الكومبس – ستوكهولم: تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي بين حين وآخر، صورة أسد محنّط، وقد تشوّهت ملامحه وبدا أشبه بدمية كاريكاتورية للأطفال، تثير التندّر والسخرية.
فمن أين أتى هذا الأسد إلى السويد؟
تقول الرواية المنتشرة بكثرة إن الأسد كان هدية من حاكم الجزائر، والذي كان يعرف بالداي، إلى ملك السويد فريدريك الأول، بعد توقيع معاهدة تجارية مشتركة بين الطرفين.
ووصل الأسد حيّاً إلى السويد، وكان من أوائل الأسود في دول اسكندنافيا.
ولكن فراق الأسد لمحيطه الطبيعي، وربما ظروف الطقس القاسية في السويد، أدت إلى إصابته بالمرض ووفاته بعد فترة قصيرة.
وأراد الملك الاحتفاظ بالهدية القيمة، فأمر بتحنيط الأسد وعرضه في قصره.
وتبيّن أن المهمة كانت مستعصية على من تم تكليفه، فلم يسبق للرجل ان رأى أسداً في حياته، واعتمد في مهمته على لوحات وتماثيل قديمة كانت منتشرة في بلاده.
وخرج الأسد من بين يديه بعد تحنيطه، بوجه مشوّه، وتعابير كاريكاتورية، فجرى إبعاده إلى قصر غريبسهولم Gripsholm في ماريفريد حيث ما يزال موجوداً اليوم.
وساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تحويل الأسد إلى نقطة الجذب الأساسية في القصر المذكور.
غير أن التدقيق بالمعلومات الموثّقة تنفي الحكاية المتداولة.
فالسجلات الملكية تظهر أن الملك فريدريك تلقّى فعلاً مجموعة حيوانات برية بينها أسد، ولكنه أرسلها بعد فترة قصيرة كهدية إلى حاكم ساكسونيا.
ولم يتبقّ أي أسدٍ بعدها في السويد ولفترة طويلة من الزمن.
وبذلك تبقى قصة الأسد السويدي لغزاً، لن يمكننا حلّه قريباً.
المصدر: www.svd.se