كثيراً ما نختبر مشاعر وأفكار يصعب علينا فهمها أو تحليلها، ونمر بتجارب وتحديات نشعر أننا بحاجة لاستشارة شخص مختص للتعامل معها. لذلك قررنا أن نكون حلقة وصل بينكم وبين الاخصائيين النفسيين، نعرض أسئلتكم عليهم ثم نقدم لكم الإجابات.
في أول مقال لنا، نتناول سؤال وصلنا من إحدى المتابعات: “كيف اتخلص من المشاعر السلبية؟“
ستجيب على السؤال الاخصائية النفسية رائدة إلياس:
عزيزتي صاحبة السؤال، لا أعرف بالتحديد أي مشاعر سلبية تعاني منها، فالمشاعر السلبية يمكن أن تكون حزن، قلق، غضب، ضيق، خوف، ملل، حزن…إلخ.
ولكن بشكل عام كي أتخلص من هذه المشاعر، يجب أن “أمنطقها” أولاً، أي أقف عندها وأحللها وأفهم ما خلفها من أفكار. قد أكون غاضبة أو قلقة لأنني أشعر أن شريكي سيتخلى عني ويرتبط بشخص آخر مثلاً، أو قد أكون حزينة لأنني أشعر بالفشل في حياتي العملية. عادة ما ينصحنا أصدقائنا أو أقاربنا بالخروج أو أكل طعام نحبه أو شراء ملابس جديدة مثلاً. ولكن في حقيقة الأمر، هذه الحيل لا تلغي المشاعر السلبية. فهي مجرد مُسكن مؤقت جداً يشتت انتباهنا وفي بعض الأحيان لا يفلح حتى في ذلك. فالسعادة الحقيقة تأتي من الداخل لا الخارج.

الحل هو تحليل هذه المشاعر لا تجاهلها. هل شريكي سيتخلى عني ويرتبط بشخص آخر؟ ما حقيقة هذه الفكرة؟ هل لدي أدلة تدعم ذلك؟ هل هناك طريقة أخرى أنظر بها للأمر؟ يمكنك مثلاً أن تفكري في تاريخ هذا الشخص. هل قام بأي أفعال تستدعي الشكّ به؟ أم أنه شخص يستحق ثقتي؟ كثيرٌ من أفكارنا تعتمد على خيالنا لا على حقائق، ولذلك من الضروري أن نحاور عقلنا ونحلل الأمور كي نفرق بين الحقيقة والوهم. ليس لكل ما نفكر به أساس من الصحة.
ولكن بعض الناس يجد صعوبة في تحديد ما يزعجهم من الأساس، أي يجدون صعوبة في تحديد الأفكار التي تسبب لهم المشاعر السلبية. وذلك يحدث نتيجة لتراكم المشاعر السلبية لوقت طويل. فمن المهم أن تحللي مشاعرك أولاً بأول في نهاية كل يوم، ولا تتركي شيئاً معلقاً لتجنّب الوصول إلى مرحلة “الاختناق”.
إذا أصابك شعورٌ سلبيٌ تعاملي معه. اطرحي أسئلة وافهمي سببه. فتجاهل المشاعر قد يسبب أعراض جسدية فيما بعد فلا تتجاهلي مشاعرك بل افهميها.
ولكن ماذا لو كان تفكيرك السلبي في محله؟ أي أن شريكك لا يستحق ثقتك مثلاً أو أن مستقبلك المعني في خطر؟ حتى في هذه الحالة التجاهل لن يفيدك. يجب أن تواجهي نفسك بالحقيقة التي تسبب هذا الشعور وتتخذي قرارات بناء عليها. فالشريك الذي لا يستحق ثقتك لا يستحق وقتك، والفرصة المهنية التي خسرتها اليوم سيأتي غيرها. إذاً تجاهل الحقائق والمشاعر لا يغيرها، ولكن مواجهتها تجعلنا نتجاوزها عاجلاً أم آجلاً.
أتمنى أن أكون قد أجبت على سؤالك.
رائدة إلياس.
لكل من لديه أسئلة يود أن يطرحها على أخصائي نفسي، تواصلوا معنا عبر رسالة على الفيس بوك أو انستجرام أو عن طريق البريد الإلكتروني: