة الانضمام للناتو. سيناريوهات عدة للوضع في حال بقاء السويد تقريباً وحيدةً خارج الحلف بين الدولة القريبة من روسيا.
إذا
انضمت فنلندا إلى الناتو من دون السويد، فإن السويد ومولدوفا ستكونان الدولتين الأوروبيتين الوحيدتين بالقرب من روسيا التي يمكن لبوتين أن يهاجمهما دون تفعيل المادة الخامسة من ميثاق الناتو القاضية بالدفاع عن أي دولة تتعرض لهجوم، وفقما يرى محللون عسكريون سويديون. وذلك يخلق خطراً يتمثل في إمكانية استخدام الأراضي السويدية أو مهاجمتها كتحضير لنزاع أكبر. وبوجود فنلندا في الناتو، لا يمكن الوصول براً إلى السويد دون دخول الحلف الحرب. الخيار الوحيد لروسيا إذن هو الهجوم عن طريق البحر. وهو عمل محفوف بالمخاطر، وستجد روسيا صعوبة كبيرة في إدارته، وفقًا للخبراء العسكريين. وكانت الحكومة السويدية قالت إنه في حال لم تكن السويد في الحلف، فستصبح “ذات أهمية استراتيجية عسكرية خاصة لروسيا… وستزيد نقاط ضعف السياسة العسكرية والأمنية.”
وفي
حال فشل الدخول للناتو كلياً، تعهدت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بدعم السويد في حالة وقوع هجوم روسي، لكن هذه التعهدات ليست ملزمة مثل عضوية الناتو وقد لا يكون لها قيمة من الناحية العملية. مثال على ذلك اتفاقية بودابست للعام 1994، عندما تخلت أوكرانيا عن أسلحتها النووية مقابل وعد من روسيا باحترام حدودها، حيث أعطت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا “ضمانات أمنية” لأوكرانيا. لكن ذلك لم يؤد إلى الدفاع عن أوكرانيا عسكريًا عندما هاجمتها روسيا.
لكن
من ناحية أخرى، فإن السويد عضو في الاتحاد الأوروبي، وهي مشمولة بضمان الدفاع حسب معاهدة لشبونة.
المحللون
السياسيون يرون أن الخطر الأكبر على السويد يتمثل في أن يصبح دونالد ترمب أو شخص يشبهه رئيساً للبيت الأبيض في غضون عامين من الآن. فخلال فترة رئاسة ترامب، قال مساعدوه أنه على وشك مغادرة الناتو، ويعتقد مستشاره للأمن القومي جون بولتون بأن هذا سيحدث إذا أعيد انتخابه. وإذا لم يتحقق طلب انضمام السويد للحلف في العام 2024، فقديصبح الأمر لعبة بيد ترامب.
وجدت
السويد نفسها في وضع صعب مع قرارها التخلي عن الحياد التاريخي بعد الهجوم على أوكرانيا، ولا يمكنها العودة إلى الوراء الآن. لا هي بعضوية كاملة ولا هي محايدة كما كانت. والحكومة تبدو عاجزة عن دفع الطلب للأمام بانتظار ما قد تقرره الحسابات بين الدول الكبرى في الحلف وتركيا. فهل تتجاوز السويد واحدة من أخطر المراحل منذ الحرب العالمية الثانية كما يقول رئيس الوزراء؟

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.