“أسماء مهدي” تروي للكومبس كيف عادت لها الحياة بقلب شخص آخر

: 1/16/23, 6:40 PM
Updated: 1/17/23, 11:07 AM
Smiling female doctor with stethoscope holding red heart. Cardiology concept.
Smiling female doctor with stethoscope holding red heart. Cardiology concept.

الكومبس – خاص: أسماء مهدي هي امرأة عربية بقلب، شخص سويدي. فبعد أقل من شهر من وضع أسمها على لائحة الانتظار تم وهب أسماء قلب جديد لتتغير حالتها الصحية وحياتها اليومية من سيئة جداً الى مليئة بالنشاط ولهذا السبب هي ممتنة للطب السويدي الذي، حسب تعبيرها، لا يفرق بين سويدي وأجنبي.

جاءت أسماء مهدي من العراق الى السويد في منتصف تسعينات القرن الماضي. كانت قد درست الرياضيات في بلدها الأم وبعد فترة على وجودها السويد تعلمت خلالها اللغة وعادلت شهادتها، بدأت أسماء في العمل كمعلمة، أولاً في الروضة لحبها للأطفال، ثم كمدرسة رياضيات لمرحلة التعليم الثانوي.

في 2008 تعرضت أسماء لسكتة قلبية غيرت مجرى حياتها. وأثر المرض المزمن على قدرتها على العمل وتدريجيا خفضّت ساعات عملها حتى توقفت عن العمل نهائيا في العام 2015.

واستمرت حالة أسماء في التدهور حيت عانت من أعراض حادة كانتفاخ في الأرجل نتيجة صعوبة وصول الدم وصعوبة في التنفس.

تستذكر أسماء أصعب لحظات مرضها قائلة: “كنت قبل أن أخلد الى النوم ازور غرف أولادي لأودعهم، ثم اتلوا الشهادتين وأنام. كانت تصيبني حالات ضيق تنفس اشعر بها وكأنني أغرق. كان الأمر غاية في الصعوبة”.

عندما وصلت حالة أسماء الصحية السيئة إلى ذروتها أبلغها حينها الأطباء أنها معرضة للموت المفاجئ، في حال لم تحصل على قلب جديد، حيت أنه تم تشخيصها بما يعرف باعتلال العضلة القلبية أو مرض تنسج البطين الأيمن.

بعد تلقي أسماء خبر أنها عرضة للموت قررت أن تسجل اسمها في لائحة انتظار هبة أحد ما قرر التبرع بقلبه، وطُلب من أسماء خلال فترة الانتظار أن لا تبتعد عن مكان سكنها في مدينة لوند أكثر من عدة كيلومترات وأن تكون دائما مستعدة بحقيبة أمتعة في حال تواصلت معها المستشفى.

وبالفعل، بعد أقل من شهر على تسجيل أسمها في ربيع العام 2018 تواصلت المستشفى مع أسماء لتُعلمها أنهم وجدوا قلبا يتطابق مع حالتها. تقول أسماء: “أن يسجّل الشخص أسمه في هذه اللائحة ليس أبداً ضمانا أن يحصل الشخص على العضو المرجو. فهنالك من ينتظر سنوات دون الحصول على شيء، وأنا لم انتظر سوى شهر واحد. لقد حالفني الحظ. عندما اتصلوا بي قالوا، إن قلبي الجديد قد وصل وإنهم سيبعثون سيارة أجرة لنقلي إلى المستشفى لإجراء العملية.”.

كيف كان شعورك عندما أبلغوك أنهم وجدوا قلبا يتطابق مع حالتك؟

تجيب أسماء: “كان شعوري لا يوصف ولكن انتابتني مشاعر مختلطة، أولاً كنت أشعر بالسعادة وفي نفس الوقت كنت خائفة ولكنني كنت أتظاهر القوة أمام أولادي لأن ليس لديهم غيري. تظاهري بالقوة جعل مني قوية بالفعل”.

العملية في حد ذاتها لم تكن تشكل خطورة فنسبة نجاحها عالية، الخطورة كانت تكمن في أن لا يتقبل جسم إيمان العضو الجديد.

وقد ظلت أسماء تحت المراقبة لمدة ستة أشهر والآن وبعد مرور أكثر من أربع سنوات على الزراعة تشعر أنها إنسان آخر ولها القدرة على المشاركة في حياة أولادها كما كانت تتمنى.

تقول أسماء: “من أجمل الأشياء التي استطعت فعلها بعد حصولي على القلب الجديد هو حضور حفل تخرج أبني من المرحلة الثانوية. قبل العملية كنت بالكاد استطيع المشي. اصبحت أمشي كثيرا لدرجة أنني تأثرت بشكل سلبي. عظامي ومفاصلي لا تستوعب حصولي على قلب جديد، فانا لم أتحرك كثيرا قبل العملية وبعدها كنت وكأنني أريد الانتقام لكل تلك الفترة التي لم أقوى فيها على القيام بشيء”.

المشاعر المختلطة لم تكن فقط خوفا من احتمالية رفض جسم أسماء للقلب الجديد، بل هي ايضا مشاعر تأنيب ضمير كما تسميها صاحبة القلب الجديد. وقالت في هذا الإطار، “في حين غيّر القلب الجديد حياتي أنا وعائلتي وأطفى بالفرحة على قلوبنا كانت هناك عائلة أخرى حزينة على وفاة ابنهم أو ابنتهم الذي تبرع لي بقلبه، إنه لأمر غريب ومن الصعب التعبير عنه”.

وتنوه أسماء في الختام إلى أنه هناك جوانب وقصص إيجابية في السويد عموما وفي مجال الطب تحديدا، قائلة، “لقد تعاون طاقم طبي كامل من ممرضين وأطباء وجراحين، كلّه لكي يساعدوني أن تكتب لي حياة جديدة. أنا ممتنة جداً”.

الآن تعمل أسماء كمدرسة رياضيات بدوام جزئي. وتذكر أنها ومنذ عملية زراعة القلب المتبرع به تزور أماكن زارتها من قبل لتجعل قبلها الجديد يعيش التجربة بمشاعر جديدة.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.