الكومبس – خاص: تشهد مدن عدة في السويد مظاهرات دورية يعبّر فيها المتظاهرون عن تضامنهم مع ضحايا الحرب في غزة الذين وصل عددهم إلى عشرات آلاف الضحايا والمصابين، منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر وتبعه هجوم إسرائيلي على قطاع غزة ما زال مستمراً حتى اليوم.
معظم المظاهرات في السويد يتركز في عطلة نهاية الأسبوع. وسجلت المدن الكبرى ستوكهولم ومالمو ويوتيبوري مظاهرات حاشدة في كثير من الأسابيع، بتنظيم من جمعيات فلسطينية سويدية ومشاركة من سياسيين وناشطين من المجموعات الفلسطينية في السويد وأحزاب سويدية.
وخلال تغطية الكومبس المباشرة لبعض المظاهرات، توالت تساؤلات متابعيها، من خلال التعليقات، عن سبب عدم تغطية وسائل الإعلام السويدية الأخرى للمظاهرات، خصوصاً أن بعض المظاهرات وصل عدد المشاركين فيها إلى الآلاف، وجابت مدناً كبيرة مثل مالمو. في حين ركّزت بعض الصحف على حوادث فردية خلال المظاهرات، مثل الحديث الذي أدلى به شخص خلال مظاهرة في ستوكهولم عن قضية الرعاية القسرية للأطفال من قبل الخدمات الاجتماعية. كما حظيت المظاهرات التي خرجت بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر بتغطية واسعة، وسط انتقادات لما أسمته صحف سويدية “احتفالات” بالهجوم على المدنيين.
الكومبس سألت بعض وسائل الإعلام السويدية عن سبب عدم تسليط الضوء على المظاهرات الدورية. وقال رئيس التحرير في وكالة الأنباء السويدية (TT) فيكتور أولسون “غطينا المظاهرات في السويد في مرحلة مبكرة من خلال الصور، وقمنا مؤخراً بتغطية بعض منها بالصور، لكن تقييمنا كان أنها ليست مثيرة للاهتمام إخبارياً ما يكفي لكتابة مقالات عنها. وبدلاً من ذلك، خصصنا مواردنا لتغطية الصراع بشكل مكثف، أمس (الإثنين 12 فبراير) نشرنا سبع قصص إخبارية على سبيل المثال”.
وعما إن كانت الوكالة قد تعاملت مع المظاهرات الأخرى بنفس التقييم، قال أولسون “هذا ليس فريداً بالنسبة لهذه المظاهرات بالذات. تقييمنا هو أن المظاهرات عموماً تفقد واهتمام القراء سريعاً عندما تتكرر أسبوعاً بعد أسبوع حول نفس الموضوع”.
فيما قالت مديرة برنامج والناشرة المسؤولة عن الأخبار الوطنية في SVT شارلوتا فريبوري “هناك مظاهرات كل يوم في جميع أنحاء بلدنا حول قضايا مختلفة. في بعض الأحيان يكون لدينا الموارد والمساحة اللازمة لتغطية ذلك، لكن ليس بانتظام. تركيز الأخبار الوطنية (SVT Riksnyheter) الأساسي ينصب على تغطية الأحداث الإخبارية، وخصوصاً المعاناة الهائلة في غزة”.
واختلفت أسباب TV4 لعدم تغطية المظاهرات، حيث قالت رئيسة تحرير الأخبار أينا يوترستروم “غطينا المظاهرات الكبيرة التي شهدتها ستوكهولم يوم 27 يناير، ونجري تقييماً إخبارياً مستمراً للمظاهرات التي نغطيها. في مالمو، ليس لدينا موظفون في عطلة نهاية الأسبوع، لذلك يصعب علينا إجراء التغطية في عطلات نهاية الأسبوع، رغم أننا نوفرها للأحداث الكبرى بالطبع”.
وأضافة رئيسة التحرير “من الممكن أيضاً أن تكون هناك مظاهرات لم نعلم بها، وفي هذه الحالة يكون ذلك تقصيراً من جانبنا. نحن نعتمد إلى حد ما على ما تضعه (وكالة الأنباء السويدية) TT في تقويمها ونضع مخطط عطلة نهاية الأسبوع وفقاً للتقويم، وإذا لم تكن هناك معلومات عن المظاهرات فقد تفوتنا”.