العمل من 9 صباحاً حتى 12 ليلاً مقابل 700 كرون
فصل سائق عمل 6 سنوات بسبب تأخره مرة واحدة
الكومبس ـ خاص: يشكو عدد من العاملين في شركة توصيل الطلبات Wolt من ظروف عمل “سيئة” وفصل من العمل دون سابق إنذار. ويقول بعضهم إنهم يتقاضون أجوراً زهيدة مقابل عمل مجهد يتحمل فيه السائق تكاليف التأخير والتصليح وغيرها كما يواجه معاملة “قاسية” من إدارة الشركة. فيما تقول إدارة الشركة إن نموذج العمل لديها “مرن وقائم على المهام”، مضيفة “من مزايا هذا النموذج أن شركاءنا في التوصيل يمكنهم إدارة أوقات عملهم بحرية وأن يكونوا رؤساء لأنفسهم”.
لا اتفاقات عمل مبرمة بين فولت و”شركاء التوصيل” (السائقين الذين يقومون بتوصيل الطلبات) بل يعتمد التوظيف على شركة وسيطة مسؤولة عن التوظيف اسمها INVOICERY BUSINESS ويتم إبرام العقد بينها وبين السائق مع تحميل تطبيق فولت على الجوال والعمل من خلاله.
“ننتظر في البرد القارس دون تقدير“
همام (اسم مستعار) ما زال على رأس عمله في فولت ويشتكي من ظروف عمل “سيئة”، حيث يضطر، بحسب قوله، للانتظار خمسة أو عشرة دقائق في البرد القارس بانتظار الزبون ليتسلم الطلب كما ينتظر أحياناً أمام المطعم لاستلام الطلب فتكون النتيجة حصوله على مخالفة وقوف. ويضيف “اضطررت لأعمل طيلة الأسبوع لأستطيع تسديد ثلاثة مخالفات”.
وينتقد همام طبيعة العمل في Wolt لأنها “لا تعوّض السائقين في حال لم يحصلوا على طلب إضافي، حتى أن تصليح السيارة وتأمينها هو ضمن مسؤولية السائق ولا علاقة للشركة بذلك وإذا تعرض لأي حادث مثلاً خلال العمل فالـSupport (الخط الساخن بين شريك التوصيل والشركة) لا يستطيع فعل شيء”.
يصف همام الأجر الذي يتقاضاه السائقون بأنه “زهيد جداً” مقارنة بما كان عليه قبل حوالي سنتين حيث كانت تسعيرة كل طلبية 40 كرون إضافة إلى 6.5 كرون لكل كيلومتر واحد، أما تسعيرة الطلبية في الوقت الحالي فهي 25 كرون فقط إضافة إلى 5 كرون إضافية لكل كيلومتر. وبالنسبة لبدل الإجازة فهو 3.5 كرون أي أن سعر كل طلبية لمكان قريب على سبيل المثال لا تقارن بسعر الطلبية مسبقاً”.
يقول همام “في حال حصلت على طلبيتين عبر تطبيق فولت وكان المكان الأول على خط مسار المكان الثاني فأحاسب فقط على الطلبية الأولى بالمسافة المقدرة من المطعم إلى الزبون الأول ثم يتم حساب المسافة المقدرة من الزبون الأول إلى الزبون الثاني”.
العمل 15 ساعة
أسامة (38 عاماً) بدأ العمل مع فولت العام 2018 في منطقة يافله يقول “كنت من الأوائل الذين عملوا مع فولت ضمن عقود لا تتجاوز مدتها ثلاثة أشهر و حصلت على عقد ثابت قبل ستة أشهر وخلالها تم فصلي من العمل. وعندما راسلت شركة التوظيف INVOICERY BUSINESS لاستيضاح سبب إقالتي من عملي في Wolt كانت إجابتهم أنني كنت في فترة تجريبية وليسوا ملزمين بالإجابة عن سبب عدم قدرتهم على تقديم وظائف جديدة في المستقبل”.
يضيف أسامة “كنت أعمل من 9 صباحاً حتى 12 ليلاً لأحصل على أجرة صافية بعد الضرائب تبلغ حوالي 700 كرون. كما كنت أضطر لأنتظر الطلب من بعض مطاعم الوجبات السريعة أكثر من خمسة دقائق وعندما أقول لهم إنني تأخرت ويجب أن أستلم الطلب لأقوم بتسليمه لا يهتمون بذلك بل أعامل بطريقة مستفزة وكأنني أعمل لديهم خصوصاً أن معظم الموظفين هناك بأعمار صغيرة”.
“فُصلت دون سابق إنذار”
أحمد (38 عاماً) أحد الأشخاص الذين تم فصلهم من عملهم دون إنذار بعد أن عمل مع الشركة مدة عام تقريباً قبل أن يتلقى قرار الفصل الشهر الماضي.
يقول أحمد “أنهيت عملي عند الساعة 12.30 ليلاً لأفاجأ برسالة عبر البريد الإلكتروني عند الساعة السادسة صباحاً من شركة فولت بإنهاء عقدي دون سابق إنذار.
تنص الرسالة الإلكترونية التي اطلعت عليها الكومبس على التالي “بناءً على التعليقات السلبية المتكررة من العملاء والشركاء نأسف لإبلاغك بأن التعاون بين فولت وبينك سيتم إنهاؤه على الفور. لقد انتهكت بشكل جوهري التزاماتك بموجب الاتفاقية من خلال الفشل في أداء خدمات التوصيل وفقاً لشروط اتفاقية الخدمة أو القوانين المعمول بها وبذلك لم تفِ بمسؤولياتك كشريك توصيل. وكما هو منصوص في الاتفاقية يجوز لأي من الطرفين إنهاء الشراكة بأثر فوري إذا قام الطرف الآخر بانتهاك التزاماته بشكل جوهري”.
عبد المعين (52 عاماً) تم فصله من العمل أيضاً بعد أن عمل مع الشركة مدة ست سنوات، يقول “لا أستطيع أن أعترض على قرار فصلي لأن العقد بيني كشريك توصيل وشركة المحاسبة الوسيطة الخاصة بالتوظيف ينص على أنهم يستطيعون فصلي في حال ارتكاب أي خطأ دون إنذار حتى لو كان العقد دائماً. و أنا ارتكبت خطأ في إحدى المرات بخروجي عن GPS مما اضطرني للتأخر نصف ساعة لتسليم الطلب للزبون”.
يضيف عبد المعين “بالطبع أعترض على عدم وجود آلية تعامل أخرى مع Wolt مثل إنذار أول وإنذار ثاني ثم hgفصل في حال تكرر الخطأ. أنا كموظف غير محمي ومن الممكن أن أتعرض للتعامل مع شخص مزعج أو زبون سارق يأخذ الطلب ويعلم Wolt بأنه لم يستلم الطلب وبالتالي يقوم الـsupport بالتواصل معي ويتهمني بعدم تسليم الطلب للزبون فلا شيء يحميني كشريك توصيل وليس بحوزتنا كسائقين أي وصل على سبيل المثال يوقع عليه الزبون عند استلام الطلب”.
ويتابع “أحياناً أحصل على 30 كرون فقط بدل أجرة الطلب بعد جهد كبير فهل يعقل ذلك؟ بنظري هي عملية استغلال تحت سقف قانون يحمي الشركة (..) لو وجدت بديلاً لما عملت مع Wolt لكن لدي طفلان يجب أن ألبيّ احتياجاتهما”.
ورداً على سؤال، ذكر كل المشتكين للكومبس أنهم غير مشتركين بأي نقابة تدافع عن حقوقهم كما أن معظمهم لا يعمل في فولت فحسب بل يتخذونه عملاً مسانداً لعمل آخر.
رد الشركة
أرسلت الكومبس الشكاوى لشركة Wolt ورد مسؤول التواصل إريك ليندهام بالقول “نشعر بالطبع بالحزن لسماع أنكم تلقيتم شكاوى في هيئة التحرير لديكم”.
وقدم ليندهام شرحاً مفصلاً عن كيفية عمل النموذج لتجاري في الشركة فيما يتعلق بمن يقومون بالتوصيل لصالح Wolt، أو ما يمسى “شركاء التوصيل”.
وقال “في Wolt، يكون الشخص إما صاحب عمل حر ولديه بطاقة ضريبية (F-skatt) أو يعمل كموظف مستقل. إذا كان الشخص يعمل كموظف مستقل، فإنه يكون موظفاً لدى شركة خارجية تتولى إدارة الرواتب والتأمين. أما إذا كان الشخص صاحب عمل حر، فإنه يتولى إدارة حساباته الخاصة، بينما توفر Wolt له التأمين. وبالتالي، لا تقوم Wolt بتوظيف خاص بها، بل لدينا نموذج عمل مرن قائم على المهام. ومن مزايا هذا النموذج أن شركاءنا في التوصيل يمكنهم إدارة أوقات عملهم بحرية وأن يكونوا رؤساء لأنفسهم. يتم توزيع المهام باستخدام خوارزمية محايدة تعتمد عملياً على ثلاثة معايير: مدى قرب الساعي من مكان الاستلام، نوع المركبة المستخدمة، وما إذا كان الساعي متاحاً لمهام إضافية أم لا. وعندما يحصل الساعي على مهمة، يمكنه رؤية قيمة المكافأة المالية بوضوح، ويختار بنفسه ما إن كانت المهمة تستحق وقته أم لا. لا توجد أي عواقب في حال رفض المهمة، نظراً لأن الخوارزمية محايدة، وبالتالي لا يؤثر الرفض على قدرة الساعي على الحصول على مهام أخرى”.
نموذج العمل المرن هو ما يفضله غالبية شركاء التوصيل عند قبول المهام عبر المنصة، بحسب الشركة. وأضاف ليندهام “خلال هذا العام، أجرينا دراستين مستقلتين، واحدة بواسطة شركة Novus والأخرى بواسطة Copenhagen Economics. أظهرت النتائج بوضوح أن الغالبية العظمى تفضل هذا النموذج المرن على التوظيف الثابت”.
لماذا يتم دفع الأجور فقط مقابل ساعات العمل الفعلية، بينما لا يحصل الموظفون على أجر مقابل فترات الانتظار؟
لأننا نعمل بنموذج يعتمد على المهام، فإن التعويض يتم على أساس كل مهمة.
لماذا يُجبر الموظفون على شراء أشياء متعلقة بالعمل، مثل حقيبة الطعام التي تحمل شعار Wolt، ويدفعون ثمنها من أموالهم الخاصة؟
شركاؤنا السعاة غير ملزمين باستخدام حقائب أو ملابس تحمل شعار Wolt. الشرط الوحيد هو استخدام حقيبة توصيل معزولة، لأسباب تتعلق بالسلامة الغذائية. عند توقيع العقد، يمكن لشركائنا السعاة اختيار الحصول على معدات تحمل شعار Wolt (مثل حقيبة التوصيل والملابس) مقابل وديعة مستردة إذا اختار الساعي التوقف عن العمل مع Wolt.
لماذا لا تتحمل Wolt أي مسؤولية عن الغرامات أو تكاليف إصلاح أو تأمين وسائل النقل المستخدمة في العمل أثناء عمليات التوصيل؟
عند بدء شريك توصيل بتقديم خدماته عبر منصة Wolt، نوضح له قواعد المرور وأنه يتحمل مسؤولية الالتزام بها، بما في ذلك جميع أنواع المخالفات. هذا ليس أمراً غير مألوف، بغض النظر عن نموذج العمل المطبق، حيث لا تدفع الشركات عادةً غرامات المخالفات التي يتحملها الأفراد أثناء أداء عملهم. أما بخصوص الإصلاحات والتأمين على وسيلة النقل، فهي تقع أيضاً على عاتق شركاء التوصيل، ونحن نوضح ذلك في جميع الاتصالات.
لا توجد رسالة تأكيد من العميل عند استلام الطلب من الموظفين؟ لماذا؟
تطبيقاتنا الرقمية، سواء للعملاء أو شركاء التوصيل (وهما تطبيقان مختلفان)، تتضمن تأكيدات رقمية في جميع مراحل عملية الطلب أو التوصيل. وللتوضيح، ليس لدينا شركاء توصيل موظفين بشكل مباشر.
ما صحة أنه لا يوجد أي حماية للموظفين في مواجهة العملاء؟
هذا غير صحيح. لدينا دعم عملاء نقدره كثيراً ويتعامل مع المشكلات المتعلقة بالعملاء وشركاء التوصيل على حد سواء، ونعالج المشكلات دائماً بشكل احترافي مع جميع الأطراف.
رغم وجود عقود عمل، قمتم بإنهاء خدمات بعض الأشخاص فوراً دون أي تحذير مسبق.ما تعليقكم؟
من الصعب علينا التعليق على مثل هذا الادعاء دون مزيد من المعلومات. لكن بشكل عام، لا يوجد علاقة توظيف بين Wolt وشركاء التوصيل، وبالتالي لا توجد عقود عمل. ومع ذلك، توجد عقود عمل بين شركاء التوصيل المستقلين والشركة الخارجية التي تدير الفواتير. نحن نتأكد دائماً من الالتزام بالشروط المحددة في اتفاقيات الشراكة، والتي تتضمن شروط إنهاء الشراكة.
ريم لحدو