الكومبس-خاص: يشهد هذا العام في سوريا أياماً استثنائية، حيث تزامنت عدة أعياد في الربع الأخير من شهر مارس، لتبرز لوحة من التنوع الثقافي والتعايش الفريد الذي يميز المجتمع السوري. ورغم التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه البلاد، تزدحم أسواق دمشق بالحركة والحيوية، متجاوزة كل الصعاب بروح الأعياد وبهجتها.
في الأسبوع الماضي، احتفلت العاصمة دمشق بعيد الأم، وعيد النيروز، وعيد المعلم. وفي الوقت الحالي، يستعد السوريون لاستقبال عيد الفطر، يليه عيد الفصح. وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة، تتوافد العائلات إلى الأسواق التقليدية مثل سوق البزورية ومدحت باشا، لشراء الحلويات الشهيرة المرتبطة بهذه المناسبات، مثل المعمول والبرازق الدمشقية والحلويات الشعبية التقليدية.
كما تشهد الأسواق الحديثة، مثل الجسر الأبيض، والحمدية، والصالحية، وسوق القصاع، إقبالاً نشطاً من المواطنين لشراء ملابس الأعياد وألعاب الأطفال ومستلزمات الضيافة.
القدرة الشرائية لدى الناس ضعيفة!

إلي عجوري، من سكان منطقة الدويلعة في دمشق، يُعبر عن مشاعره قائلاً: “لهذه الأيام خصوصية في المجتمع السوري، لكن القدرة الشرائية للناس ضعيفة رغم تحسن الأسعار مؤخراً والسبب يعود للظروف الاقتصادية الصعبة التي أفرزت البطالة وقلة فرص العمل، فضلاً عن ارتفاع تكاليف المعيشة. ومع ذلك نحتفل معاً بعيد الفطر وبعده بأيام بعيد الفصح، مما يعكس طبيعة المجتمع السوري المحب والمسالم بكل أديانه وطوائفه. كما أننا احتفلنا الأسبوع الماضي بعيد النيروز مع أصدقائنا وإخواننا الأكراد. ومع ذلك، يسود الحذر والترقب الأجواء العامة، ونأمل أن يتحسن الوضع الاقتصادي في المستقبل”.
عيد استثنائي بعد التحرير
محمد، وهو من سكان حي الميدان الدمشقي يقول: “فرحتي بعيد الفطر هذا العام تختلف عن أي فرحة أخرى، لأن سوريا تحررت من الظلم والقمع. أنا متفائل بالأيام القادمة رغم صعوبة المعيشة والتقلبات السياسية كما أن سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار مازال ضعيفاً ولكن الحق يقال معظم أسعار المواد الأساسية انخفضت.
وبالنسبة للأستعداد لاستقبال عيد الفطر الأهم بالنسبة لي هو شراء ملابس العيد للأطفال وصناعة حلويات العيد الدمشقية في المنزل مثل المعمول والغريّبة، ومعايدة الأهل وأداء صلاة العيد وزيارة القبور.