الكومبس – أخبار السويد: سلطت صحيفة إكسبريسن، الضوء على الفاجعة التي أصابت أسرة من أصول مهاجرة في مدينة كارلسكرونا السويدية في شهر يوليو الماضي، عندما التهم حريق ضخم شقة الأسرة وأدى إلى وفاة ثلاثة أطفال أشقاء، هم أحمد (8 سنوات)، وهارون (3 سنوات)، وألما (5 سنوات)، وجدتهم.
ولفظ هارون وألما أنفاسهما الأخيرة في الشقة المحترقة، بينما توفي شقيقهما أحمد بعد يومين من نقله إلى المستشفى، متأثراً بجروحه الخطيرة.
ومن رحم المأساة القاتلة، ولدت قصة أمل، إذ ساهم أحمد بعد رحيله في إنقاذ أربعة أطفال آخرين، بعدما قرر والداه التبرع بأعضائه رغم الحزن الكبير.
وقال عم الأطفال لإكسبريسن “اتخذ الوالدان هذا القرار معاً، لأنهما لا يريدان أن يعاني الآخرون من نفس الخسارة”، وأضاف “أحمد كان اجتماعياً يهتم بالآخرين، وكان ليوافق بنفسه على ذلك”.
ولفت إلى أن الوالدين أخبرا الأسرة بقرارهما بعد أيام، وحينها ذكر أحد الأقارب الآية القرآنية “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”.
أحمد ينقذ حياة أربعة أطفال آخرين
وتلقّت أسرة أحمد هذا الأسبوع الخبر بأن أعضاءه أنقذت حياة أربعة أطفال آخرين.
ورغم أن العائلة لا تعرف شيئاً عن هؤلاء الأطفال، لكنهم يقولون إن المعرفة بأن عائلات أخرى تجنبت فقداناً مريراً تمنحهم شعوراً بالسعادة وسط الحزن.
وقال العم “لا يجب على أحد آخر أن يمر بنفس هذا الحزن. إنقاذ حياة أطفال آخرين أمر ثمين جداً. على الأقل يمكن لتلك العائلات أن تستمر في حياتها بشكل طبيعي”.
وبالرغم من أن والدي الأطفال وافقا على نشر قصة الأسرة، إلا أنهما لم يستطيعا التحدث للصحيفة بسبب حزنهما الشديد.
وكانت الفاجعة وقعت في 7 يوليو في منطقة ليكيبي بمدينة كارلسكرونا، وتركت حزناً واسعاً في المنطقة والمدينة.
وأطلقت الشرطة تحقيقاً حينها في أسباب الحريق، قبل أن تغلقه في سبتمبر لعدم وجود أدلة تشير إلى أن الحريق كان متعمداً، أو ناتجاً عن خلل تقني في الكهرباء.