الكومبس – دولية: يشكو عدد متزايد من الآباء والأمهات من اجتياح الهواتف المحمولة لحياة أطفالهم، وهو ما دفع مجموعة منهم في دول مثل إسبانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، إلى الاتحاد لمواجهة انتشار الهواتف الذكية بين الأطفال، وتأخير حصولهم عليها لأطول فترة ممكنة.
ويواجه العديد من الآباء حول العالم موقفاً مألوفاً إذ يطلب الطفل هاتفاً ذكياً بحجة أن “جميع الأطفال الآخرين” يمتلكون هاتفاُ، ويؤكد على فوائده للتواصل مع الوالدين. ولكن بمجرد استسلام الأهل لرغبة الطفل، قد يكون من الصعب العودة إلى الوراء.
دراسات حول مخاطر الهواتف دفعت الأهالي إلى التحرك
وكشفت دراسة سابقة أجرتها شركة الاستشارات “Common Sense” إلى أن حوالي نصف الأطفال في سن الحادية عشرة وقرابة جميع الأطفال في سن الثالثة عشرة في الولايات المتحدة يمتلكون هواتف ذكية، والوضع مشابه في أوروبا أيضاً.
ومع تزايد الأبحاث التي تُظهر أن وسائل التواصل الاجتماعي قد تؤدي إلى الاكتئاب واضطرابات الأكل وأفكار انتحارية بين الشباب، بدأ الآباء في التحرك.
وحذر رئيس هيئة الصحة العامة الفيدرالية في الولايات المتحدة فيفيك مورثي، الأب لطفلين، مؤخراً من أزمة صحة نفسية بين الشباب. ودعا الكونغرس إلى اتخاذ إجراءات لوضع تحذيرات على وسائل التواصل الاجتماعي.
حركات ومجموعات منظمة لمواجهة هواتف الأطفال
وفي الولايات المتحدة، تجمع منظمات محلية مثل Wait Until 8th (انتظروا حتى الصف الثامن) الآباء والأمهات الذين يلتزمون بعدم إعطاء أطفالهم هواتف ذكية حتى يدخلوا المدرسة الثانوية. والفكرة من وراء الحركة هي أن مقاومة إلحاح الأطفال تصبح أسهل عندما تتبنى العديد من الأسر في منطقة ما نفس الموقف.
وفي إسبانيا، جمعت مجموعة الدعم “شباب بدون هواتف” أكثر من 10,000 عضو. تأسست المجموعة على يد الأم إليزابيث غارسيا بيرمانير بعد محادثة مع آباء آخرين في حديقة ببرشلونة.
وتدعو المجموعة إلى تأخير حصول الأطفال على الهواتف الذكية حتى سن 16 عاماً. وتحظى هذه الفكرة بدعم من الشرطة الإسبانية وخبراء الصحة العامة الذين يحذرون من أن الأطفال يتعرضون لمحتويات عنيفة وإباحية عبر هواتفهم.
في المملكة المتحدة، حيث يمتلك 97 بالمئة من الأطفال في سن الثانية عشرة هاتفاً ذكياً وفقاً لهيئة Ofcom، أنشأ آباء مجموعة واتساب “من أجل طفولة خالية من الهواتف الذكية” في كل مقاطعة.
كما انطلقت حركة مشابهة في إيرلندا العام الماضي عندما كتب ثمانية مدراء مدارس ابتدائية رسالة مشتركة إلى الآباء يناشدونهم فيها عدم إعطاء أطفالهم هواتف ذكية.
وكانت السويد اتخذت مؤخراً خطوات لتقليل استخدام الأطفال للشاشات والأجهزة الذكية، بعد سنوات من اعتماد الرقمية في مختلف مراحل التعليم. ويتزايد عدد المدارس السويدية التي تمنع إدخال الهواتف إلى المدارس، أو تفرض قيوداً مشددة على استخدامها.