جاءت السويد في المرتبة الثالثة أوروبيّاً في مجال الرقمنة والخدمات الإلكترونية بعد الدنمارك وفنلندا، وفق تقرير صادر عن المفوضية الأوروبية، التي تصدر كل عام تقريراً يعرف باسم تقرير Desi (مؤشر الاقتصاد الرقمي والمجتمع). ويستند تصنيف الدول في التقرير إلى أربع مجالات هي: رأس المال البشري، والاتصال الرقمي، وتكامل التكنولوجيا الرقمية في الأعمال التجارية، والخدمات الحكومية الرقمية. واحتلت السويد المرتبة الثانية في تقرير العام الماضي.

يأتي ذلك في وقت يسير التطور الرقمي في السويد بسرعة قياسية، وحسب عدة مصادر فإن البلاد يمكن أن تصبح أول دولة تستغني عن النقود في العالم.

ووفقًا لدراسة من المعهد الملكي KTH، من المتوقع أن تصبح السويد تماما بدون أي عملات “كاش” نقدية فعليا في 24 مارس 2023.

برنامج الكومبس ماركناد حول نشر ثقافة الدفع بالإنترنت

ما مدى استعدادنا في السويد للتحول الرقمي؟

حوالي 19٪ من سكان السويد اليوم ليس لديهم معرف Bank ID وهي الخدمة الأكثر أهمية للقدرة على إدارة شؤوننا المالية رقمياً. برنامج “الكومبس ماركناد” كان التقى في حلقة سابقة بمالين بيري من ماستركارد (Mastercard ) والتي بدأت مع أكبر البنوك السويدية إلى جانب اتحاد جمعيات المتقاعدين SPF مبادرة Betalningshjälpen بهدف منح المزيد من الأشخاص الفرصة لإدارة شؤونهم المالية اليومية رقمياً.

ماهي Betalningshjälpen؟

Betalningshjälpen هي مبادرة تعليمية تستهدف الأشخاص الذين لا يشعرون بالأمان التام مع المدفوعات الرقمية. حاليا يوجد في السويد إقصاء رقمي كبير، إذ أن هناك حوالي مليون سويدي لا يشعرون بالأمان التام عند استخدام النت، أغلبهم من المسنين. لذلك بدأنا بـ Betalningshjälpen كوسيلة لتمكين الناس من المشاركة في المعلومات، والإلهام وكيفية التسوق عبر الإنترنت ودفع الفواتير والحصول على معرف البنك Bank ID واستخدامه وما إلى ذلك.

هذه مبادرة قمنا بتطويرها مع أكبر بنوك السويد ومع اتحاد جمعيات المتقاعدين SPF

وهل أطلقتم هذه الخدمة باللغة العربية أيضا؟

نعم نحن سعداء جداً لأننا نتمكن من توسيع نطاق إتاحة الموقع، فاللغة العربية هي ثاني أكبر لغة أم في السويد، لذا من الطبيعي أن نضيفها أثناء تطوير الموقع.

ذكرتِ أن هناك مليون شخص لا يشعرون بالأمان التام، مع استخدام التكنولوجيا الرقمية، لماذا من المهم أن نكون قادرين رقميّاً اليوم؟

بالنسبة لأولئك الذين لم يلحقوا الانضمام إلى ركب الرقمنة في التسعينيات، قد يواجهون بعض التحديات لأنهم لا يستطيعوا استخدام الخدمات الرقمية في الحياة اليومية. هذا يتعلق بشكل كبير بمفهوم الاستقلال، عندما يمكنك التسوق عبر الإنترنت بنفسك، أو أن تحجز موعداً عند الطبيب بالنت، أو أن تدفع فواتيرك وما إلى ذلك. يزداد وقتها الشعور بالاستقلالية.

هناك جوانب أمنية مهمة أيضا، بالنسبة لنا كأفراد، تقل مخاطر تعرضنا للاحتيال والسرقة وما إلى ذلك.

نرى أيضا أن التجارة تزدهر ولها تأثيرات إيجابية للغاية مع زيادة المدفوعات رقميّاً عبر الإنترنت. وهكذا نضمن حقا الأمان لنا جميعا.

الكثير ليس لديهم الجرأة على إدخال تفاصيل بطاقاتهم البنكية عند التسوق عبر الإنترنت، بماذا تعلقين؟

نرى أن هذه هي بالضبط نوع الأسئلة التي لدينا عندما نتصفح موقع www.betalningshjalpen.se أسئلة تتعلق كثيراً بعدم المعرفة، فالشخص لا يعرف في أي السياقات تكون بطاقته آمنة.

نحن في Mastercard نوفر للبنوك ولمنصات البيع أنظمة مختلفة تجعل بطاقتك آمنة تماما، عند التسوق عبر الإنترنت. بغض النظر عما إذا كنت تستخدم البطاقة البنكية لمرة واحدة أو تحفظ معلومات البطاقة لعمليات الشراء المستقبلية.

نحن نملك أنظمة مختلفة تترجم معلومات بطاقتك إلى معرف مختلف تماما، مما يعني أنه لا يمكن نسخها من قبل الآخرين. حتى تكون آمنا تماما عند استخدام بطاقتك عبر الإنترنت. خاصة هنا في السويد حيث يكون لدينا أيضا الهوية الإلكترونية Bank ID كتحقق أمني نهائي للتأكد من هويتك. هذا أيضا جانب آخر يجعلك تشعر بالأمان عند استخدام البطاقة للتسوق عبر الإنترنت.

السويد وتقرير المفوضية الأوروبية

وبين المجالات الأربعة، وهي رأس المال البشري، والاتصال الرقمي، وتكامل التكنولوجيا الرقمية في الأعمال التجارية، والخدمات الحكومية الرقمية، يعد رأس المال البشري أفضلها في السويد، حيث تحتل البلاد المرتبة الثانية في الاتحاد الأوروبي.

وتشير الإحصاءات إلى أن ما يقرب من نصف السكان (46 بالمئة)، لديهم مهارات رقمية أكثر من المستوى الأساسي المطلوب. غير أن الرقم يشير أيضاً إلى وجود 54 بالمئة من السكان إما لديهم المستوى الأساسي فقط أو أقل منه.

وأشار التقرير إلى حاجة البلاد لمزيد من الخبراء في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وتتوقع المفوضية الأوروبية أن تواجه السويد بحلول العام 2024 نقصاً قدره 70 ألف متخصص في تكنولوجيا المعلومات.

ومن المجالات التي تقدمت فيها السويد بشكل ملحوظ الخدمات الإلكترونية الحكومية حيث صعدت البلاد من المركز العاشر إلى الخامس. ومن أمثلة ذلك، جودة استخدام الهوية الإلكترونية، أي أن السويديين يجيدون استخدام الهوية البنكية bank-id.

وبعد السويد، احتلت هولندا وإيرلندا المركزين الرابع والخامس على التوالي في التصنيف.