الكومبس-ثقافة: يوجّه محبو الفن السابع أنظارهم إلى مدينة يوتيبوري غداً الجمعة مع افتتاح النسخة الثامنة والأربعين لمهرجان يوتيبوري السينمائي (Goteborg film festival)، وهو أكبر مهرجان للفيلم في الدول الاسكندنافية.

الشعار الذي اتخذه القائمون على هذا المهرجان هذا العام هو “التمرد” أو “عدم الامتثال”، حيث تقول المديرة الفنية للمهرجان، بيا لوندبري “نحن نتطلع إلى مناقشة تمودنا وطرح الإشكاليات حول هذا الموضوع”. وأضاف منظمو المهرجان في البيان الصحفي الخاص بالافتتاح أن سبب اختيار هذا الشعار هو من أجل “استكشاف قوة المقاومة المدنية” وطرح الأسئلة مثل “متى يصبح التمرد التزاماً أخلاقياً؟” ومتى تصل الأمور إلى حد المبالغة، ومن يقرر ما هو الصواب وما هو الخطأ؟” وفقاً لهم.

كما يشير الموقع الرسمي للمهرجان بأن فعالياته ستسمر لغاية 2 فبراير، وسيتضمن عرض نحو 270 فيلماً متنوعاً بمشاركة 83 دولة حول العالم.

مهرجان على مستوى عالمي

مدينة يوتيبوري هي وجهة مميزة لمحبي الثقافة والفنون فمن معرض يوتيبوري الدولي للكتاب إلى مهرجان المدينة السينمائي تُوّزع العديد من الجوائز على المؤلفين والمخرجين والأشخاص الآخرين الذين تركوا بصمتهم في محافل الفن والإبداع.

على صعيد مهرجان يوتيبوري السينمائي ينتظر العديد من زوار المهرجان الحفل الاختامي من أجل توزيع “جوائز التنين” المعروفة باسم (Dragon Awards) بفئاتها المتنوعة التي توّزع للفائزين في أقسام المنافسة بالمهرجان، مثل جائزة (Best Nordic Film) والتي يتم منحها مع مكافئة مالية قدرها 400 ألف كرون للفيلم الفائز عن هذه الفئة. كما سيتم خلال الحفل الإعلان أيضاً عن الفائز بجائزة “إنغمار برغمان” الدولية للظهور الأول، هذه الجائزة التي تحمل اسم المخرج السويدي الشهير إنغمار الذي ولد في مدينة أوبسالا.

كما سيتم توزيع “جائزة أفضل فيلم عالمي” التي تم منحها للمرة الأولى العام 2018 للمخرج البوسني ألين درلجيفيتش عن فيلمه “الرجال لا يبكون”. هذه الجائزة التي فازت بها أيضاً المخرجة المغربية مريم التوزاني مخرجة فيلم “القفطان الازرق” العام 2023.

المشاركات العربية لهذا العام

“فيلم لا أرض أخرى” (No other Land) للصحفيَين الفلسطيني باسل عدرا، والإسرائيلي يوفال أبراهام، هو أحد الأفلام الوثائقية التي سيتم عرضها خلال مهرجان يوتيبوري السينمائي، عدرا وأبراهام كانا قد حصلا سابقاً على “أفضل فيلم وثائقي” في مهرجان برلين السينمائي الدولي. الفيلم أحدث ضجّة كبيرة في عموم الصحافة العالمية بسبب تعرّض الصحفي الإسرائيلي للتهديد على خلفية الفيلم، حيث بثت القناة 11 الإسرائيلية مقطعاً مدته 30 ثانية من كلمة يوفال أبراهام أثناء تتويجه بالجائزة برفقة المخرج الفلسطيني باسل عدرا، وعلقت بأن هذا الفيلم يبث خطاباً “معادياً للسامية” وفقاً لقناة TRT عربي.

من الأفلام الأخرى أيضاً التي تتحدث عن القضية الفلسطينية هو فيلم “عطلة سعيدة” للمخرج الفلسطيني إسكندر قبطي. يحكي الفليم قصة زوجين أحدهما يهودي والآخر فلسطيني وتدور حبكة هذا الفيلم حول الصعوبات التي يواجهانها معاً.

ومن المشاركات العربية أيضاً الفيلم الروائي الطويل “عائشة” للمخرج التونسي مهدي البرصاوي. الفيلم الذي عُرض سابقاً في المهرجانات السينمائية العالمية ستعود مشاهده إلى صالات العرض من بوابة مهرجان يوتيبوري هذه المرة، إضافة إلى فيلم “الجميع يحب تودة” للمخرج المغربي نبيل عيوش، إلى جانب أفلام أخرى لمخرجين عرب أو من أصول عربية يمكن الاطلاع عليها عبر الصفحة الرئيسية لبرنامج مهرجان يوتيبوري السينمائي.

يذكر أن مهرجان يوتيبوري السينمائي كان قد قدّم لزواره خلال دوراته السابقة فرصة مشاهدة الأفلام بعد تعريضهم لعملية تنويم مغناطيسي بهدف تعزيز تجربتهم السينمائية. ومن المتوقع أن يزور هذا المهرجان أكثر من مليوني شخص خلال أيام انعقاده، وفقاً للموقع الرسمي للمهرجان.

راما الشعباني

يوتيبوري