أول امرأة في العراق والشرق الأوسط برتبة عميد ركن في الجيش

: 3/22/22, 5:08 PM
Updated: 3/22/22, 5:11 PM
العميد ركن أنغام أحمد مفيد من صفحة الحكومة العراقية على الفيسبوك
العميد ركن أنغام أحمد مفيد من صفحة الحكومة العراقية على الفيسبوك

الكومبس – دولية: مهنة لطالما كانت حكراً على الرجال، استطاعت العميد أنغام أحمد مفيد أن تخترقها بقوة، وتصبح أول امرأة في العراق والشرق الأوسط برتبة عميد ركن في الجيش العراقي منذ تأسيسه في مطلع عشرينيات القرن الماضي وفق تقرير نشرته قناة الجزيرة القطرية.

وقالت أنغام في حديثها للجزيرة نت عن فترة دخولها السلك العسكري في 2004 “لا شيء يأتي بسهولة، ولا تتشابه ميول وطبائع البشر، وأنا امرأة تحب المجازفة وخدمة البلاد من خلال موقع قوي، وشعرت أن هذا المكان وحده الذي يمنحني شرف سلطة الدفاع عن بلادي وخدمته”.

وتابعت أنه بعد تخرجها من المعهد الطبي قسم العلاج الطبيعي، تدربت على الحاسوب من خلال دورات مكثفة، وأرادت تعلم شيئا ما حينها بعد انفصالها عن زوجها الأول، وحاولت جاهدة لتوفير حياة هانئة لابنها، ثم قررت دخول دورة في الكلية العسكرية في الأردن. وكانت الدورة الأولى التي يتم افتتاحها بعد الغزو الأميركي، واستمرت لمدة 4 أشهر.

وبعد أن تمكنت أنغام من الحصول على رتبتها، أصبحت “آمر سرية مشاة”، وهو صنف قتالي يشارك في المعارك ومسؤول عن تطهير المنطقة وحفظ نظامها، ومن هنا، بدأت رحلتها في العسكرية الحقيقية، وبخطر محاط بها من جميع الجهات، وبأيام تشبه الموت المجاني.

كانت العميد أنغام تشارك في الدوريات العسكرية، والتوجه إلى المناطق الخطرة، رغم محاولة بعض الضباط ثنيها عن ذلك خشية على حياتها، إذ كانوا يقولون لها “نحن رجال ونخشى هذه الأماكن، فما بالك أنت؟”، وتضيف قائلة “حينما كانوا يشاهدون إصراري وبقائي في السيارة العسكرية، كانوا يستسلمون لبقائي معهم في هذه المهمات”.

استطاعت العميد أنغام المساهمة في تحرير عدد ليس بالهين من المحاصرين في تلك المناطق، مشيرة إلى أنها تعرضت للكثير من التهديدات بالقتل، إذ تم إرسال مظروف إلى منزلها وفيه رصاص. فارتعبت، وتنقلت من مكان لآخر، وقُتل الكثير من زملائها، وتستذكر ذلك قائلة: “لم أملك وقتها حتى حماية شخصية، لم يكن معي سوى مسدس صغير بجيبي، ودرع ارتديه عند خروجي صباحا، أغير طرقي وأخرج بأوقات مختلفة لئلا أراقب، حتى أصل منهكة إلى العمل”.

قدمت أنغام على رتبة الأركان، وكانت شروط الموافقة صعبة للغاية، ولكونها أول امرأة في العراق والشرق الأوسط ستقدم عليها، كانت الصعوبات كثيرة لكنها تمكنت من اجتيازها، رغم الألم والمواجهة، والتمييز.

وقالت “واجهت تمييزاً لا يمكن وصفه، وحروباً من كل الأنواع، لأنني امرأة، البعض لم يتقبل وجودي بجانبه، فما بالك إذا كانت تدرس الأركان أيضا!”

وبعد عودة أنغام إلى الكلية العسكرية ونيلها الأركان، واجهت الكثير من الضغط النفسي، ومحاولات الإفشال وحتى الأذى، فقط لأنها دخلت مكانا كان بمثابة “الحاجز المنيع لذكوريتهم”، لأن كلية الأركان مقتصرة عليهم وحدهم. وقالت بحسرة “حاربوني بشدة، ففكرت بترك العمل بسبب كل ما فعلوه معي، وقف بعضهم معي، لكنهم قلائل جدا، ولا يمكنهم صد أو منع التمييز الذي كان يلاحقني”.

ورغم جميع هذه المشقات، فما زالت العميد أنغام تخصص وقتاً لابنها الثاني الصغير دارڤان، إذ تلعب معه بثيابها العسكرية. وقالت “كنت أعود للمنزل في الساعة السادسة مساء، رغم أن وقت الدوام الفعلي ينتهي عند الثالثة عصراً، إلا أنّي أفضل متابعة كل شيء بنفسي لأضمن نجاح المهام، ثم أعود لابني الثاني، من أجل اللعب معه”.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.