أوروبا “ضحية” في مرمى نيران الحرب التجارية بين أمريكا والصين

: 2/4/23, 2:14 PM
Updated: 2/5/23, 9:32 AM
الاتحاد الأوروبي حذر من حرب تجارية مع الولايات المتحدة بسبب "قانون خفض التضخم"
الاتحاد الأوروبي حذر من حرب تجارية مع الولايات المتحدة بسبب "قانون خفض التضخم"

يهدد “قانون خفض التضخم” الأمريكي بأضرار كبيرة للاتحاد الأوروبي. ورغم أن هدفه هو “كبح جماع الاعتماد على الصين”، إلا أن خبراء يرون أن أوروبا “ضحية” للقانون الذين يصفه البعض بأنه “معاد لأوروبا أكثر من الصين”!وضعت المواجهة الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين أوروبا في مرمى النيران، فيما تهدّد خطة “قانون خفض التضخم” الأمريكية لتعزيز الصناعات الخضراء بإحداث أضرار جانبية لحليف رئيسي لها.

وستكون هذه الخطة الأمريكية على قائمة زيارة وزيرَي الاقتصاد الفرنسي برونو لومير والألماني روبرت هابيك لواشنطن الثلاثاء المقبل، قبل أن يعدّ الاتحاد الأوروبي ردّه على هذه الخطة، بمناسبة انعقاد قمة لرؤساء دول وحكومات التكتل يومي 9 و10 شباط/ فبراير. وينص “قانون خفض التضخم” الذي خصص له 430 مليار دولار، على تقديم إعانات للصناعات الخضراء مثل الشركات المصنعة لبطاريات السيارات الكهربائية والألواح الشمسية، على غرار النموذج الصيني للإعانات على أراضيها، شرط أن تصنع الشركات هذه المنتجات في الولايات المتحدة.

وقال الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية توبياس غيركه: “أحد الأهداف الرئيسية للقانون الأمريكي لخفض التضخم هو استبعاد الموردين الصينيين من سلاسل إنتاج الطاقة النظيفة”، معتبرًا أن الولايات المتحدة فكّرت “أولًا وقبل كل شيء” في مصلحتها الخاصة من حيث استحداث فرص العمل والتصنيع وكذلك تقليل اعتمادها على الصين.

وتشكل الصين لاعبًا رئيسيًا في قطاع السيارات الكهربائية مع سيطرتها على 78 بالمائة من الإنتاج العالمي لخلايا البطاريات وثلاثة أرباع المصانع الكبرى لتصنيع بطاريات الليثيوم-أيون، وفقًا لدراسة أجراها معهد “بروكينغز إنستيتيوشن” في واشنطن. بالنسبة إلى الولايات المتحدة، لم تطرح مسألة أوروبا في هذا الملف إلا في مرحلة لاحقة، وفق ما أضاف غيركه، كما حصل بالنسبة إلى كوريا الجنوبية أو اليابان، وهما بلدان حليفان تقليديان لواشنطن لكنهما استثنيا من الإعانات، خلافًا للمكسيك وكندا.

“أوروبا ضحية خطوة غير مقصودة”!
من جهتها، قالت سيسيليا مالمستروم المفوضة الأوروبية السابقة للتجارة والتي تعمل الآن في معهد بيترسون للبحوث في واشنطن لوكالة فرانس برس: “أصبحت أوروبا ضحية نوعًا ما” في هذا الجهد لتقليل الاعتماد على الصين، مضيفة “لا أعتقد أنه كان مقصودًا استهداف الأوروبيين”.

فقد بدأت المواجهة الشرسة على المستويين الاقتصادي والتكنولوجي منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. اتّخذ ذلك بداية شكل رسوم جمركية عقابية في وقت مبكر من العام 2018 بقيت سارية بعد انتخاب جو بايدن الذي اعتمد هو أيضًا لهجة متشددة تجاه بكين.

بالإضافة إلى ذلك، فرضت واشنطن في تشرين الأول/ أكتوبر قيودًا على تصدير بعض المكونات الإلكترونية إلى الصين باسم المصلحة الوطنية بتبنيها “قانون الرقائق الإلكترونية والعلوم” (تشيبس آكت) الذي يوفر حوالي 53 مليار دولار لدعم إنتاج أشباه الموصلات في الولايات المتحدة… وصولًا إلى “قانون خفض التضخم”.
“الخطة معادية لأوروبا أكثر من الصين”!

وكتب جون بيتمان من مركز كارنيغي إندومنت للسلام الدولي للبحوث في مجلة فورين بوليسي أن الأمريكيين سيسعون “إلى إبطاء الازدهار التكنولوجي للصين بأي ثمن”. وتعمّقت مخاوف أوروبا عقب الأزمة الاقتصادية وأزمة الإمداد اللتين تسببت بهما جائحة كوفيد والحرب في أوكرانيا التي وضعت قواعد العولمة محل تساؤل.
وتثير هذه الأولوية العالمية مخاوف من حدوث سباق للحصول على الإعانات في الولايات المتحدة وفي الصين، وكذلك في أوروبا حيث تريد المفوضية تسهيل توزيع مساعدات حكومية ردًا على سياسيات منافسيها. وقال باسكال لامي، المدير العام السابق لمنظمة التجارة العالمية، إن على أوروبا “ممارسة الضغط” على واشنطن لأن الخطة “معادية لأوروبا أكثر مما هي معادية للصين”.

كذلك، يثير هذا الجمود بين الحليفين التاريخيين مسألة الإستراتيجية الأوروبية تجاه الصين، وفق توبياس غيركه، في حين أصبحت المكونات الصينية في صلب عملية تصنيع السيارات الكهربائية في القارة. وقال غيركه: “كما يحصل في الولايات المتحدة، فإن سلاسل إمداد الطاقة النظيفة في أوروبا تعتمد بشكل خطر على الصين”، مشيرًا إلى أن “التركيز على هذا الارتهان يصب في المصلحة الاقتصادية للاتحاد الأوروبي وقد يقنع واشنطن بأن أوروبا حليف ضروري في مواجهة الصين”.
م.ع.ح/ع.ج (أ ف ب)

ينشر بالتعاون بين مؤسسة الكومبس الإعلامية و DW

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.