موسى عسل.. تشويه صورته أظهر محاسن شخصيته

: 7/26/22, 7:46 PM
Updated: 7/27/22, 11:39 AM

الكومبس – ولكن: شبان مشهورون في عالم موسيقى الراب يتخلون عن شهرتهم من أجل الانخراط في الإسلام المتشدد، والسبب هو استغلال حالات القلق لدى هؤلاء الشبان ووجود صراع داخلي بين العقيدة السلفية والمجتمع الديمقراطي – هكذا بدأت صحيفة اكسبريسن مقال لها نشر أمس الإثنين، حول دور الناشط الإسلامي موسى عسل أو الإمام جيمس رمسيس المشهور بين أوساط الشباب خاصة في ضاحية يارفا شمال ستوكهولم.
اعتمدت حكومات أوروبية عديدة ودعمت في أوقات ما، تنظيمات إسلامية معينة لكي تمثل المسلمين ونشاطاتهم الدينية والمجتمعية على أراضيها، مما ساهم في تقوية الشبكات الاجتماعية والاقتصادية لهذه التنظيمات، بعد فترة انقلبت الحكومات الأوروبية على هذه التنظيمات واتهمت بعض أعضائها بالتشدد وبالإرهاب وبأنهم يمارسون بناء مجتمعات موازية…عند هذا التحول بالمواقف من دفع الثمن؟ طبعا المسلمون العاديون الذي يريدون ممارسة شعائرهم ونشاطاتهم من خلال جمعيات قوية مدعومة من الحكومات المضيفة. هذه الحكومات هي من قال للمسلم العادي أن هؤلاء مرخص لهم ويمكنك أن تصلي وتنشط عندهم، بعد فترة انسحب هذا الترخيص وأصبح مشبوها كل من يقترب من مساجد معينة

ولا ننسى كيف تساهلت كل الحكومات الأوروبية، أو على الأقل لم تمنع رحلات انضمام شبان مسلمين يحملون جنسياتها إلى تنظيم داعش في العراق وسوريا، قبل أن تسن قوانين تمنع رحلات الموت هذه. وتشدد السماح لمن غادر منهم وبقي على قيد الحياة.

الآن ومع ظهور شخصيات وتيارات من الجيل الشاب في السويد خاصة ممن يعرفون مفاتيح المجتمع ولغته، ويقومون بأعمال إيجابية عديدة لصالح جالياتهم ولصالح المجتمع الذي يعيشون به، نرى من يقوم ويهاجم هؤلاء الشبان ويتهمهم بأنهم جزء من صراع داخلي بين عقيدتهم السلفية والمجتمع الديمقراطي، هذا بدل أن يشجعهم ويتحاور معهم. هذا ما لاحظناه من التعليقات على مقال اكسبرسن ومن الحديث مع عدد من الشخصيات الدينية والمجتمعية من الجالية العربية والتي تحدثت معهم شخصيا أمس واليوم والذين أجمعوا على سلبية المقال ومحاول تشويه صورة شاب مسلم يحاول القيام بأعمال قد تعجز عن القيام بها مؤسسات سويدية ضخمة

يقول المقال: نمت شهرة رمسيس أو “موسى” عسل ليصبح أحد المشاهير الكبار في يارفا في السنوات الأخيرة. إنه نشط للغاية في قنوات التواصل الاجتماعي الخاصة به تحت حساب Medinastudenten وهو داعية معروف ومعارض صريح للتنظيمات الإرهابية مثل داعش. يتحدث في محاضراته وملفاته الصوتية عن يارفا الضاحية التي تتعرض للصدمات من جميع عمليات إطلاق النار والعنصرية السائدة.
إذا يعترف المقال بالتأثير الإيجابي للإمام الشاب في مكافحة الجريمة وإدانة الفكر الداعشي المتطرف وفي موقفه من العصابات الإجرامية المتغلغلة بين شبان الضواحي. نعود لما يقوله المقال:
لدى الإمام جيمس على وسائل التواصل Instagram و TikTok ، 80 ألف متابع على الأقل. في مقاطع الفيديو الخاصة به – التي حصدت مئات الآلاف من المشاهدات – يدين داعش ويدين إلقاء الحجارة في الضواحي ويدين ارتكاب الجرائم عموما. وقد اتخذ موقفاً فاعلاً ضد العصابات ونصح الشباب بعدم الوقوع في براثن الإجرام

ومع أن المقال يبين أيضا أن العصابات تستغل موسيقى الراب، فما هو الخطأ الذي قام به الإمام جيمس، يتسأل عدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية التي شاركت بالتعليقات على المقال.
فهو يحاول وينجح في إبعاد الشبان عن هذه الشهرة المقترنة بعالم الإجرام…لنتراجع جزء من تقرير صادر عن الشرطة في العام 2021
“أصبح من الواضح جدا لشرطة ستوكهولم أن عصابات الشوارع تستخدم موسيقى الراب لتجنيد شبان جدد. ويتم تسليط الضوء على الشبكات التي تستخدم الموسيقى وأشرطة الفيديو التي تمجد العنف كوسيلة لزيادة جاذبية الشبكات لتجنيد الشباب الذين يبحثون عن طريق أو نموذج لشخصية يحتذى بها”.

المقال يعترف مرة أخرى أن الإمام رمسيس يدين علانية أسلوب الحياة هذا. كما ينشر على حسابه صوراً لمغنين راب ناجحين يختارون علانية التخلي عن مهنهم في موسيقى الراب لتكريس أنفسهم لأعمال أخرى بدلاً من ذلك.
ومع هذا الاعتراف الصريح بدور الإمام خاصة بين الشبان إلى أن المقال حاول ربط نشاطه بالترويج لإسلام صارم، مرتبط بالسلفية، ومع أن المقال يستعين بمراجع وخبراء لتحليل معنى ومضمون السلفية إلا أن المنتقدين للمقال اعتبروا ذلك تشويها لصورة إمام شاب يلعب دورا إيجابيا في المجتمع السويدي، دون مقابل مادي وبخبرة تمتد إلى 15 سنة من العمل مع الشباب في عدة منظمات، عمل قد تعجز مؤسسات سويدية ضخمة عن القيام به.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.