الكومبس – ستوكهولم: أثارت قضية السويديين العالقين في لبنان جدلاً كبيراً خلال مناظرة سياسية بين رئيس حزب ديمقراطيي السويد (SD)، جيمي أوكسون، ورئيسة حزب الاشتراكيين الديمقراطيين، مجدلينا أندرشون، ، على قناة SVT مساء الأربعاء.

واتفق أوكيسون وأندرشون على المسؤولية الفردية التي يتحملها السويديون الموجودون هناك، بعد تحذيرات الخارجية السويدية المتكررة، ودعوتهم إلى مغادرة لبنان منذ نحو عام، ولكنهما اختلفا حول ما يجب على الحكومة فعله بعد تفاقم الأحداث بشكل كبير.

أندرشون: “السويد مسؤولة عن حماية الأطفال”

وشددت أندرشون على أن الدولة تتحمل مسؤولية خاصة تجاه الأطفال السويديين في لبنان.

وقالت “من الجيد أن الحكومة أكدت على أهمية تحمل الأفراد مسؤولية قراراتهم بالسفر، ولكن يجب ألا نقف مكتوفي الأيدي بينما الأطفال السويديون هناك معرضون لخطر الموت”، وفق وكالة TT.

وأضافت أن العديد من الدول الأخرى، بينها أوكرانيا، قد قامت بإجلاء مواطنيها من لبنان، رغم الظروف الصعبة في أوكرانيا نفسها التي تخوض حرباً.

وأشارت إلى أن هذا يُبرز ضرورة قيام السويد بخطوات مشابهة، خاصة لضمان عودة الأطفال السويديين بأمان إلى البلاد.

أوكيسون: “عادوا إلى البلد الذي فروّا منه”

في المقابل، رأى جيمي أوكيسون أن الحكومة لا ينبغي أن تكون مسؤولة بشكل كامل عن إجلاء المواطنين السويديين من لبنان.

ولفت إلى أن دعم الدولة يجب أن يكون متاحاً في حالات الضرورة القصوى، مؤكداً في الوقت ذاته على أهمية أن يتحمل الأفراد مسؤولية قراراتهم الشخصية، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالسفر إلى مناطق تعتبر خطرة.

وقال “ما زال بإمكان الأشخاص مغادرة لبنان بأنفسهم. لا يجب دائماً أن يعتمدوا على الحكومة لإنقاذهم. هناك قدر من المسؤولية الفردية يجب أن يتحملها الجميع”.

وأعرب عن استغرابه من وجود العديد من السويديين في لبنان وسط تدهور الوضع الأمني، مشيراً إلى أن العديد منهم لا ينبغي أن يحملوا جوازات سفر سويدية، كما نقلت أفتونبلادت.

وقال “لدينا الكثير ممن يحملون جوازات سفر سويدية ولا ينبغي أن يحملوها. لقد طُلب منهم العودة إلى السويد، ومع ذلك لا يزالون هناك”. وأضاف “لقد جاءوا إلى السويد كلاجئين، ثم عادوا إلى البلد الذي هربوا منه. إذن، ماذا يفعلون هناك بحق السماء بينما يعيشون هنا؟”

وعندما سُئل عن إمكانية أن يكون هؤلاء الأشخاص يزورون أقاربهم، أجاب أوكيسون “يمكن للمرء أن يفكر في ذلك، لكن السؤال المنطقي هنا هو: ألم يفروا من ذلك البلد؟ أعتقد أن الأمر مدهش، وينبغي أن نفعل شيئاً حيال ذلك، حيث أن عدداً كبيراً من الأشخاص يحملون جوازات سفر سويدية ولم يكن ينبغي أن يحصلوا عليها”.

يذكر أن المناظرة شهدت أيضاً هجمات متبادلة حادة حول ميزانية الحكومة وحول قضية اليانصيب في الحزب الاشتراكي.