لماذا تضحّي السويد بقوتها الناعمة؟

: 10/13/23, 12:01 PM
Updated: 10/25/23, 4:31 PM
أكثر من 400 طفل فلسطيني قتلوا جراء القصف الإسرائيلي في 6 أيام حسب اليونسيف  (AP Photo/Hatem Ali)  TT
أكثر من 400 طفل فلسطيني قتلوا جراء القصف الإسرائيلي في 6 أيام حسب اليونسيف (AP Photo/Hatem Ali) TT

لم يسمع رئيس الوزراء أولف كريسترشون لوزير خارجيته توبياس بيلستروم أو لرئيس حزبه السابق كارل بيلد بضرورة استمرار المساعدات السويدية للفلسطينين. استمع أكثر لجيمي أوكيسون ويوهان بيرشون وقرر تجميد المساعدات مؤقتاً، خوفاً من وصول المساعدات إلى “الإرهابيين” رغم تأكيد وكالة التعاون التنموي الدولي “سيدا” بأنها تراقب مصارف المساعدات التي يقدم الجزء الأكبر منها لمنظمات المجتمع المدني.

السويد قدمت 453 مليون كرون مساعدات تنموية وإنسانية للفلسطينيين العام الماضي. وبالطبع يتأثر الفلسطينيون الآن بوقف المساعدات التنموية في هذا الظرف الصعب، لكن صورة السويد تتأثر أيضاً.

يبدو أن تأثير رئيس حزب SD جيمي أوكيسون على الحكومة يزداد قوة، وهو الراغب بترميم علاقته بإسرائيل والتخلص من تهمة “الجذور النازية” التي تلاحق حزبه. لكن ما مصلحة السويد في ذلك؟

حسناً فعلت حكومة السويد في إدانة هجوم حماس الدموي، لكن ما مصلحة السويد في أن تصمت الحكومة الآن عن القصف العشوائي للمدنيين في غزة وهي التي أدانت بشكل واضح هجوم حماس وقالت إن لإسرائيل حق الدفاع عن نفسها؟ ما مصلحة السويد في أن تصمت عن حصار غير قانوني وغير إنساني، حسب وصف الأمم المتحدة، كالذي أعلنه وزير “الدفاع” الإسرائيلي على من أسماهم “الحيوانات البشرية” في غزة؟!

يحدث كل ذلك دون إدانة حتى لو خجولة من الحكومة السويدية (حتى اليوم السابع من الحرب). ودون كلمة مواساة واحدة للفلسطينيين باعتبارهم شيئاً آخر غير حماس.

لم تعلق الحكومة السويدية حتى على مقتل الطفلة السويدية نوال ذات السنوات الأربع التي قال أهلها إنها قُتلت تحت القصف الإسرائيلي. الخبر الذي حظي باهتمام الإعلام السويدي بعد أن نشرته الكومبس.

يبدو أن الحكومة تساير موقف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في إبداء الدعم المطلق لإسرائيل بعد ما تعرضت له، دون اعتبار لتمايز الموقف السويدي الذي تميز تاريخياً عن موقف الأمريكيين والأوروبيين.

أكثر من 400 طفل في غزة قُتلوا جراء القصف الإسرائيلي، حسب اليونسيف، حتى ساعة كتابة المقال وقد يزداد العدد كثيراً لحين نشره. تخسر السويد بتجاهل هؤلاء الأطفال صورتها كدولة مدافعة عن حقوق الإنسان، ومتوازنة في التعامل مع القضايا المعقدة، كالقضية الفلسطينية. والسؤال الكبير الذي يجب أن يُطرح في السويد، لصالح من يجري ذلك؟ لصالح السويد فعلاً، أم لصالح أوهام، وعُقد تاريخية وقومية تريد أن تجرد السويد من كل أسلحة قوتها الناعمة؟

مهند أبو زيتون

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.