الكومبس – دولية: أكد الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، الثلاثاء، أن ما وصفها بالدعوات المشبوهة التي تروج إلى تعرض طائفة ما للخطر في سوريا، وتقديم جهات نفسها كحامية لهذا المكون “دعوات فارغة”، مؤكدا أن سوريا “لا تقبل القسمة”، ومجدداً التشديد على ضرورة تفكيك كافة المجموعات المسلحة، وحصر السلاح بالدولة.
وجاء كلام الشرع في كلمة له في قصر الشعب، أمام مؤتمر الحوار الوطني، بحضور مئات المشاركين من محافظات سورية مختلفة.
وقال “إن وحدة السلاح واجب وفرض وليست رفاهية وسوريا لا تقبل القسمة وقوتها في وحدتها”. وأضاف “الدعوات المشبوهة التي تستدعي حالة الخطر لطوائف ما وتعرض نفسها الحامية المنقذة دعوات فارغة لا تنطلي على الوعي السوري فإن سوريا مدرسة في العيش المشترك يتعلم منه العالم أجمع”.
واعتبر أن “سوريا اليوم في غرفة الإنعاش تقف بين أيديكم فرحة لكنها مجروحة”، وحث الجميع على التشاور والاتفاق من أجل مستقبل البلاد.
وحضر مراسل الكومبس مراسم افتاح الحوار الوطني، ورصد آراء عدد من المشاركين، الذين أبدوا تفاؤلاً بانعقاد المؤتمر، كخطوة أولى في مسار إعادة بناء سوريا.

الاصفري: لا أعلم اذا كانت هناك حكومة في الأول من مارس
ووصف رجل الأعمال السوري، أيمن الأصفري، المؤتمر بـ”اللحظة تاريخية”. وقال “أن نعود إلى سوريا بعد غياب دام 14 عاماً وأن نلتقي بكل السوريين هنا، والكلام بحرية في هذا المجمع، حول الشأن العام، ومستقبل سوريا القادم”.
ورفض الاصفري التعليق حول تأليف حكومة انتقالية جديدة في 1 مارس المقبل، رغم الشائعات التي حامت حول نية الرئيس الشرع تكليف الاصفري بتأليف الحكومة الانتقالية المقبلة.
وعبر رجل الأعمال الحلبي مصطفى بارودي وهو عضو مؤسس في شركة الاتصالات “سلام تيليكوم” للإتصالات، عن تفاؤله بأعمال المؤتمر “رغم العثرات والأخطاء، التي وقعت أثناء التحضير له”.
المطران حنا جلوف يحث السوريين في السويد والعالم على العودة
واعتبر المطران حنا جلوف النائب الرسولي للاتين في سوريا لحظة سقوط الأسد “لحظة فرح عظيم بعد كل هذه السنوات الطويلة من الطغيان والاستبداد”. وقال “هي مرحلة جديدة وفاتحة خير لنعيد سوريا إلى وجهها الحضاري، والعالمي”.
وأشار إلى المكالمة الهاتفية التي تلقاها من الشرع لحظة دخول قواته إلى حلب، وطمأنه فيها أن الأمور ستكون على مايرام، وتمنى عليه نقل التطمينات للجميع في المدينة من مسيحيين وغيرهم.
وحث جلوف السوريين المهاجرين في السويد والعالم، على العودة في حال عاد الاستقرار، لأن سوريا لا تقوم الا بسواعد كل أبنائها، كما قال.

الحريري: “مرحلة البناء أصعب بكثير من مرحلة الهدم”
من جهته الدكتور نصر الحريري، الرئيس السابق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وأحد المدعوين لحضور المؤتمر اعتبر أن “مرحلة البناء أصعب بكثير من مرحلة الهدم”.
وقال إن المهمة “ستكون صعبة وتقضي تكاتف الجميع ولا شك أن هناك بعض الملاحظات التي تشوب عمل اللجنة المنظمة ولكن العبرة في النتائج وليس في المقدمات”.
واعتبر أن تصريحات نتنياهو الأخيرة هي تشويش على المؤتمر مؤكداً ضرورة “تضافر الجهود لمواجهة أطماع نتنياهو وإسرائيل”.
استنكار لتصريحات نتنياهو
ومن السويداء اعتبرت خلود الهنيدي أن هذا “المؤتمر هو مكان للتحدي ومكان لمسؤوليات عظيمة”.
ولفتت كذلك إلى وجود “عدوانية كبيرة تجاه المؤتمر كفكرة، من بعض الشرائح التي تحتج اليوم على انعقاد هذا المؤتمر بهذه السرعة، وضعف التمثيل”. وقالت إن “هذا المؤتمر فاتحة خير لبناء مستقبل سوريا”.
وحول تصريحات نتنياهو الأخيرة وتهديداته للجنوب السوري، قالت إن “الاحتجاجات في الجنوب هي أفضل رد على هذه التصريحات المهينة”.

ومن السويداء أيضا أكدت الناشطة السياسية ايمان بلان، أن “السويداء جزء من سوريا، لكن على الدولة أن ترد بشكل رسمي علىه كذا تصريحات، وهي المسؤولة عن الدفاع عن السويداء وأهلها والجنوب ككل”.
وأشارت إلى أن تضحيات السوريين عملياً أكبر من هذا المؤتمر أو غيره، وخاصة أن التحضيرات كانت سريعة جداً.
وقال الناشط في المجال السياسي، محمود عويس، المشارك في المؤتمر من دير الزور، إن “مهمتنا صعبة، لكن نتمنى أن تكون هذه التجربة رائدة وملهمة للعالم”.
وحضرت الناشطة في المجال الاجتماعي يسرى طنوس من طرطوس، ورأت أن “هناك ارادة شعبية كبيرة بعدم العودة إلى عصر الاستبداد”. ولفتت إلى أن سرعة التحضير لهذا المؤتمر، محكومة بتشكيل الحكومة الانتقالية المنتظر.

رضوان زيادة: “السوريون سيفشلون مخططات تقسيم البلاد”
من جهته الباحث السوري الدكتور رضوان زيادة اعتبر أن “المؤتمر هو إطلاق للعملية السياسية، ومشاركة نوعية من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، وهو تعدد وتنوع بين السوريين، وفرصة لبناء سوريا بأيدي السوريين”.
أما بالنسبة لتصريحات نتنياهو، فوصفها بـ”شديدة العدوانية”، مؤكداً ضرورة وجود موقف رسمي قوي ضدها.
واعتبر أن نتنياهو يرغب بشدة بإفشال الحكومة الانتقالية، واضعاف الإدارة الجديدة، ووضعها في موقف عدم الرد على التهديدات الإسرائيلية. ولكن زيادة أكد أن السوريين “سينجحون في افشال المخططات المبنية على الطائفية، وتقسيم سوريا”.

المطران شربك: زرت السويد 5 مرات
من جهته عبر مطران صافيتا للروم الارثوذكس، ديمتري شربك، عن سعادته الكبيرة بهذا المؤتمر “الذي يجمع السوريين ويتيح لهم التعبير عن آمالهم، وفرحتهم بالنصر لبناء سوريا الحرة، والتي سيقودها دستور عصري يمثل كل مكونات سوريا”، “.
وبرر المطران شربك السرعة في التحضير لهذا المؤتمر بأن “السوريين بدأوا يتخوفون من حكومة اللون الواحد، وهم يتوجسون من الإقصاء لكثير من السوريين، والذين كان لهم دور كبير في هذا النصر”.
وأضاف “علينا اليوم تحديد مخاوف الجميع مما يمكن تسميته تجاوزات ضد الأقليات، ونعول اليوم على وعي السوريين، ودور المجتمع المدني”.
وكشف المطران شربك أنه زار السويد خمس مرات، داعيا السوريين هناك للعودة في حال عاد الاستقرار والأمن للبلاد في المستقبل القريب.

البابا : “نراهن على وطنية أهلنا في السويداء“
الكاتب والمحلل السياسي من حلب، نور الدين البابا، قال “هذا المؤتمر هو فرصة لي ولأبي وجدّي، للتحدث بصراحة بعيدا عن الإرهاب، الذي كان يمارس علينا من عقود”.
كذلك أثنى البابا على تقبل كل الانتقادات، وقال إن الحكومة القادمة من مصلحتها أن تعتمد على خبرات متخصصة وتكنوقراط، بعيدا عن أي تجاذبات سياسية وأيديولوجية.
وختم البابا بأن “وجود كيان وطني ديمقراطي في سوريا، يعتبر تهديدًا عملياً، ورداً حقيقياً على صلف نتنياهو، ونراهن على وطنية أهلنا في السويداء”.
وسجل غياب واضح لشخصيات كردية من المؤتمر، فيما اعتذر عدد من المدعوين عن المشاركة، بسبب تأخر الدعوات كما قالوا.
أنيس مهنا