الكومبس – مقالات: ودع العالم عام 2019
على أنباءٍ من السلطات الصينية عن إصابات بفيروس جديد لم يُعرف سابقاً في مدينة
وهان، وقد تسبب هذا الفيروس بأعراض مرضية متنوعة مشابهة لأعراض الإنفلونزا
الموسمية بالإضافة إلى مشاكل تنفسية حادة وصلت إلى حد الوفاة لدى بعض المصابين.
بينما نكتب هذا المقال تُسجل حالات
إصابة جديدة وحالات
وفيات بالإضافة إلى إعلان بلدان جديدة دخول هذا الفيروس حدودها.
في هذا المقال نهدف لتلخيص الوضع العام لفيروس
كورونا بالإضافة لطرح نصائح عامة.
سُجلت إلى الآن 20 ألف حالة إصابة بالفيروس
في٢٥ بلد في
العالم كما أُعلِن عن ٤٢٠ حالة وفاة كلها في الصين باستثناء حالتين سُجلتا في
بلدان أخرى كما طالبت العديد من البلدان مواطنيها بمغادرة الصين.
أما عن انتشار المرض فقد ثبت انتشاره
عن طريق رذاذ الهواء بشكل مماثل لمرض الإنفلونزا الموسمية وذلك عندما يسعل أو يعطس
الشخص المصاب بالعدوى ينتشر الرذاذ الحاوي للفيروسات في الهواء لينتقل بذلك
للأشخاص الذين في الجوار، كما يمكن للفيروس الانتشار عن طريق الأيدي الملوّثة به.
بالنسبة لمدة حضانة الفيروس (دخول الفيروس للجسم قبل ظهور أعراض المرض) فهي غير معروفة بشكل دقيق إلى الآن لكنها مُقدرة بين يومين إلى ١٤ يوماً، كما انه ليس لدينا في الوقت الراهن أي معلومات تفيد فيما إذا كان انتشار المرض يتم خلال فترة حضانة المرض أو بعد ظهور الأعراض.
فيما يختص بمصدر الفيروس فلم يثبت إلى
الآن إن كان المصدر هو حيوان الخفاش أو الافعى وفيما إذا تم انتقال الفيروس من هذه
الحيوانات إلى الإنسان.
دعوى أن مصدر الفيروس من الحيوانات وخصوصاً
من الخفاش نالت القبول في الأوساط العلمية، وذلك انه تم اكتشاف تشابه كبير في
السلاسل الجينية بين فيروس كورونا الجديد وفيروسات تم عزلها من خفافيش موجودة في
الصين، فيما أشارت تقارير نشرتها صحيفة واشنطن بوست الى أن الفيروس تم تحضيره في
مختبرات مركز وهان للفيروسات لأغراض تختص بالأبحاث العلمية، وذلك أن المركز نفسه
هو من كشف أولاً عن فيروس كورونا.
أما منظمة الصحة العالمية دعت إلى عدم
نشر الخوف من المرض بشكل غير مبرر كما دعت الجهات العامة والخاصة للتعاون من أجل
سرعة تشخيص المرض وإيجاد العلاج و اللقاح الناجعين.
الصورة المرفقة تُظهر موقع هذا الفيروس
في خارطة الأمراض
المعدية من حيث خطر العدوى ونسبة وفاة الحالات المصابة.
يظهر الفيروس إلى يومنا هذا كفيروس مسبب للموت بنسبة ٣-٤ % من مجموع الإصابات، بينما يصل مؤشر العدوى حسب الدراسات والنتائج المتاحة إلى أن كل شخص مصاب قد ينقل المرض لشخصين أو ثلاثة، كما تُظهر الصورة المرفقة تماثل آلية انتقال المرض بأمراض فيروسية عديدة مثل سارز.
وبالنسبة لآخر الأبحاث لعلاج المرض أو تطوير لقاح له فقد أظهرت دارسة مختبرية عن إمكانية استخدام مضادات فيروسية موجودة سابقاً لمعالجة المرض مثل (Remdesivir).
وبخصوص تطوير لقاح مخصص لهذا الفيروس فالأمر
يحتاج لوقت قد يمتد لعام على أقل تقدير.
فيما يتعلق باتخاذ التدابير الوقائية
ننصح بما يلي:
أـ تجنب التواصل المباشر مع الأشخاص
المصابين بالالتهابات الرئوية.
ب- غسل اليدين بشكل دوري خصوصاً عند
التواصل مع أشخاص مصابين أو مع البيئة المحيطة بهم.
جـ السعال والعطاس في منديل ورميه وغسل
اليدين مع تغطية الفم والأنف.
دـ الجلوس في المنزل ومراجعة المستوصف
عند ظهور أعراض مرضية.
والخلاصة هي أن كثير من الأمور غير معروفة عن الفيروس حتى هذه اللحظة إلا أنه قد ثبت إمكانية انتقاله بين البشر. أما بخصوص مصدر الفيروس وإذا كان ذلك عائداً إلى الحيوانات أم لا فيبقى هذا من باب الفضول العلمي.
ويظهر أن أسرع طريقة لإيجاد علاج فعّال للمرض هو دراسة العقاقير الطبية المتوفرة حالياً.
الدكتور أمجد الحلاوة
الدكتورة ميرا السيد
