الكومبس إكسترا

ملياردير سويدي من أصل مهاجر: يمكنك أن تصبح ثرياً بسهولة اليوم

: 9/22/23, 11:57 AM
Updated: 9/22/23, 11:57 AM
ملياردير سويدي من أصل مهاجر: يمكنك أن تصبح ثرياً بسهولة اليوم

الكومبس – إكسترا: ظاهرياً، يبدو داركو بيرفان مثل أي شخص آخر يبلغ من العمر 77 عاماً. يتسوق بالعروض ويعتني بالأحفاد ويخرج بالمنشار للحديقة. إلا أنه أحد أغنى رجال السويد على الإطلاق.

في العام 1954، وقف داركو بيرفان بينما قدمه المعلم إلى حشد من الأطفال الجالسين في صفوف المقاعد أمامه. كان يبلغ من العمر ثماني سنوات وسافر من موطنه كرواتيا إلى مالمو مع أخيه ووالديه في اليوم السابق. وفجأة وجد نفسه في فصل دراسي بمدرسة سويدية. يقول داركو لصحيفة أفتونبلادت “لم أفهم شيئاً مما قاله المعلم. لم يكن الأمر ممتعاً”.

حقق ربحاً من اليوم الأول

يقول داركو “جئنا كعمال مهاجرين. كان والدي مدرباً للسباحة الأولمبية وكان سيعمل مع الرياضيين السويديين. كان المجيء إلى هنا كمهاجر في الخمسينيات أمراً صعباً، لكن المجتمع السويدي دعمني واستفدت من الفرص التي أتيحت لي. وسرعان ما استقرت العائلة في وطنها الجديد”.

تعلم الأبناء اللغة السويدية في غضون أشهر قليلة وأصبحوا في وطنهم بين الشوارع المرصوفة بالحصى ومباني المصانع وأحواض بناء السفن التي كانت في مالمو بعد الحرب. درس داركو بجد وتخرج من المدرسة الابتدائية والثانوية بدرجات عالية وبدأ دراسة الاقتصاد في جامعة لوند. في العام 1967 تزوج من حبيبة طفولته داجني وسرعان ما جاء الأطفال واحداً تلو الآخر. تخرج داركو وحصل على وظيفة في قسم مواد البناء في Tändsticksbolaget، ثم انتقل إلى وظيفة مدير في قسم الصفائح في Perstorp، ومن هنا انطلقت مسيرته المهنية في صناعة الأرضيات السويدية.

بعد أن عمل في مناصب عليا في الصناعة خلال السبعينات والثمانينات، أحدث هو نفسه ثورة في السوق عندما اخترع “أرضية النقر” مع ابنه الأكبر توني في أوائل التسعينيات. وهي إحدى أنواع الأرضيات الخشبية المستعملة اليوم، حيث يتم تركيب القطع فيها مع بعضها بسهولة دون الحاجة لخبير. يقول داركو “في العام 1993 بدأنا شركتنا الأولى، Välinge. لقد كنا نحقق ربحاً من اليوم الأول وفي كل السنوات التي تلتها”.

Foto: Gunnar Lier Scanfoto / NTB

“المربح هو أن يحدث شيء جيد”

يقول داركو وابنه دانييل إن اهتماماتهما تكمن في تطوير تكنولوجيا جديدة، وجعل الشركات تنمو وتخلق فرص عمل جديدة. ويرون أن المال ليس مثيراً للاهتمام. يقول داركو “لم يكن لدي أي دافع من أجل بناء ثروة، لكنني كنت مهتماً جداً بالتقنية. رأس المال مطلوب لذلك بالتأكيد، لكن المربح الحقيقي أن يحدث شيء جيد”. لكن حتى قبل ظهور “أرضيات النقر” وما سيصبح إمبراطورية عائلية، كانت العائلة في وضع جيد. ويكمل داركو “لم يتغير مستوى المعيشة كثيراً بعد المليارات. زوجتي لا تزال تتسوق بأسعار رخيصة. لقد بدأنا من الصفر، أنا وزوجتي”.

ورغم ذلك، أدرك دانييل في عمر صغير أن العائلة كانت ثرية. وعن ذلك يقول “أصبح لدينا شركة كبيرة واضحة بسرعة كبيرة. كنا نناقش الأعمال دائماً على مائدة العشاء. لكننا لم نتحدث عن مقدار الأموال التي لدينا يوماً”.

“الكثير من الزيف”

أثناء المدرسة، ظل دانييل بعيداً عن الأنظار وتجنب اطهار علامات الغنى. يقول “العديد من زملائي في المدرسة قدموا أنفسهم على أنهم أقوى مالياً مما هم عليه حقيقةً. لقد كانوا أبناء أطباء ومحامين، وكانوا في وضع جيد، ولكن… كان هناك الكثير من الزيف واستعارة سيارة الأب البورش”. وأضاف “لم أكن مهتماً بذلك وربما هذا ما يحدث عندما تشعر أنه ليس لديك ما تثبته. هناك عامل راحة في ذلك، وهو أننا لم نضطر للحديث عن المال. إن ذلك خلق أيضاً ثقافة عدم التباهي، وبدلاً من ذلك الانطواء قليلاً والتركيز على ما نفعله”.

Foto: Johan Nilsson / TT

“ليس من الجيد طرح مثل هذه الأشياء”

يواجه داركو صعوبة في فهم الفضول. حيث قال “في الستينات والسبعينات، لم يكن المرء يتحدث عن الثروة. لم يكن من اللطيف طرح ذلك. ولا يرى داركو أن الحديث عن الثروات أمر مثير للاهتمام بقدر الحديث كيف يمكن للمرء أن يسهم بالتقنية التي تجعل الحياة أفضل للناس وتخلق فرص عمل جديدة. ويعتقد دانييل أن الاهتمام المتزايد بالأثرياء يأتي من المليارديرات المشهورين مثل إيلون ماسك وجيف بيزوس وغيرهم من رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا الذين تعد شخصيتهم جزءاً مهماً من العلامات التجارية لشركاتهم. وقال دانييل “العديد من رواد الأعمال هؤلاء لديهم مصلحة في بناء “علامة تجارية” شخصية لزيادة قيمة أسهمهم. لم نضطر أبداً إلى إنشاء مثل هذه الشخصية. نحن نصنع المنتجات التي تباع بشكل جيد”.

“سأشعر بالسوء إذا حصلت على يخت”

داركو لديه عادات بسيطة جداً. ينظف المنزل ويخرج بالمنشار إلى الغابة ويذهب إلى محل البقالة مثل أي شخص آخر. وقال “سأشعر بالسوء إذا حصلت على يخت فاخر اليوم. تخيل أن لديك 20 رجلاً يجلسون هناك لتلميع اليخت، وبمجرد أن تتحرك فإنك تنفث الكثير من ثاني أكسيد الكربون. إنه أمر لا يمكن تصوره. إذا حصلت على يخت فاخر، فسيكون ذلك أسوأ بؤس واجهته”. وعند سؤاله عن الطائرة الخاصة قال داركو “نعم لدي. وجودها يبسط العمل كثيراً. يمكنني الوصول إلى مطار أنغلهولم والتواجد في كرواتيا بعد ساعتين. إنها الطريقة الأكثر راحة للسفر”.

Foto: Fredrik Sandberg / TT

العيش في عشرة أماكن

قامت العائلة أيضاً باستثمارات كبيرة في العقارات، ومثل العديد من المليارديرات، يمتلك داركو بيرفان العديد من المساكن. يقول داركو “نحن نعيش في عشرة أماكن. عدة أشهر في هيلسينبوري. عدة أشهر في فيكن. ثم نقضي بعض الوقت في مزارعنا ثم بضعة أشهر في كرواتيا. في بعض الأحيان نكون في ستوكهولم ومالمو، حيث لدينا أيضاً شقق”.

يجد داركو صعوبة في اختيار المكان المفضل للعيش فيه، لكنه يقول إنه يحب أن يكون قريباً من الطبيعة. ويضيف “أعتقد بأن العيش لطيف في المزارع. المال الذي لا يتم إنفاقه ليس له قيمة، فمن الأفضل أن تحرقه. استثمر المال واستفد من جودة الحياة. كن في الغابة، امتلك الحيوانات، داعب الأشجار”.

ربما يسمي كثيرون حياتك فاخرة؟

يجيب داركو على هذا السؤال بالقول “إذا كانت لديك شركة تربح 1.2 مليار سنوياً، فأنت لست مفلساً، بالتأكيد لا. لكن الهدف ليس أن تصبح مليارديراً. من الأفضل أن يكون لديك قوائم بحجم الضرائب التي تدفعها أو عدد الأشخاص الذين وظفتهم بدلاً من قوائم المليارديرات”.

“من السهل جداً أن تصبح مليارديراً اليوم”

يشير داركو بيرفان عدة مرات إلى أنه من العار ألا يهتم الجمهور بحجم الضرائب التي تجلبها العديد من الشركات الكبيرة إلى الخزانة وعدد الوظائف التي توفرها. ويقول بفخر إن العائلة تتبع مبدأ الضرائب في البلد الذي تعمل فيه. وأضاف “كان بإمكاننا تسجيل جميع براءات الاختراع الخاصة بنا في قبرص ومالطا وما إلى ذلك. لكن كل براءات اختراعنا البالغ عددها 3500 مسجلة في السويد، وكل دخلنا بالدولار واليورو ينتهي به الأمر في النظام السويدي”.

وأثير في السويد مراراً نقاش حول العدد المتزايد من المليارديرات في البلاد وما إن كان من السهل أن تصبح ثرياً في السويد اليوم. داركو بيرفان يعتقد ذلك. حيث يقول “معظم الأشخاص الأثرياء حقاً لم يفعلوا شيئاً قط، بل قاموا فقط بتوزيع الأموال. إنهم لا يبدؤون صناعات جديدة. قد يكون لديهم محفظة عقارية ضخمة يتم رهنها أكثر فأكثر. عدد قليل من الناس يمتلكون مزيد ومزيد من المال. علينا أن نفكر في ذلك. لا أعتقد أن الأمر يؤخذ على محمل الجد اليوم”.

يبلغ عمر داركو بيرفان 77 عاماً. ويبدو يقظاً ومركّزاً عند الحديث عن الأفكار التجارية الجديدة وخطط التوسع، وهو يعرج نتيجة لشلل الأطفال الذي أصيب به عندما كان طفلاً. ورغم كبر سنه ومرض الطفولة، فإنه لا يريد التوقف عن العمل. لا يحب فكرة التقاعد ويفضل أن يفعل كما كان الحال في المجتمع الزراعي القديم وأن يعمل ما دامت قدماه تحملانه. يقول داركو “لدينا مال يكفي لأن لا أضطر أنا وأولادي وأحفادي وأبنائهم إلى العمل يوماً آخر في حياتنا. ولكن أنا أحب العمل. إن الجلوس في المنزل ومشاهدة كرة القدم مع وجود كأس من البيرة في متناول اليد سيكون أمراً مدمراً”.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.