الكومبس – خاص: قبل يومين من الانتخابات السويدية الأحد المقبل، تّعج منصات التواصل الاجتماعي، خصوصا “فيسبوك” و”تويتر”، بواحدة من أحدث الحروب في العصر الحديث، وهي حرب صناعة الوهم، عبر ضخ كم هائل من المعلومات غير الصحيحة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، للتأثير على الناخبين، وتوجيه خياراتهم نحو أهداف محددة، وبالتالي صنع حكومات تمثل أجندة (خارجية داخلية) تتجاوز الرغبات الوطنية للناخبين.
وتشهد صفحة “الكومبس” على الفيسبوك، هذه الأيام، محاولات مستميتة من قبل أشخاص وجهات، تحاول عن طريق حسابات وهمية، تأجيج مخاوف الناس، ونشر معلومات مضللة، والتهويل من حوادث عادية، ومحاولة تكوين رأي عام يؤيد تارة تيارات يمينية متطرفة تعادي أساساً المهاجرين، وتارة أخرى، ترسيخ وتعزيز ظاهرة عزوف المهاجرين على المشاركة في الانتخابات.
هذه المحاولات، تشبه الى حد كبير، محاولات مماثلة يمارسها أشخاص وجهات سياسية تنشط في بيئات شرق أوسطية مهاجرة، خصوصاً سوريا والعراق، تمارس القمع لكل رأي يخالفها، من خلال حسابات وهمية وتهديدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
جهاز الأمن الوطني السويدي “سيبو” أعلن قبل أيام عن زيادة في عدد المحاولات والنشاطات، التي تستهدف التأثير على ثقة الناخبين في الانتخابات العامة الأحد المقبل.
المسؤولة في “سيبو” ليندا إسكار قالت في تصريحات صحفية: “نلاحظ أن هناك زيادة في تلك الأنشطة مقارنة بالانتخابات السابقة التي أجريت في عام 2014”.
ووفقاً لجهاز الأمن، فإن هدف تلك الهجمات المتزايدة قد يكون منظمات أو سلطات سياسية مرتبطة بالانتخابات.
ورفع الأمن السويدي وبقية المؤسسات السويدية المعنية بالانتخابات من استعداداتها للتعامل مع ما يسمى بعمليات التأثير.
وبحسب مؤسسة الحماية المدنية والطوارئ، MSB فإن شكل تأثير المحاولات التي شهدتها السويد بالفعل في السابق، كانت تهدف الى محاولة تغيير قناعات الناس في قضايا محددة ببطء.
ويكفي أن تثير تلك القضايا مشاعر قوية تجعلها مثيرة للاهتمام في حملة التأثير.
نائب رئيس إدارة العمليات في المؤسسة ميكائيل توفيسون قال: “تحاول جهات أجنبية التهويل من الصور السلبية، في قضايا مثل الهجرة، وربط بعض مظاهرها بإثارة المخاوف الاجتماعية، والإيحاء بتزايد الجريمة والعنف.
وأوضح، ان تلك الجهات تحاول ايجاد تربة خصبة لهذه الأفكار، ووضع الآراء في اتجاهات مختلفة في القضايا التي تلقى جدلاً في المجتمع.