الكومبس- خاص: تشهد السويد تراجعاً غير مسبوق في معدلات المواليد، ما دفع الحكومة إلى إطلاق تحقيق رسمي لفهم أبعاد هذه الظاهرة الديموغرافية التي تهدد مستقبل سوق العمل ونظام الرفاه الاجتماعي في البلاد. وزير الشؤون الاجتماعية ياكوب فورشمد وصف الوضع بـ”التحدي الخطير” الذي قد يقوّض استقرار المجتمع السويدي إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة وسريعة.
الكومبس استطلعت آراء بعض الشباب في مالمو حول رغبتهم في الإنجاب في التقرير أعلاه
مواقف متباينة
في مالمو، المدينة المعروفة بتنوعها الثقافي والاجتماعي، يبدو مشهد الإنجاب متعدد الأبعاد. تجربة الشباب فيها تعكس صراعاً بين عادات الأجيال السابقة والواقع الاقتصادي والاجتماعي الجديد.
الكومبس سألت بعض الشباب من خلفيات مختلفة. وتباينت الآراء بشكل واضح.
ارتفاع سن الإنجاب
فيليب، شاب يعيش في مدينة لوند، يرى أن قرار الإنجاب لم يعد مرتبطاً فقط بالظروف الاقتصادية، بل أيضاً بالتغيرات الثقافية وقيم كل جيل. يقول “أعتقد بأن المسألة تتعلق بجيل معين. الناس اليوم يؤجلون قرار الإنجاب إلى مراحل متقدمة من حياتهم. كثيرون لا ينجبون طفلهم الأول إلا في سن الثلاثين. وكلما ارتفع مستوى التعليم، قلّ عدد الأطفال”.
ويتابع فيليب حديثه بمقارنة بين الأجيال “في عائلة والدي كان لديهم خمسة إخوة، وعائلة والدتي أربعة. أما اليوم، فمعدل الأطفال هو طفلان لكل عائلة في أحسن الأحوال. تغيّر الزمن، والعائلات الكبيرة لم تعد هي القاعدة”.
“دار الرجال”
إسلام، شاب من أصول جزائرية يعيش في مالمو، عبّر عن موقف مختلف. بالنسبة له، الإنجاب جزء من الثقافة والحياة اليومية. “نحن في الجزائر نحب الأطفال. لدي سبعة إخوة، وأنا لدي الآن ثلاثة أبناء وأتمنى أن أنجب ثلاثة آخرين (..) في الجزائر مثل يقول دار الرجال خير من دار الأموال”.
“لا أفكر بتكرار تجربة والدي”
أما عامر، من أصول سورية، فكانت تجربته الشخصية مع الأسرة الكبيرة دافعاً لاتخاذ موقف مغاير. يقول “لدي 12 أخاً وأختاً، لكني لا أفكر أبداً في تكرار هذا الرقم. عندما أتزوج، أنوي إنجاب طفلين كحد أقصى. أريد أن أقدم لهم جودة حياة أفضل”.
شادي فرح
مالمو