الكومبس – دمشق: في أول خطاب له بعد توليه رئاسة الجمهورية في المرحلة الانتقالية، أكّد أحمد الشرع، الرئيس السوري المؤقت، على فتح فصل جديد في تاريخ سوريا. جاء ذلك في خطاب متلفز وجهه إلى الشعب السوري، الأربعاء، حيث شدد على عزمه تحقيق الوحدة الوطنية وبناء مؤسسات سوريا الجديدة.
وقال الشرع: “سنعمل على تشكيل حكومة انتقالية شاملة تعكس تنوع سوريا بجميع مكوناتها من رجال ونساء وشباب، وتتولى مسؤولية بناء مؤسسات الدولة السورية حتى نصل إلى مرحلة انتخابات حرة نزيهة.”
وفي حديثه للشعب السوري، توجه الشرع بكلمات دعم لكل فئات المجتمع السوري، مؤكداً على وقوفه مع النازحين، اللاجئين، الجرحى، وأسر الشهداء والمفقودين. وأضاف: “أقف أمامكم اليوم بعد 54 يوماً من تحررنا جميعاً من قيود نظام استبدادي جثم على صدورنا لعقود. هذه الفترة تمثل بداية عصر جديد لسوريا بعد نحو 54 عاماً من أشد أنواع الحكم الاستبدادي.”
وتابع الشرع مشيراً إلى أهمية التغيير الذي تشهده سوريا الآن، مؤكداً أنه تولى مسؤولية البلاد بعد مشاورات واسعة مع الخبراء القانونيين، وأن أولوياته تشمل ملء فراغ السلطة، الحفاظ على السلم الأهلي، بناء مؤسسات الدولة، تحسين البنية الاقتصادية، واستعادة مكانة سوريا الإقليمية والدولية.
كما تناول الشرع في خطابه التحديات المقبلة، قائلاً: “ما تحتاجه سوريا اليوم أكثر من أي وقت مضى هو العزم على بنائها وتطويرها بعد تحريرها، والنصر لهو تكليف بحد ذاته، فمهمة المنتصرين ثقيلة ومسؤوليتهم عظيمة.”
وكان الناطق باسم العمليات العسكرية في سوريا، العقيد حسن عبدالغني، قد أعلن في وقت سابق من اليوم عن تعيين أحمد الشرع رئيسًا لسوريا في المرحلة الانتقالية، حيث سيتولى مهام رئاسة الجمهورية ويمثلها في المحافل الدولية.
وأوضح الشرع أن هذا التعيين جاء بعد “مباحثات مكثفة مع الخبراء القانونيين”، وأكد في وقت لاحق أن سوريا بحاجة إلى تكثيف الجهود في المرحلة القادمة لمواجهة التحديات المستمرة، خصوصاً في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الحالية.
وكان الوزير السوري أسعد الشيباني قد أكد في وقت لاحق أن دمشق حصلت على استثناءات من العقوبات الأمريكية والأوروبية، وهو ما يفتح الباب أمام فترة جديدة من التعاون الدولي.
هذا، وقد حدّد الشرع 5 أولويات أساسية في المرحلة المقبلة، منها “ملء فراغ السلطة، وبناء المؤسسات، والحفاظ على السلم الأهلي، وتنمية الاقتصاد، واستعادة مكانة سوريا في الساحة الدولية.”