أمهات مهاجرات يكافحن لأثبات أنفسهن في السويد

: 3/21/22, 5:06 PM
Updated: 3/21/22, 5:12 PM
أمهات مهاجرات يكافحن لأثبات أنفسهن في السويد

الكومبس – مقابلات: اختارت الكومبس، هذا العام، وبمناسبة عيد الأم أن تقابل أمهات ناجحات في طريقهن المهني في السويد.

سوزان ونادية، لاجئتان إلى السويد قدمتا من العراق وسوريا، لكل واحدة منهن حكايتها ومعاناتها وطريقها الطويل لتحقيق ذاتها في السويد. وعلى اختلاف قصص كل منهما، إلاّ أن كلتيهما نجحتا في الوصول إلى أهدافهن.

نادية… تعمل في مخبز للمعجنات

نادية أم سورية لأربع شباب، تبلغ من العمر 57، استقرت في السويد سنة 2015 ورغم أن أولادها الأربعة يعملون لكنها لم تقبل أن تعيش في السويد دون عمل، بحثت نادية على عمل لفترة طويلة و درست اللغة، واليوم هي مسؤولة عن خبز المعجنات في مطعم في ستوكهولم، وقالت نادية للكومبس “إنها واجهت صعوبة كبيرة في تعلم اللغة والاندماج لأنها لم تأتي إلى هذا البلد بسن صغيرة ومسؤولياتها كثيرة، رغم ذلك واجهت التحديات و بقيت مؤمنة بنفسها بأنها تستطيع العمل، ولاتريد أن تشعر للحظة، أنها عبء على أحد رغم أن أولادها يقدمون لها ماتريد من ناحية مادية و معنوية.

نادية وجهت نصيحة للأمهات في السويد المهاجرات بالقول، “العمل ليس فقط ضمان مادي، إنما هو أيضا إحساس بالرضا عن الذات حين تشعري أنك قوية ومعتمدة على ذاتك، لذلك يجب علينا جميعاً أن لا نستهين بقدراتنا والسويد بلد يوفر لكي ما تريدين إذا بقيتي مستمرة بالبحث والسعي”.

سوزان نعيم

سوزان نعيم… مدرسة كيمياء

سوزان نعيم، أم عراقية لشابين استقرت في السويد سنة 2014، تعمل اليوم في السويد مدرسة لمادة الكيمياء.

بعد وصول سوزان إلى السويد عانت كثيراً بسبب المسؤولية التي أصبحت مضاعفة عليها، لكنها لم تستسلم للغربة ولا للمجتمع الجديد، بل درست وأكملت تعليمها للغة السويدية، وعادلت شهادتها من جامعة ستوكهولم.

وتعتبر سوزان، المعيل الأول لعائلتها، اليوم، بسبب نظريتها، التي بقيت متمسكة بها والتي ورثتها لابنائها أيضاً بأهمية العلم، فهما أتيا صغاراً إلى السويد ،واليوم إبنتها الكبيرة تدرس الطب، وابنها الآخر يدرس المحاسبة.

وقالت نعيم للكومبس، “الإنسان يجب عليه أن يتكيف حتى في ظل أصعب الظروف. الاستسلام ليس خيار، لأن الحياة لا تسمى حياة إن كانت سهلة والتحديات هي من تصنع الإنسان أولا وأخيراً، خاصة عندما يأتي الموضوع لنا نحن النساء من أصول مهاجرة ستكون المسؤولية مضاعفة علينا، لكن يجب علينا أن نؤمن بأنفسنا لأجل أنفسنا أولاً ومن ثم لأجل أطفالنا، لنبني أسرة أفضل ومستقبل واعد ومضمون لهم”.

وتنصح سوزان، النساء من أصول مهاجرة والقادمات الجدد أن يعتمدن على أنفسهن وأن لا يقفن مكتوفات الأيدي أمام اعباء الحياة، فالشهادة والعمل من الطرق التي تسهل على النساء بشكل خاص الاندماج.

وتقول سوزان إنها مرت عليها أيام لم تنم فيها بسبب التفكير، لكن المنقذ بالنسبة لها كان (التخطيط) لأن التخطيط على حد وصفها، هو الذي يقسم الأولويات، وبالتالي يخفف من حدة التوتر المحيط بالعائلة المهاجرة.

ووجهت رسالة للأمهات المهاجرات والقادمات الجدد إلى السويد، بأن يأخذوا موضوع الدراسة بشكل جدي وأن يعملن، لأن السويد بلد يساعد من يريد أن يساعد نفسه، لذلك يجب على الأمهات بشكل خاص أن يبادرن بالخطوة الأولى لكي يشهدن على رؤية ثمار التعب في المستقبل القريب.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.