الكومبس – منوعات: يخضع الفرنسي، جيلبير شيكلي، للمحاكمة في فرنسا بتهمة تدبير واحدة من أكثر عمليات الاحتيال إثارة للدهشة عبر التاريخ

وقاد شيكلي عملية احتيال كبيرة، انتحل
فيها شخصية وزير الدفاع الفرنسي السابق والخارجية الحالي جان إيف لودريان، وكانت
حصيلتها الاستيلاء على 90 مليون دولار.

ويقبع شيكلي، الذي ينحدر من أصول يهودية
تونسية، في أحد السجون الفرنسية عقب القبض عليه عام 2017 في أوكرانيا، أثناء شرائه
قناعاً لاستخدامه في انتحال شخصية لودريان أمام ضحاياه من أثرياء فرنسا والمجتمع
الدولي.

وقد عمد شيكلي إلى إيهام ضحاياه بأنه
لودريان نفسه، وأنه يطلب منهم أموالاً لدفع فديات من أجل تحرير فرنسيين مختطفين في
منطقة الشرق الأوسط، مركزاً على أن يكون تحويل هذه الأموال محاطاً بأعلى درجات
السرية، ولاسيما أن سياسة باريس قائمة على عدم دفع فديات لتحرير الرهائن الفرنسيين.

واعتمد
شيكلي في احتياله على طريقة الاتصال بأثرياء فرنسيين وغير فرنسيين، بواسطة شخص
يدعي أنه من كبار مساعدي لودريان، مهمته ترتيب موعد عبر برنامج «سكايب» مع الوزير
المزعوم.

ولإتمام مشهد
الاحتيال، جهز شيكلي مكتباً مشابهاً في فخامته لمكتب الوزير، ووضع فيه علم فرنسا،
وصورة الرئيس الفرنسي -حينها- فرانسوا هولاند، مع الاستعانة بإضاءة خافتة لضمان
رؤية منخفضة تشوش على من يحادثونه.

ولكن الرئيس السنغالي ماكي سال استطاع كشف احتيال شيكلي الذي كان على ما يبدو غافلاً عن العلاقة الوطيدة بين سال ولودريان، ما جعل المحتال يخاطب الرئيس السنغالي بلغة الجمع (أنتم، حضرتكم)، وهي لغة لا يتخاطب بها الفرنسيون المقربون من بعضهم، حيث يستخدمون عوضاً عنها لغة المفرد (أنت).