الكومبس – أخبار السويد: أكدت الشرطة السويدية أن موجة التفجيرات الأخيرة مرتبطة إلى حد كبير بعمليات ابتزاز مالي من قبل الشبكات الإجرامية لشركات ورجال أعمال، وليس فقط بالصراعات بين العصابات كما كان الحال سابقاً. وكشفت أنه تم اعتقال حوالي 50 شخصاً، من بينهم صانعو قنابل ومحرضون على الهجمات.
وقال نائب رئيس إدارة العمليات الوطنية في الشرطة (Noa)، هامبوس نيغوردس، في مؤتمر صحفي إن الموجة الحالية من التفجيرات “لا مثيل لها من حيث حجمها”، مؤكداً أن الشرطة تدرك أنها “تولّد شعوراً بانعدام الأمن، وكذلك إحساساً بالعجز”. ولفت إلى أن ما تشهده السويد حالياً “ليس مجرد تصعيد في العنف، بل أيضاً تغيراً في طبيعة المشكلة.”
وكشف أن معظم التفجيرات التي وقعت خلال شهري ديسمبر ويناير كانت ذات دوافع مالية، حيث استُخدمت كوسيلة ابتزاز ضد الشركات. واعتبر أن المشكلة تفاقمت بسبب “التجنيد واسع النطاق” عبر المنصات الرقمية، حيث يتم تقديم خدمات العنف مقابل المال من قبل محرضين خارج السويد، وكذلك من جهات داخل البلاد.
العنف مستمر رغم توقيف 50 شخصاً
وتمكنت الشرطة من توقيف 50 شخصاً في 25 قضية مختلفة مرتبطة بموجة التفجيرات بينها صانعو قنابل، وكذلك شخصيات قيادية في العصابات خارج السويد، ورغم ذلك ما يزال العنف مستمراً.
وعلّق نيغوردس على ذلك قائلاً إن السبب الأساسي لاستمرار العنف هو العدد الكبير للمتورطين في هذه الجرائم، إضافة إلى الموارد المالية الضخمة التي يمتلكونها.
ارتفاع كبير في أعداد المجرمين الصغار
ومن جانبه كشف نائب رئيس شرطة ستوكهولم، توبياس بيريكفيست أن توفر الأسلحة والمتفجرات لدى الشبكات الإجرامية لا يزال مرتفعاً، لكنه أشار أيضاً إلى ازدياد عدد المنفذين صغار السن المستعدين لتنفيذ هذه العمليات.
وقال “نرى أن هناك زيادة حادة في عدد الجناة دون سن 15 عاماً. لم يعد التجنيد يحدث في الشوارع، بل أصبح يتم عبر الإنترنت، مما يجعل عمل الشرطة أكثر صعوبة.”
كما حذّر من أن التحول نحو الإجرام يحدث بسرعة كبيرة بين الأطفال، مشدداً على أهمية نشر التوعية حول الأمر حيث يتحول الأطفال في وقت قصير إلى متورطين في أعمال عنف إجرامية.
وأكد بيريكفيست أن الشرطة وحدها لا يمكنها وقف موجة التجنيد الإجرامي، وقال “يجب على جميع الجهات الفاعلة، من سلطات حكومية، وخدمات اجتماعية، وشركات خاصة، ومنظمات غير ربحية، العمل معًا لأن لكل منهم دورًا في التصدي لهذه الظاهرة.”
وزير العدل: الضغط على الدول التي تأوي قادة العصابات
ووصف وزير العدل السويدي، غونار سترومر، التفجيرات التي وقعت في يناير بأنها “شيء لا يمكن لمجتمع لائق أن يتقبله”، ولفت إلى أن السويد “مرّت بـ24 ساعة استثنائية شهدنا فيها خمسة انفجارات في يوم واحد”.
وقال في مؤتمر صحفي إن الشرطة تحشد “كامل قوتها” لمواجهة التفجيرات، ولكنه أكد في الوقت نفسه أن هناك المزيد مما يمكن فعله، على المستوى الفردي والجماعي، لكسر دوامة العنف، كما نقلت وكالة TT.
وكان سترومر شدد في مقابلة إذاعية مع P1 صباح اليوم على ضرورة زيادة الضغط على الدول التي يقيم فيها زعماء العصابات الإجرامية.
وأضاف “الشرطة تؤكد أن زعماء العصابات يديرون الجرائم من الخارج. وهنا يمكن للسياسة أن تلعب دوراً في الضغط على هذه الدول، وهو ما نقوم به بالفعل.”
وأشار إلى زيارته الأخيرة إلى تركيا، حيث ناقش مع المسؤولين هناك ملف الجريمة المنظمة والتعاون لمواجهتها.
يذكر أن السويد سجلت منذ بداية العام أكثر من 30 تفجيراً، معظمها في منطقة ستوكهولم الجنوبية. وفي يوم الثلاثاء فقط، وقعت عدة تفجيرات في مناطق مثل شيرتورب وباغارموسن وأوشتابيري، مما أثار مخاوف واسعة النطاق بين السكان.