بعد دخول الناتو.. مخاوف في السويد من ترامب

: 3/8/24, 5:47 PM
Updated: 3/8/24, 5:51 PM

“السويد أصبحت أكثر أماناً”، جملة تلخص حديث السياسيين من الحكومة والمعارضة في اليوم التالي لانضمام البلاد رسمياً إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو). فيما أثارت وسائل إعلام سويدية مخاوف من فوز دونالد ترامب بسباق الرئاسة الأمريكي، معتبرة أن ذلك قد يضعف الناتو ويترك الدول الأوروبية وحدها في مواجهة مع روسيا. وفي سياق متصل، قال وزير الدفاع السويدي بول يونسون اليوم إنه لا يمكن استبعاد إرسال من أدّوا خدمتهم العسكرية في السويد للقتال على الحدود الخارجية للحلف. ويستلزم انضمام السويد إلى الناتو توسيع نطاق الدفاع الشامل في البلاد. وبحسب تقرير لجنة استعدادات الدفاع الذي جرى تقديمه إلى الحكومة يونيو الماضي، يجب على السويد “الحفاظ على قدرة دفاعية وطنية قوية والمساهمة في الدفاع الجماعي وعمليات الردع لحلف الناتو”. وكان رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون حضر أمس خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه الرئيس الأمريكي جو بايدن أمام الكونغرس. بايدن استهل خطابه بالحديث عن التهديد الروسي والترحيب بالسويد في الناتو مرحباً بطريقة احتفالية بكريسترشون الذي حظي بتصفيق حار. الرئيس الأمريكي اعتبر أن الناتو أصبح أقوى من أي وقت مضى، مؤكداً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يقف عند أوكرانيا إلا إن تمكنت من الدفاع عن نفسها بعد تزويدها بالأسلحة.

المعلومات تتوالى حول عملية المداهمة التي نفذها جهاز الأمن (سابو) في عناوين عدة بمنطقة تيريسو جنوب ستوكهولم أمس. خبراء قالوا إن العملية تؤكد أن السويد ما زالت تتعرض لتهديدات إرهابية كبيرة. شرطة الأمن صادرت خلال المداهمة أسلحة وقبضت على أربعة أشخاص للاشتباه بتخطيطهم لجرائم إرهابية. وقال جهاز الأمن إن العملية مرتبطة بمداهمة خلية على صلة بتنظيم داعش في الصومال، قبل أن ينشر راديو السويد معلومات مفادها أن المداهمة تمت ضد مقر جمعية إسلامية كانت قد تلقت مساعدات كبيرة من الدولة. تقرير الراديو ذكر أن الرابطة الإسلامية في السويد قد تفقد الدعم الحكومي بعد عملية المداهمة، الأمر الذي قد يؤثر على سبعين جمعية إسلامية تنضوي تحت الرابطة. وفي سياق متصل قال جهاز الأمن إن هناك اهتماماً متزايداً بين بعض سكان السويد بالانضمام إلى الجماعات التي لها صلات بتنظيم داعش في أفريقيا، مشيراً إلى وجود حالات سافر فيها أشخاص بالفعل من السويد إلى أفريقيا بهدف الانضمام لهذه التنظيمات. ورفض سابو التعليق على عدد الأشخاص أو الدول التي اتجهوا إليها. وبحسب المركز السويدي لتقييم التهديدات الإرهابية، فإن تنظيم داعش رسّخ نفسه في مناطق مختلفة من أفريقيا، بما فيها الصومال، وركّز بشكل متزايد على أفريقيا في دعايته، في حين أن هذا الاتجاه ملحوظ بين بعض الناس في السويد أيضاً حيث بدؤوا يتحدثون عن أفريقيا واحتمال سفرهم إلى هناك.

تقة السويديين تزداد برئيس حكومتهم أولف كريسترشون بينما تتراجع بزعيمة المعارضة مجدلينا أندرشون. استطلاع جديد أجراه مركز ديموسكوب لصالح سفينسكا داغبلادت أظهر أن ستة وأربعين بالمئة من السويديين يثقون بمجدلينا أندرشون، بانخفاض قدره خمسة بالمئة عن الشهر السابق. بينما قال اثنان وأربعون بالمئة إنهم يثقون برئيس الحكومة، الذي ازدادت شعبيته سبعة بالمئة في شهرين. محللون قالوا إن أندرشون عانت من “شتاء سلبي إعلامياً” بسبب أزمة النائب جمال الحاج، الذي دافعت عنه رئيسة الاشتراكيين بشدة بدايةً قبل أن تطالبه بالاستقالة في فبراير. في حين قد يعود تقدم كريسترشون إلى المسار الإيجابي الذي سلكته عضوية السويد في الناتو أخيراً. الاستطلاع أظهر أيضاً ثقة أربعين بالمئة برئيس حزب ديمقراطيي السويد إس دي جيمي أوكيسون. وحاز الأخير على أعلى شعبية بين الرجال مقارنة بجميع رؤساء الأحزاب الأخرى، بينما تراجعت شعبيته بين النساء. الاستطلاع كشف أن قضية الرعاية الصحية باتت القضية الأولى التي تشغل السويديين حالياً، بعدما سيطرت الجريمة منذ العام ألفين وتسعة عشر على قمة الأولويات.

شهدت منطقة بريدينغ جنوب ستوكهولم الليلة الماضية جريمة إطلاق نار ذهب ضحيتها شاب في الخامسة والعشرين من العمر. وأتت الجريمة بعد سلسلة تفجيرات في العاصمة السويدية، وجريمة قتل أخرى وقعت قبل أيام في منطقة خارهولمن المجاورة. واستفاقت بريدينغ اليوم على هدوء شابهُ خوف سكان المنطقة وقلقهم من وقوع جرائم إضافية، مع توالي التحذيرات أخيراً من موجة عنف جديدة بين العصابات الإجرامية في ستوكهولم بسبب الصراع داخل عصابة فوكستروت التي يقودها رافا مجيد الملقب بالثعلب. عدد من سكان المنطقة تحدثوا للكومبس عن مشاعرهم بعد الجريمة الأخيرة. وقال أحدهم إن إطلاق الرصاص حصل على بعد أمتار من منزله في حي سكني، وعلى مقربة من شقق تسكنها أسر وأطفال. شهود عيان قالوا إنهم سمعوا صوت إطلاق النار ورأوا الشاب ممدداً ومصاباً في الشارع، ما دفعهم إلى إبلاغ الشرطة والإسعاف. فيما تحدث بعض السكان عن حالة الحزن والصدمة التي اعترتهم بعد وقوع الجريمة. وقالت إحداهن إن صوت شقيقة الضحية ما يزال يتردد في أذنيها. فيما عبّر آخرون عن خشيتهم من تكرار مثل هذه الجرائم التي تحصد أرواح الشبان. وتصنّف الشرطة السويدية منطقة بيريدينغ ضمن قائمة المناطق الضعيفة في ستوكهولم.

في يوم المرأة العالمي، فازت الشخصية الاجتماعية والثقافية محاسن الزبيدي بجائزة الكومبس للصوت النسائي هذا العام. وتعمل الزبيدي في حقل الثقافة والاندماج وبناء الجسور بين الثقافات المختلفة من خلال عملها في بلدية مالمو وعبر أنشطتها الاجتماعية في المدينة. وجاء في حيثيات منح الجائزة حسب لجنة التحكيم المؤلفة من أعضاء في هيئة التحرير بالكومبس أن عمل محاسن الزبيدي ينطوي على مجالات عدة للتقريب بين الثقافات في اتجاهين، حيث تشرح لزملائها السويديين الأمور والقضايا المتعلقة بالمجتمع العربي، بهدف تقليل الفجوة بين المجتمعين وتقديم المساعدة للعائلات القادمة حديثاً إلى السويد. وبمناسبة فوزها بالجائزة، عبّرت الزبيدي عن تحيتها لتفاني وإصرار كل امرأة، سواء كانت في وطنها الأم أو كمغتربة تواجه تحديات جديدة، معتبرة أن “المرأة المغتربة تحمل عبء البعد عن أرضها وتواجه مصاعب الاندماج والحنين، لكن قوتها تشكل مصدر إلهام، فهي تنير دروبها بالأمل وتعبر بإصرار عن القدرة الرائعة للمرأة على تحقيق النجاح رغم التحديات”. وخلال عملها في بلدية مالمو وعبر أنشطتها المختلفة، ركزت الزبيدي بشكل خاص على تقديم يد العون للنساء من أصول أجنبية لتسهيل دخولهن إلى المجتمع السويدي وتذليل الصعوبات التي تواجههن في مختلف جوانب حياتهن في المجتمع الجديد. كما أسّست تجمعاً عربياً تلتقي فيه عدد كبير من السيدات لمناقشة موضوعات متنوعة. وكانت الكومبس أطلقت جائزة الصوت النسائي في العام ألفين واثنين وعشرين بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في الثامن من مارس. وفازت بأول جائزة الكاتبة والناشطة الاجتماعية سونيا شرفاي، فيما فازت بجائزة العام الماضي المربية والناشطة الاجتماعية سونيا السوداني.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.