إغلاق المدارس في مناطق المهاجرين هل يخدم عملية الاندماج؟

: 9/29/20, 11:52 AM
Updated: 9/29/20, 11:52 AM
Foto: Adam Ihse / TT kod 9200
Foto: Adam Ihse / TT kod 9200

الكومبس – تحقيقات: قدمت بلدية مدينة ترولهيتان (Trollhättan ) السويدية مؤخراً، مقترحات بشأن إغلاق مدارس في بعض الضواحي، التي توصف بالضعيفة اقتصادياً واجتماعياً في تلك المدينة.

ويهدف المقترح حسب القائمين عليه، إلى تحسين الاندماج بين الطلاب من خلفيات مختلفة، إذ أن النسبة الأكبر من طلبتها هي من المهاجرين، فضلا عن تحسين أداء التلاميذ الدراسي، بينما رأى اتحاد المعلمين في تلك البلدية، أن تشكيل مزيج من الطلاب من أصول متعددة هو أمر إيجابي.

ومن المتوقع أن يتأثر بهذه الخطوة في حال تطبيقها أكثر من 500 تلميذ سيتم نقلهم إلى مدارس أخرى.

ولقي هذا الاقتراح احتجاجاً من بعض أهالي الطلبة، إذ وقع أكثر من 1000 شخص على عريضة ضد إغلاق مدرسة فيلاندا، وهي واحدة من بين عدة مدارس يُحتمل إغلاقها.

الكومبس حاولت استنباط أراء بعض المعلمين في هذه الخطوة وفيما إذا كانت تخدم بالفعل عملية الاندماج للطلبة بالشكل المناسب، أم أن تحقيق الاندماج يحتاج إلى ما هو أبعد من ذلك؟

تقول الأستاذة سونيا السوداني، مديرة مدرسة أكاديما سكولان في ناكا بمحافظة ستوكهولم، معقبة على هذا الاقتراح، إنه في البداية لا بد من التساؤل عن ما معنى المناطق الضعيفة؟ وتتابع، “هي أكيد المناطق المحدودة الدخل.. المناطق الذي يقطنها الأجانب واللاجئين أليس كذلك؟ “وتحمل السيدة سونيا الدولة مسؤولية ما أسمته بهذا التباعد الطبقي في المجتمع السويدي.

سونيا السوداني، مديرة مدرسة أكاديما سكولان في ناكا بمحافظة ستوكهولم

“قتل” لحرية الاختيار

وترى أن غلق المدارس الموجودة في المناطق، التي تسمى الضعيفة هو قتل للحرية في الاختيار، وهو بمثابة نوع من الضغط النفسي والمعنوي على التلاميذ والأهالي للأسف.

وتشير إلى أنه في السويد، لدى الطفل والوالدين، حرية اختيار المدرسة، وأنه بإغلاق المدارس في مناطق دون غيرها ستسلب هذه الحرية من فئة دون غيرها، وتضيف: “لماذا لا تغلق المدارس في المناطق (القوية) لإجبار أهلها على الاندماج؟”.

ويخالف الأستاذ، إيفان البدري، المدرس في إحدى مدارس مدينة سودرتاليا، السيدة سونيا الرأي، إلى حد ما، في هذه الخطوة، إذا يراها أنها خطوة لا بأس بها لكنها غير كافية، فكما أن لها إيجابياتها لها أيضاً سلبياتها، حيث أنها تغفل برأيه السبب الأساسي الذي يرى أن الدولة تتحمل مسؤوليته، وهو السماح للقادمين الجدد بالسويد في اختيار مناطق سكنهم، الذي أدى إلى تشكيل مناطق خاصة بالمهاجرين، ويقول كيف ستفرض على الطفل الانتقال إلى مدرسة بعيدة عن مكان سكن عائلته ومدرسته التي اعتاد عليها منذ سنوات؟

ورأى أن خطوة إغلاق تلك المدارس “بغرض الدمج” هي فكرة جيدة، لكنها متأخرة فالحل لا يبدأ بهؤلاء التلاميذ بل بعوائلهم.

ولكن ما هو المطلوب من المدارس والسلطات المختصة القيام به لدفع عملية الاندماج بين الطلبة قُدماً؟

في هذا الإطار تعتبر المديرة، سونيا السوداني، أنه لابد من جعل المدارس متساوية في الحقوق والواجبات، والأمر الثاني برأيها هو العمل على تقليل الفجوة بين ما تسميه السويديين والأجانب، وجعل فرص العمل متوفرة للجميع.

إيفان البدري، مدرس في إحدى مدارس مدينة سودرتاليا

اللغة المفتاح الرئيسي

لا يختلف رأي المدرس إيفان عن ذلك، الذي يرى أن اللغة أيضاً هي مفتاح الاندماج ويشير في حديثه لنا، إلى تجربة خاصة قامت بها إدارة مدرسةٍ كان يعمل بها قبل سنوات في بروما بستوكهولم والتي معظم طلبتها من أصول أجنبية مهاجرة وقادمين جدد، حيث كان يُفرض على الأساتذة والطلاب التحدث داخل الصف باللغة السويدية حصراً، كما يتم تخصيص 20 دقيقة يومياً لاطلاع التلاميذ على أخبار المجتمع السويدي، فضلاً عن قراءة قصص لهم باللغة السويدية.

ولكنه اعتبر أن المدرسة لوحدها لا تكفي، بل العائلة يجب أن يكون لها دور، حيث أن هناك الكثير من الطلبة ولدوا هنا أو يتكلمون اللغة السويدية بطلاقة، إلا أن أباءهم مثلا لا يجيدون هذه اللغة، التي تحول دون اطلاعهم على ثقافة المجتمع، الذي يعيشون فيه، والاندماج به بالحد الأدنى المطلوب.

ويرى إيفان، أنه إذا لم تفك عزلة تلك مناطق “المهاجرين”، فإن المشكلة ستستمر مؤكداً، أنه من الخطأ العيش في مجتمع مصغر داخل مجتمع كبير.

مساعدات الدولة تشجع البعض على البقاء بلا عمل

ولا يخف أيضاً دور العمل في تحقيق الاندماج بين المهاجرين والمجتمع، وهنا ينتقد إيفان بعض الميزات، التي تقدمها الدولة والسوسيال للعائلات التي يكون رب الأسرة فيها بلا عمل ولديه عدد كبير من الأطفال، إذا اعتبر أن هذه المساعدات، تحول دون بحث هؤلاء عن عمل، حيث تكون قيمتها في بعض الأحيان أكبر من مرتب الوظيفة نفسه، فلماذا سيتخلى الشخص عن هذه الميزة إذاً؟!

من جهتها تؤكد السيدة سونيا السوداني، على الدور المهم للمدرسة في تحقيق الاندماج، وذلك مثلًا عن طريق التخطيط لزيارات وتواصل بين المدارس على نطاق الدولة.

وتقول، ” إن التلميذ يحتاج إلى التعرف على الآخر وربط صلة صداقة معه وهذا بدوره يساعد في الاندماج وتصحيح الأفكار المغلوطة عن هذا الآخر.

قسم التحقيقات

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.