الكومبس – ستوكهولم: أظهرت دراسة دولية أن الأطفال السويديين في سن العاشرة أصبحوا أسوأ في القراءة. وتقيس الدراسة المعروفة باسم Pirls مدى فهم تلاميذ الصف الرابع للقراءة في 65 دولة. وبيّن تقرير العام 2021 أن مزيداً من الطلاب السويديين في مستوى منخفض أو أقل من المنخفض، بعد أن كان تلاميذ السويد يحتلون المرتبة الأولى في دراسة العام 2001.

وقالت وزيرة المدارس لوتا إدهولم في مؤتمر صحفي اليوم “نحن نخاطر برؤية جيل من الأميين في السويد”.

وأظهرت الدراسة أن الفروقات في فهم القراءة تزداد بين مجموعات التلاميذ والمدارس. وقال المدير العام لمصلحة المدارس بيتر فريدريكسون إن “الفجوات الآن أكبر من أي وقت مضى”.

وكان أداء التلاميذ الذي يعيشون في عائلات جيدة الدخل على نفس المستوى كما كان في الدراسة السابقة العام 2016، غير أن الأداء تراجع بين تلاميذ الأسر منخفضة الدخل. ما يعني أن النتائج الإجمالية للطلاب السويديين آخذة في التراجع.

ومن التفسيرات التي قدمتها مصلحة المدارس التغيرات الديموغرافية في البلاد، حيث زاد عدد الطلاب الذين لا يتحدثون السويدية في المنزل.

وقال فريدريكسون “نحن قلقون من أن لدينا مدارس معزولة. الدراسة تؤكد الصورة التي كانت لدينا من قبل”.

ورغم ذلك، فإن أداء السويد كان جيداً نسبياً مقارنة بغيرها من الدول، فمعظم البلدان التي أجرت الاختبار في العام 2016 كانت لديها نتائج أسوأ في 2021. وحلت السويد في مجموعة “ثاني أفضل” الدول التي تضم أيضاً فنلندا والدنمارك والنرويج.

ويجري اختبار القراءة Pirls كل خمس سنوات، آخرها في العام 2021 حين سجل الطلاب السويديون 544 نقطة، في تراجع لمنحنى النتائج.

وقال فريدريكسون إن جائحة كورونا أدت إلى تفاقم المشاكل في المدارس السويدية، مضيفاً “قد يكون هذا تفسيراً مهماً لتدهور نتائج التلاميذ الذين يعانون من نقص الموارد”.

وشاركت السويد في الدراسة أربع مرات من قبل، في الأعوام 2001 و2006 و2011 و2016.

وفي العام 2001، كان أداء التلاميذ السويديين أفضل من جميع البلدان. وبين العامين 2006 و2011، كانت السويد واحدة من البلدان القليلة التي تدهورت فيها النتائج، لكن المنحنى ارتفع مرة أخرى في العام 2016. وفي خريف 2021 ، ذكرت صحيفة إكسبريسن أن نسبة كبيرة من الطلاب المولودين في الخارج كانوا غير ممثلين في الاختبار، الأمر الذي يعتقد أنه أثر على ارتفاع النتائج.

وقال الأستاذ في الاقتصاد الوطني ماغنوس هنريكسون حينها “يبدو أن أوجه القصور في هذه الدراسات يتم إخفاؤها بشكل منهجي والتظاهر بأن التطور أفضل بكثير مما هو عليه في الواقع، خصوصاً بالنسبة لمجموعة التلاميذ الذين ولدوا في الخارج”.

وأكدت وزيرة المدارس لوتا إدهولم أن القدرة على القراءة هي أساس العملية التعليمية كلها. وقالت في مؤتمر صحفي اليوم إن السويد تخاطر برؤية “جيل من الأميين”، مضيفة أن “اختبار القراءة مؤشر واضح على أن لدينا أزمة قراءة في المدارس السويدية”.

وأعلنت الوزيرة أن الحكومة تريد من الآن فصاعداً رؤية مزيد من الكتب المدرسية وتقليل وقت الشاشات الإلكترونية في المدارس، وكذلك الاستثمار في مجموعات الدعم الخاص للطلاب.

وأضافت “هذا ليس جديداً. الباحثون ومديرو المدارس والسياسيون والمعلمون يؤكدون منذ سنوات أهمية ذلك، لكننا في المدارس السويدية نجد صعوبة في تحقيقه”.

وأكدت إدهولم أهمية الهدوء في الفصول الدراسية، لأن “الفوضى تعيق التركيز وتؤدي إلى ضياع الوقت في محاولة الحصول على الهدوء”.

المصدر: www.expressen.se