الكومبس – تحقيقات: لماذا يعتبر البعض من أصحاب العضلات المفتولّة، وسي السيد، استقلال المرأة اقتصادياً داخل المجتمع السويدي هو تهديم لشرقيته؟ في حين تقوم بعض الوافدات حديثاً بالانتفاض على ازواجهن، وتحويل المصروف داخل البيت الى عملية ثأر شرقي تحت عنوان الحرية المُغتصبة! وهل يمكن اعتبارهنّ محقات بأثر رجعي، ام باحثات عن سد نقص نفسي كما يعتقد الرجل الغاضب؟

ولماذا انتجت تلك المناصفة تفكك أسري باعتبارها نوعاً من اعطاء المرأة صلاحية التحكم بالرجل؟



جدارة نسويّة


الهام علي

مدرسّة اللغة السويدية الهام علي، تعتبر أن المرأة الشرقية تربت على الخضوع للرجل والانقياد لما يأمر وينهى عنه.

وتقول: ” لا استغرب ثورتها النفسيّة هنا بالمجتمع الاوربي كنوع من رد الفعل امام اهتزاز معادل الثقة واعادة هيبة شخصيتها المنسحقة سابقاً، مع انّ النساء اللواتي لم يكنّ لديهن عمل او دخل اقتصادي في مجتمعاتهنّ الشرقيّة سيتبين عليهنّ رد الفعل بشكلٍ كبير وحاد وصادم للرجل، امّا اللواتي كنّ اصلاً بشخصيات مستقلة اقتصادية لا اعتقد ان التغيّر سينالهنّ”.
تضيف: “علماً ان الرجل هنا حينما يأتي كبيراً بالسن اي فوق الاربعين مثلا، لا يستطيع التأقلم بالمجتمع السويدي كما هو الحال مع المرأة، فتجديه منطوياً على نفسه على عكس المرأة القادرة على التكيف والعطاء والانتاجية، وهنا اتحدث عن غالبية الرجال وخصوصا اولئك الذين يفتقدون للتعليم الثانوي والجامعي وبعض الحرفيين، لأنني قابلت الكثير من النساء اللواتي استطعن ان يدخلن في مجالات عمل مختلفة ويتميّزن بجدارة، بينما الزوج تجديه يجلس في البيت يتذمر وبسبب هذا الطموح حدثت الكثير من حالات الطلاق لدى المغتربين الشرقيين.

نقص نفسي

رائد الحمداني

رائد الحمداني رد ممتعضاً من اتهام الرجل بنظرية الظالم والمظلوم، فقال: ” ولماذا تعتبر المرأة قيادة البيت الذي يضم الجميع، هو سطوة رجولّية وثورة مكبوتة؟ لماذا هذا الافتراض الخاطئ، والمبني على نظرية الظالم والمظلوم؟ انّا شخصياً لديّ اصدقاء طلبوا من زوجاتهم الجلوس بالبيت نظراً للاهتمام بالأطفال او ربما كنوع من الدلال والتقدير لوجودها كسيدة بيت”.

يتساءل: ” السنّا شرقيين ولنا عاداتنا مثلما للآخر عاداته؟ مع ان المشاركة الاقتصادية وفقاً للنظام الاوربي هي منطلق جميل ولا اعتراض عليه، لكن السؤال هل استثمرته المرأة الشرقية هنا للتفرّد بطموحها او لنقل لتدعيم بيتها، لا تهديمه وضياع الاسرة؟

صرنّا نلاحظ الكثير من التفكك الاسريّ التي تبدأ فيها المرأة حال وصولها لأوروبا بطلب الطلاق وكأن القضية مبيتة وثأرية بأثر رجعي، انا هنا لا ابرأ الرجل لكن بنفس الوقت أجد من بعض النساء انفلاتاً وغروراً غير مبرر منطقياً وانما لمجرد سد النقص النفسي بشخصياتهنّ.



قوانين جائرة

نور القيسي

الاعلامية المقيمة بالسويد نور القيسي اعتبرت انّ الوضع الاقتصادي المترهل عالمياً، هو من اجبر المرأة ان تدخل سوق العمل والمنافسة الاقتصادية التي دفعها اليها الرجل اصلاً ليكون النتاج تعاوناً متكاملاً بتقاسم المصاريف.

تضيف القول: ” المشكلة تكمن في ان عقلية الرجل الشرقي لا يمكنها استيعاب قضية المشاركة الاقتصادية ومنحها نوعاً من السلطة والتحكم بإدارة الامور داخل البيت لان الرجل تحكمه عقلية قادمة من بيئة تعامل فيها المرأة كمواطن من الدرجة الثانية، امّا هنا فالموضوع اختلف تماماً لانّ الاستقلال الاقتصادي داخل المجتمع السويدي اعطى للمرأة ثقة بطموحها وفاعليتها، هنالك نساء شرقيات عانينّ الويل ببلدانهن الشرقية من الرجل وقسوته، التي تدعمها القوانين والانظمة التسلطية، سيما النساء المنفصلات والارامل والوحيدات، امّا هنا داخل اوربا فالقوانين عادلة وحماية للمرأة والطفل اولويّة، فلايحق للرجل ان يتحكم بقرارتها قسراً، لذلك تجدين وعي ناضج لحقوق المرأة من المرأة نفسها، وتبقى القضية محصورة بثقة المرأة بنفسها وقدرتها على تحطيم الاغلال.

منافسة وهميّة


مهند طلمس

مهند طلمس الذي لم يجد مبرراً لتجزئة المشكلة لمجرد فتح النار على الرجال، لان الموضوع عبارة عن منظومة متكاملة غير متجزئة يحكمها الصعيد الديني والاجتماعي.

وقال: “البلاد التي نشأ فيها الطرفين على أساس التقاليد العربية التي ترغم الرجل على المسؤولية الكاملة عن المرأة والأطفال، فنشأت المرأة العربية هي التي منحت الرجل سلطة مطلقة من خضوعها لإنجاب اكبر عدد من الصبية ودعائها المستمر ان تنجب الطفل الذكر كي تضمن عدم زواج الرجل”.

وأضاف: “لا ننسى تجاهل المرأة في مجتمعاتنا على الصعيد العام حتى في البرلمان في العراق مثلا، تم تخصيص كوتا للنساء كونهم يعلمون ان المرأة لا يمكن ان تنافس الرجل بالنتيجة”.



ضحية شرقية

الناشط المدني المغترب حيدر الحداد اعتبر ان المرأة والرجل كلاهما ضحية شرقيّة: “استغرب لماذا يحتج الرجل ويعتبرها كسراً لهيبتهِ، مع ان جوهر القضيّة لا تطمح ان تكون مساوية ونداً له، وانما القضية الحقيقية هي إنها تسعى لممارسة دورها الطبيعي في المشاركة واتخاذ القرارات وهذا ليس عيباً ولا هو تجاوزاً على صلاحية الرجل، ولكن كونها قد جاءت من بيئة شرقية فكل تصرف ستقوم به سيحسب إنه تمرد ومحاولة للمساواة او الثأر، مع انّ الجدلية لا هذه ولا تلك مجرد انها متطلبات الحياة الاوربية هي من تفرض على المرأة والرجل الانصياع والطاعة للمستجدات الاوربيّة”.

هي من جانبها ستسعى لتجربة كونها تحولت الى سيدة مستقلة وذات دخل مستقل ومن هذا المنطلق وبناءا عليه يفترض ان يتقبّل الزوج الكثير من التفاصيل التي كانت من المحظورات سابقاً، فتغيير البيئة يساهم وبشكل كبير بترويض الشرقية التي في داخله، لانّ البيئة هي المسؤولة عن كل شيء بمنحها الرجل وصاية غير محدودة على كل شيء فقط لكونه يتكفل بمصاريف الحياة، امّا هي فتتكفل بالطاعة العمياء لهذه الوصاية والاذعان لها نظر لتوجه المجتمع ككل .

آمنة عبد النبي