الكومبس – خاص: نظمت منظمة العفو الدولية في السويد يوماً ثقافياً حوارياً في مدينة مالمو بالتعاون مع عدد من المجموعات الداعمة للفلسطينيين بينها مجموعة “هينا هون” ومجموعة “أصدقاء فلسطين” ومجموعة “BDS” لمقاطعة الاستثمارات الإسرائيلية. وشهدت الفعالية نشاطات متنوعة بين محاضرات وورش عمل وشهادات حية سلطت الضوء على الأوضاع المأسوية في غزة.
التعريف بالتاريخ الفلسطيني الحقيقي
هدفت الندوة إلى “التعريف بالتاريخ الفلسطيني الحقيقي وتسليط الضوء على الواقع الإنساني في غزة”. وقال يزن أبو شمالة من منظمة العفو الدولية في السويد للكومبس إن “الهدف الرئيسي هو وضع الناس في الصورة الحقيقية لما يحدث في غزة من إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل” لافتاً إلى أن “هذا الحدث ليس الوحيد إذ تُنَظم فعالية مماثلة عن فلسطين لكن بمواضيع مختلفة في ستوكهولم 23 نوفمبر”.
تناول المتحدثون التاريخ الفلسطيني منذ أن تعرضت فلسطين للاحتلال العام 1948 موضحين كيفية احتلال فلسطين وتشريد أهلها، ومقدمين شهادات حية وروايات تاريخية موثقة وسط حضور لافت من سكان مالمو والمدن المجاورة من مختلف الثقافات والأعمار.
برنامج حافل بالأنشطة
تخلل الفعالية عدد من النشاطات الثقافية والتعليمية، منها محاضرات وندوات باللغتين الإنجليزية والسويدية بمشاركة أساتذة من جامعات سويدية. وورش عمل استهدفت تعزيز الوعي وتنظيم حملات لدعم القضية الفلسطينية وجلسات نقاش تناولت سبل التغيير والتعبئة لدعم حقوق الإنسان في غزة. كما شاركت مجموعات مثل “هيئة الأمم المتحدة للمرأة في غزة” ومجموعة “هينا هون”، بتقديم رؤى وتجارب عملية.
شهادات حية من غزة
وشارك في الندوة موظفون من الأمم المتحدة في غزة قدموا شهادات حول حجم المعاناة الإنسانية. وسلط هاني الفرا من هيئة الأمم المتحدة للمرأة بفلسطين الضوء على الآثار المبكرة للحرب مع تركيز خاص على التحديات الفريدة التي تواجه النساء والفتيات في ظل انعدام الأمن وقلة الغذاء والدواء.
وفي عرضه التقديمي عبر الإنترنت أشار الفارعة الى عدة نقاط أبرزها:
1- التدهور الإنساني الشديد حيث تواجه النساء تحديات إضافية بسبب انعدام أبسط وسائل الحياة.
2- ارتفاع عدد الأسر التي تعولها نساء بشكل كبير وملحوظ خلال الحرب، ما يفاقم مسؤوليات الأمم المتحدة وسط نقص حاد في موارد الدخل.
3- ارتفاع خطر المجاعة في غزة للمرة الأولى في التاريخ، حيث يتفاقم انعدام الأمن الغذائي يوماً بعد يوم مع استمرار الصراع وتقييد وصول المساعدات.
وأضاف أن “النساء الحوامل والمرضعات يواجهن مخاطر صحية مضاعفة بسبب سوء التغذية، وهي أزمة لا تؤثر عليهن فقط بل تمتد إلى أطفالهن”.
الفعالية جاءت في إطار تنظيم منظمة العفو الدولية ندوات سنوية للناشطين لكنها اتخذت طابعاً أوسع هذا العام من خلال عقد ندوتين في مالمو و ستوكهولم حول فلسطين والأزمة المستمرة لحقوق الإنسان في غزة. وأبرزت الندوة أهمية العمل الجماعي لدعم نضال الفلسطينيين من أجل الحرية والعدالة مؤكدةً أن القضية الفلسطينية “قضية إنسانية تهم الجميع وليست مقتصرة على شعب بعينه”.
شادي فرح
مالمو