مخاوف من ركود أكبر بالسويد في العام الجديد

: 12/21/23, 5:43 PM
Updated: 12/21/23, 5:44 PM

توقعات اقتصادية متفائلة خرجت في الأيام الماضية لاقتصاد السويد، فيما تنفس كثيرون الصعداء وسط ضغوط معيشية متزايدة. غير أن توقعات الحكومة لا تبدو بالقدر نفسه من التفاؤل. وزارة المالية توقعت أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي السويدي بنسبة 0.5 بالمئة هذا العام ثم ينمو بنسبة 0.6 بالمئة العام المقبل و2.7 بالمئة في العام 2025. وزيرة المالية إليزابيت سفانتيسون قالت إن هناك نقاطاً مضيئة في المستقبل، لكن العام 2024 سيكون صعباً من نواح كثيرة، متوقعة أن يكون هناك مزيداً من عمليات تسريح العمال والإفلاس في العام المقبل”. الحكومة فتحت الباب أمام تدابير جديدة للتعامل مع الركود. ورغم أن التضخم في طريقه إلى الانخفاض، فإن الحكومة تتوقع أن يتدهور سوق العمل أكثر مما كان متوقعاً في الخريف الماضي. ومن المتوقع الآن أن ترتفع البطالة من 7.7 بالمئة هذا العام إلى 8.4 بالمئة العام المقبل. وزيرة المالية حذّرت من إمكانية تعمق الركود بسبب عوامل خارجية أو إذا تفاقمت المشاكل الاقتصادية في الصين وألمانيا. وقالت سفانتيسون إنه شتاء اقتصادي، حيث تظل الأسعار مرتفعة رغم أن التضخم في طريقه إلى الانخفاض”.

بعد فترة من الهدوء النسبي، يعود عنف العصابات ليضرب مجدداً. مساء أمس قتل شاب عمره 17 عاماً بإطلاق نار في نورشوبينغ. وخلال الليل أصيب شخص بإطلاق نار في أوبسالا. وأطلقت الشرطة عملية كبيرة في الموقع قبل أن تقبض على شاب في العشرينات بتهمة الشروع بالقتل، فيما نقل المصاب إلى المستشفى. وكانت أوبسالا شهدت موجة عنف جراء صراع دموي بين عصابتين. وكان لافتاً اليوم أن عدد النساء الضالعات في الشبكات الإجرامية سجل ارتفاعاً حاداً العام الحالي. تقرير صادر حديثاً عن الشرطة أظهر أن حوالي 500 امرأة عضوة في جماعات إجرامية، منهن 120 تلعبن أدواراً قيادية. ويمثل الرقم زيادة قدرها 100 امرأة مقارنة بالعام الماضي، و200 امرأة مقارنة بالعام 2021. ويبلغ العدد الإجمالي للمنخرطين في العصابات، حسب الشرطة، حوالي 10 آلاف شخص. فيما قال مسؤول في الشرطة إن النساء تشاركن في جرائم العصابات سواء بالتنفيذ أو التخطيط.

سياسياً، يواصل حزب ديمقراطيي السويد SD حصد الشعبية بين الناخبين في السويد في استطلاعات الرأي الجديدة، فيما تنحدر شعبية حليفه حزب المحافظين إلى أدنى مستوى منذ سنوات. استطلاع رأي أجراه مركز إيبسوس لصالح داغينز نيهيتر أظهر أن شعبية SD وصلت إلى 24 بالمئة، بينما سجلت شعبية المحافظين انخفاضاً إلى مستوى 15 بالمئة. وحصل حزبا الحكومة الآخران الليبرالي والمسيحي الديمقراطي على 3 بالمئة لكل منهما. وتمكن SD من جمع شعبية أكبر وبفارق واضح من أحزاب الحكومة الثلاثة. محللون قالوا إن الحزب يستفيد من التأثير الكبير على سياسات الحكومة عبر اتفاق تيدو ودوره كحزب داعم، مقابل تجنبه تحمّل المسؤولية المباشرة للحكم لعدم مشاركته في الحكومة. وعلى ضفة المعارضة، حافظ الحزب الاشتراكي الديمقراطي على الشعبية الأكبر بين أحزاب السويد، مع حصوله على أصوات 35 بالمئة من الناخبين. الأحزاب الحكومية إلى جانب SD حصلت على 45 بالمئة من تأييد الناخبين، بينما حصلت المعارضة على 53 بالمئة. ويبدو أن المعارضة تستعد لخوض معركة سياسية ضد وزيرة المناخ رومينا بورمختاري من حزب الليبراليين. أحزاب الوسط والبيئة واليسار قررت طرح حجب الثقة عن الوزيرة بعد وقت قصير من طرح الحكومة خطتها المناخية الجديدة بالتوافق مع SD. تقارير إعلامية ذكرت أن البرلمان سيصوت على حجب الثقة عن الوزيرة في يناير المقبل. بينما دافع رئيس الحكومة أولف كريسترشون عن وزيرته ووصفها بأنها “أفضل وزيرة للمناخ في تاريخ السويد”.

وزارة الخارجية السويدية قلقة من سفر عدد كبير من السويديين إلى لبنان خلال فترة الأعياد رغم التعليمات المشددة التي أصدرتها سابقاً بعدم السفر ومغادرة لبنان فوراً جراء القلق من تطور الوضع الأمني هناك. المسؤولة الصحفية في الوزارة إريكا تيندال كانولد قالت للكومبس أمس إن المئات يسافرون كل يوم قبل وأثناء عطلة عيد الميلاد ورأس السنة، محذرة من أن الوزارة سيكون لديها إمكانية محدودة جداً لمساعدة السويديين في لبنان حال تدهور الوضع الأمني. كما أشارت إلى تحذيرات مماثلة بخصوص السفر إلى سوريا. الكومبس تواصلت مع عدد من الأشخاص الذين خالفوا تعليمات الخارجية، فقال أحدهم إنه سافر إلى لبنان منذ أسابيع بعد تعرض والده لوعكة صحية استوجبت وجوده إلى جانبه. في حين قال آخر إنه اضطر للسفر إلى سوريا عبر لبنان لتسليم وثائق لم الشمل لزوجته. أما الأسباب الأكثر شيوعاً بين المسافرين إلى لبنان من السويد وغيرها من الدول حالياً، فهي زيارة الأقارب والاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة مع أسرهم. وقال بعض من التقتهم الكومبس إن امتداد الفترة الزمنية وبقاء التوتر محصوراً نسبياً عند الحدود الجنوبية للبنان، دفعهم للمخاطرة والسفر لقضاء فترة الأعياد مع أسرهم، مشيرين إلى أن اللبنانيين اعتادوا فترات التوتر والأحداث الأمنية، وهو ما قد يصعب فهمه في المجتمعات التي لم تعتد مثل هذه الظروف.

صقيع ومطر وبرد وثلج في أجزاء واسعة من البلاد قبيل عيد الميلاد. العاصفة الثلجية التي سماها الدنماركيون “بيا” وصلت إلى السويد اليوم. وأصدرت الأرصاد الجوية مزيداً من التحذيرات من كثافة الثلوج على الطرقات وخطر الانزلاق وضعف الرؤية. وتشمل التحذيرات مناطق واسعة من البلاد وتمتد من اليوم إلى السبت المقبل، حيث يتوقع أن تسبب الرياح العاصفة مع الامطار والثلوج مشكلات كبيرة لحركة المرور في وقت يشهد ذروة تنقل السويديين قبيل العطلة. كما قد تؤدي الثلوج إلى تأخيرات في حركة النقل العام والحركة الجوية. التحذيرات الصادرة صباح اليوم تنطبق على جنوب شرق نورلاند ومعظم سفيالاند وشمال يوتالاند. ومن المتوقع أن تهب رياح قوية في سكونا وهالاند مساء اليوم، ما قد يؤدي إلى سقوط الأشجار وصعوبات في حركة المرور. كما أصدرت الأرصاد تحذيراً برتقالياً من ارتفاع منسوب المياه في النهار، ما قد يؤدي إلى فيضانات واسعة النطاق على طول الساحل بين مالمو وفاربيري.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.