الكومبس – دولية: تعد موجة النزوح التي تشهدها محافظة إدلب السورية منذ بداية كانون الأول/ ديسمبر الماضي، الأسوأ منذ بدء النزاع في سوريا قبل نحو تسع سنوات، حيث فر نحو 700 ألف شخص من التصعيد العسكري لقوات الحكومة السورية، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة.

وقال المتحدث الإقليمي باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ديفيد سوانسون: “خلال عشرة أسابيع فقط، ومنذ الأول من كانون الأول/ ديسمبر 2019، نزح حوالي 690 ألف شخص من منازلهم في إدلب والمناطق المحاذية لها”.

وأضاف المسؤول الأممي في تصريحات لوكالة فرانس برس أمس الثلاثاء (11 شباط/ فبراير 2020) “إن هذا العدد، وبحسب تحليل أولي، يعد الأكبر لنازحين (فروا) في فترة واحدة منذ بداية النزاع في سوريا قبل نحو تسع سنوات”.

وفي كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بدأت قوات الحكومة السورية بدعم روسي هجوماً واسعاً في مناطق بمحافظة إدلب تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل معارضة أخرى أقل نفوذاً، وتؤوي ثلاثة ملايين شخص، نحو نصفهم من النازحين.

وخلال السنوات الماضية، ومع تقدم القوات الحكومية تدريجياً ضد الفصائل المعارضة، تحولت محافظة إدلب إلى وجهة لآلاف المدنيين والمقاتلين المعارضين الذي رفضوا البقاء في مناطق استعادتها دمشق.

وتنتشر في المحافظة اليوم عشرات المخيمات وغالبيتها يتركز قرب الحدود التركية شمالاً. وتفاقم موجة النزوح اليوم الوضع الإنساني السيء أساساً في إدلب منذ نزوح أكثر من 400 ألف شخص منذ نهاية نيسان/ أبريل حتى نهاية آب/ أغسطس من العام الماضي جراء حملة عسكرية مماثلة لدمشق بدعم من موسكو في تلك الفترة.

البقاء في العراء بعد النزوح مرارا

من ناحية أخرى أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الأربعاء (12 شباط/ فبراير 2020) بنزوح أكثر من 70 ألف مدني من ريف حلب الغربي خلال الـ24 ساعة الماضية هرباً من العمليات العسكرية بالتعاون مع روسيا.

وأشار المرصد إلى أن بعض النازحين خلال الساعات الماضية ينزحون للمرة الرابعة أو الخامسة، بعد أن كانوا قد أجبروا على النزوح على فترات جراء العمليات العسكرية في إدلب وحماة وحلب.

وبحسب إحصاءات المرصد، فقد ارتفع عدد النازحين من حلب وإدلب منذ منتصف كانون الثاني/ يناير إلى 520 ألف مدني، في حين ارتفع العدد منذ مطلع كانون الأول/ ديسمبر إلى نحو 950 ألفاً من إدلب وحلب.

وحذرت منظمات إنسانية دولية من “كارثة إنسانية” جراء موجة النزوح الضخمة. وتزداد معاناة النازحين مع انخفاض حاد في درجات الحرارة. ولجأ الجزء الأكبر منهم إلى مناطق مكتظة أساساً بالمخيمات قرب الحدود التركية في شمال إدلب، لم يجد كثر خيم تؤويهم أو حتى منازل للإيجار، واضطروا إلى البقاء في العراء أو في سياراتهم أو في أبنية مهجورة قيد الإنشاء وفي مدارس وحتى مساجد.

وبين هؤلاء من عانى رحلات النزوح مرات عدة، كما تغلق تركيا حدودها أمامهم، حيث تقول إنها تستضيف أكثر من 3.5 مليون لاجئ سوري. ووفق الأمم المتحدة، فإن النزاع السوري تسبب بأكبر أزمة لجوء في العالم منذ الحرب العالمية الثانية مع فرار 5.5 مليون شخص من البلاد ونزوح أكثر من 6.6 مليون داخله.

(د ب أ، أ ف ب)

المصدر: مهاجر نيوز

هذا الخبر ينشر ضمن اتفاق تعاون مع DW