الكومبس- خاص: يعاني مسافرون من أوروبا إلى سوريا عبر مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت من تحديات لوجستية متكررة، خصوصاً عند انتقالهم براً من لبنان إلى سوريا عبر المعابر الحدودية، ما يخلق حالة من القلق والتوتر لدى المسافرين، ويدفعهم إلى اتخاذ تدابير استباقية لتفادي فقدان رحلاتهم الجوية أو التأخر عن مواعيدهم.

ويُعدّ معبر جديدة يابوس – المصنع الحدودي أبرز نقاط العبور بين البلدين، إذ يربط بلدة جديدة يابوس في ريف دمشق ببلدة المصنع اللبنانية، إلى جانب معبر جوسية الواقع بين محافظة حمص السورية والقاع اللبنانية. وتكمن المشكلة الرئيسية في إغلاق هذه المعابر خلال ساعات محددة، حيث يُقفل معبر المصنع عند الساعة 12 ليلاً حتى 6 صباحاً بينما يُغلق معبر جوسية عند 4 عصراً حتى 6 صباحاً، ما يضع المسافرين أمام خيارات محدودة.

وكانت وسائل إعلام لبنانية نشرت مطلع فبراير أن “الأمن العام اللبناني تبلّغ رسمياً من الجهات السورية بأن الحدود البرية عند نقطة المصنع ستُغلق يومياً من الساعة 11 ليلاً حتى 5 فجراً بتوقيت بيروت، كإجراء يُطبق على جميع المعابر البرية المؤدية إلى سوريا”.

انتظار مرهق وإجراءات سهلة

محمد شاب سوري مقيم في ألمانيا، قرر السفر إلى سوريا عبر بيروت لتفادي ساعات الترانزيت الطويلة في مطارات إسطنبول أو أثينا، عبر رحلة مباشرة من فرانكفورت إلى بيروت. لكنه فوجئ أثناء رحلة العودة إلى ألمانيا بإغلاق الحدود السورية اللبنانية في منتصف الليل، ما اضطره إلى مغادرة دمشق عند 6 مساءً، رغم أن موعد طائرته من بيروت كان عند 6 صباحاً. هذا الاضطرار جعله ينتظر تسع ساعات في الصالة الخارجية لمطار بيروت إلى حين فتح بوابات الدخول.

يقول محمد إن سهولة الإجراءات وسرعة الأختام على الحدود السورية اللبنانية خففت عناء الطريق الطويل وساعات الانتظار. ويضيف “هذه هي المرة الأولى التي أشهد فيها هذا المستوى من السلاسة في التعامل والاحترام المتبادل على الحدود، سواء من الجانب السوري أو اللبناني. لا ابتزاز لا مشاكل، ولا تعقيدات. الأمور تسير بكل محبة واحترام”.

الحال لم تكن أفضل مع مازن، القادم من الولايات المتحدة برفقة عائلته. فخوفاً من إغلاق معبر جوسية بين حمص والقاع، اختارت العائلة السفر من مدينة حلب إلى بيروت قبل عشر ساعات من موعد الطائرة، خشية فقدانها بسبب أي طارئ على الطريق أو الحدود.

الطريق من دمشق إلى بيروت منطقة ضهر البيدر Foto: Alkompis

تنقلات مرهقة

المشكلة لا تقتصر على المسافرين فقط، بل تمتد إلى سائقي سيارات الأجرة الذين يعانون من تقييد حركة سياراتهم بين البلدين. فبعد الساعة 4 مساءً، يُمنع دخول السيارات السورية إلى لبنان عبر معبر المصنع، كما يُطبق الإجراء ذاته من جهة معبر جوسية. وكنتيجة لذلك، بات المسافرون مضطرين لتبديل ثلاث سيارات في الرحلة بين دمشق ومطار بيروت: سيارة سورية حتى الحدود، ثم سيارة ثانية داخل المنطقة الحرة، وأخيراً سيارة لبنانية إلى وجهتهم.

إجراءات “مؤقتة”

أحد الموظفين العاملين في معبر جديدة يابوس الحدودي قال للكومبس إن هذه الإجراءات تأتي في إطار تنظيم حركة العبور وضبط التنقلات لحين التوصل إلى اتفاق جديد بين سوريا ولبنان يضمن انسيابية حركة السيارات العمومية والخاصة على مدار الساعة.

بيروت Foto: Alkompis

فيما قال “أبو وليد”، سائق تكسي سوري يعمل على خط دمشق بيروت منذ أكثر من 20 عاماً، إن السائقين يسعون إلى تقديم عريضة موقعة من عدد كبير منهم إلى وزارة النقل السورية لحثها على “معالجة الأزمة”.

وعبر أحمد، سائق لبناني يعمل على خط بيروت دمشق، عن استيائه بالقول “قُطِعت أرزاقنا بإغلاق الحدود عند هذه المواعيد. نحن نعتاش من هذا العمل منذ سنين، وأي تقييد في الحركة يؤثر على حياتنا المعيشية مباشرة وننتظر حلولاً بسرعة”.

شادي فرح