السويد تستيقظ على احتمال تشكيل حكومة يمينية

: 9/12/22, 12:37 PM
Updated: 12/18/22, 10:02 AM
Foto Claudio Bresciani, Fredrik Sandberg och Johan Nilsson / TT
Foto Claudio Bresciani, Fredrik Sandberg och Johan Nilsson / TT

الكومبس – ستوكهولم: يبدو أن رئيس حزب المحافظين، أولف كريسترشون في أفضل وضع ليصبح رئيس وزراء السويد القادم. أي أن حقبة سياسية جديدة تماماً على وشك الحدوث. ديمقراطيو السويد (SD) اليمين المتطرف، كثاني أكبر حزب في البلاد، سيحدد النغمة لحكومة يمينية مستقبلية، حتى لو لم يكونوا هم أنفسهم جزءاً منها. ويعتمد كريسترشون أيضاً على حزب الليبراليين، إذا كان يريد أن يصبح رئيساً للوزراء، والليبراليون لا يتقبلون الأفكار السياسية لديمقراطيي السويد SD.

وفي حين يبدو أن كريسترشون على وشك تولي السلطة، إلا أن خسارة المحافظين مزدوجة لأنه خسر الدعم في الانتخابات من خلال الارقام التي حصل عليها، ويتفوق عليه الان ديمقراطيو السويد (SD).

استراتيجية المحافظين لجلب ديمقراطيي السويد إلى الفريق يبدو أنها جاءت بنتائج عكسية. كانت خطة المحافظين هي تبني أهم قضايا ديمقراطيي السويد لجلب الناخبين مثل تشديد سياسة الهجرة والصرامة مع الجريمة، ثم يتفوق على حزب ديمقراطيي السويد SD من خلال خبرة المحافظين في الحكم وسياسة اقتصادية أكثر تفصيلاً. وبدلاً من ذلك، خلص العديد من ناخبي المحافظين إلى أنه يمكنهم التصويت لصالح (SD) ولا يزال بإمكانهم الحصول على رئيس وزراء محافظ.

ما هو المهم في الوقت الحالي هو أن ينجح الفائز بالانتخابات في النهاية في تشكيل الحكومة بسرعة. حيث لا تستطيع السويد أن تتحمل صعوبة في تشكيل الحكومة وأن يُشل البلد أمام ما يحدث في أوروبا من حرب وأزمة طاقة وتضخم متفشي.

نتيجة الانتخابات: من المبكر القول، لكن كتلة اليمين قريبة جداً من الفوز

لا يُتوقع صدور نتيجة نهائية للانتخابات قبل يوم الأربعاء على أقرب تقدير عندما يتم احتساب جميع الأصوات في الخارج.

حالياً، يفصل بين الكتلتين أقل من 50 ألف صوت. كتلة اليسار برئاسة الاشتراكي الديمقراطي وكتلة اليمين برئاسة المحافظين مع دعم من اليمين المتطرف.

لكن يبدو أن اليمين المتطرف ديمقراطيو السويد (SD) سيصبح ثاني أكبر حزب. وطلبت كل من ماغدالينا أندرشون وأولف كريسترشون، أنصارهما ليلة الانتخابات التحلي بالصبر وانتظار النتائج النهائية يوم الأربعاء.

وبحسب النتائج الأولية، زاد الاشتراكيون الديمقراطيون حصتهم من التصويت إلى 30.5 بالمئة، بزيادة أكثر من نقطتين مئويتين عن 2018. وديمقراطيو السويد (SD) هو الفائز الأكبر، حيث زاد نصيبه بأكثر من 3 نقاط مئوية إلى 20.7 بالمئة. في حين تراجع المحافظيون بشكل طفيف إلى 19.1 بالمئة.

ورغم تقدم اليمين المتطرف على اليمين المعتدل، إلا ان رئيس حزب المحافظين هو من سيتولى رئاسة الكتلة اليمينة وبالتالي رئاسة الحكومة.

كما أن نسبة إقبال الناخبين لانتخابات سنة 2022 أقل مما كانت في الانتخابات الأخيرة، حيث تبلغ النسبة لسنة 2022 حوالي 83 بالمئة وهي أقل من نسبة 87 بالمئة التي صوتت في انتخابات 2018.

يمكن لأصوات الخارج أن تقرر الانتخابات

ومن المتوقع أن يشارك في هذه الانتخابات أكثر من 80 ألف صوت من السويديين الذين يعيشون في الخارج. يتم احتساب هذه الأصوات في المرحلة الأخيرة وبالتالي يمكنها تحديد نتيجة الانتخابات.

ووفقاً للعالم السياسي هنريك إكينغرين أوسكارسون، في مقابلة مع صحيفة داغنز نيهتر، عادة ما تكون هناك غالبية يمينية بين أصوات السويديين في الخارج. في انتخابات 2018، تغيرت ثلاثة مقاعد بين ليلة الانتخابات والنتيجة النهائية. ووفقا لوكالة الأنباء السويدية فإن SD والاشتراكيين الديمقراطيين، يخسران الأصوات عادةً عند تقديم نتيجة الانتخابات النهائية بينما يحصل حزب البيئة عادةً على الأصوات.

كما أشار إكينغرين أوسكارسون إلى ما حدث مع أولوف بالميه، في انتخابات عام 1979. حيث في ليلة الانتخابات، أعلن نفسه فائزاً، لكن في الأيام التالية تم عد الأصوات من الخارج مما أدى إلى سقوطه. وبدلاً منه، شكل توربيورن فالدين التابع لحزب الوسط الحكومة، بفرق بينهم 8000 صوت.

ديمقراطيو السويد ثاني أكبر حزب في البرلمان السويدي

ارتفع ديمقراطيو السويد SD ليصبح ثاني أكبر حزب في السويد، حيث حصل على 20.7 بالمئة من الأصوات في النتائج الأولية. وفي هذه الانتخابات، حصل الحزب على الكثير من الأصوات في أجزاء كبيرة من شمال السويد. كما ان حزب SD هو أيضاً أكبر حزب في 19 بلدية، ستة منها خارج سكونا، معقل الحزب التقليدي. في الانتخابات الأخيرة، أصبح حزب SD أكبر حزب في اثنتي عشرة بلدية، 11 منها في سكونا.

وكان أول تعليق لرئيس ديمقراطيي السويد، جيمي أوكيسون، لمؤيديه في ليلة الانتخابات “هدفنا هو الجلوس في الحكومة. هدفنا حكومة أغلبية”. وفي برنامج الاستوديو الصباحي لـ SVT هذا الصباح، رأى سكرتير حزب SD، ريتشارد يومشوف، إن نتيجة الانتخابات تعني أن الحزب يمكنه تقديم “مطالب مختلفة تماماً” عند تشكيل الحكومة، وقال “من الواضح أننا يجب أن نكون قادرين على مناقشة مناصب وزارية، ومن الواضح أننا يجب أن نكون قادرين على مناقشة منصب رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب ورئاسة المناصب في مختلف لجان البرلمان”.

كيف ستجري الأمور الآن؟

سيجتمع الأعضاء الجدد في البرلمان السويدي في 26 سبتمبر. ثم ينتخبون رئيس البرلمان والنواب المتحدثين. تتمثل المهمة الأولى لرئيس مجلس النواب في إجراء تصويت على الثقة لرئيس الوزراء الحالي ماجدلينا أندرشون في غضون أسبوعين من افتتاح جلسة البرلمان 2022/2023 في 27 سبتمبر. إذا صوتت أغلبية أعضاء البرلمان ضد أندرشون، فإنها تزاح من منصبها وتبدأ عملية تشكيل حكومة جديدة (في عام 2018 ، استغرق تشكيل الحكومة 134 يوماً). بالنظر إلى أنها سنة انتخابات، فإن آخر موعد لتقديم مشروع قانون الموازنة لعام 2023 هو 15 نوفمبر.

ديما الحلوة

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.