كثيراً ما نختبر مشاعر وأفكار يصعب علينا فهمها أو تحليلها، ونمر بتجارب وتحديات نشعر أننا بحاجة لاستشارة شخص مختص للتعامل معها. لذلك قررنا أن نكون حلقة وصل بينكم وبين الاخصائيين النفسيين، نعرض أسئلتكم عليهم ثم نقدم لكم الإجابات.
ونتناول اليوم سؤالاً وصلنا من إحدى متابعينا: “ابني عمره ثماني سنوات، يقضم أظافره بشكل مستمر عند مشاهدة التلفزيون رغم أنه بصحة نفسية وبدنية جيدة! كيف أقنعه بالإقلاع عن هذه العادة؟“
ستجيب عن السؤال الاخصائية النفسية رائدة إلياس:
عزيزتي صاحبة السؤال، قضم الأظافر يعتبر عادة مرضية وشكل من أشكال التعبير عن التوتر. ولكن طبعاً يجب التفرقة بين الصغار والكبار. فهذا الأمر طبيعي للأطفال حتى سن 3 سنوات، أما عندما تتجاوز ذلك، فتعتبر عادة يجب التعامل معها.
ولكن لماذا تنشأ هذه العادة من الأساس؟ يزداد قضم الأظافر عادة في مرحلة المراهقة، وخاصة عندما يشعر الإنسان بعجز في التعبير عن الإنزعاج. أي يكون بداخله طاقة سلبية، ولكن لا يعرف كيف يخرجها.
وهذه العادة معدية، فربما رأى ابنك شخصاً آخر يقضم أظافره وهو متوتر فبدأ بتقليده.
تقولين إن ابنك صحته النفسية والجسدية جيدة، فيمكن أن يكون ابنك بدأ بهذه العادة في فترة كان يشعر فيها بالتوتر الشديد، ثم استمر بقضم أظافره حتى بعد أن غاب التوتر عن حياته. فأحياناً تغيب الأسباب وتبقى العادة.
كي تساعدي ابنك على التخلص من هذه العادة، عليك أن تراقبي متى يقضم أظافره. هل يقوم بها فقط عند مشاهدة التلفزيون؟ أم هناك نمط ما؟ في هذه الحالة، حاولي أن تشغلي يده بأمور أخرى. يمكن أن تقدمي له الفشار مثلاً.
هناك أيضاً حلول أخرى. هناك مادة توضع على الأظافر طعمها مر، فتكون عامل تنبيه له يساعده في الإقلاع عن هذه العادة. يمكنك شراء هذه المادة من الصيدلية.
بعض الأطفال يقضمون أظافرهم خلال النوم، ويحدث ذلك غالباً إذا حلموا حلماً مزعجاً. في هذه الحالة يمكن أن تشتري له كفوفاً قطنية يرتديها وهو نائم.
يمكنك أيضا أن تحاولي توسيع معرفته حول الأظافر كمكان لتجمع الجراثيم. فيمكن أن تصطحبيه إلى مختبر كي يرى الأمر بنفسه تحت المجهر.
ولكن حاولي ألا تتحدثي معه حول الموضوع أمام الناس، فقد يشعر بالحرج. يمكنك بدلاً من ذلك أن تحددي حركة معينة تقومين بها وأنتم خارج البيت كي تنبهيه عند قضم أظافره، دون أن يفهم شخص آخر ما تتحدثون عنه.
وكلما قلّت هذه العادة عنده حاولي أن تكافئيه وتشجعيه على الاستمرار.
أتمنى أن أكون قد أجبت عن سؤالك.
رائدة إلياس.
لكل من لديه أسئلة يود أن يطرحها على أخصائي نفسي، تواصلوا معنا عبر رسالة على الفيس بوك أو انستغرام أو عن طريق البريد الإلكتروني: