“العمالقة” حُلفاء التحالف في اليمن.. فهل يغيرون موازين القوى؟

: 1/15/22, 2:09 PM
Updated: 1/15/22, 2:09 PM
بعض الجنود في ألوية العمالقة في اليمن
بعض الجنود في ألوية العمالقة في اليمن

الكومبس – تقارير: رغم الجهود المبذولة من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة، خصوصاً تلك التي يبذلها المبعوث الخاص إلى اليمن السويدي هانس غروندبيري، بقي الوضع في اليمن على ما هو عليه، فيما توجه أصابع الاتهام للحوثيين المدعومين من ايران برفض كل دعوات الجلوس إلى طاولة حوار لبدء مسار سلمي.

بدا واضحاً أن الحسم العسكري وصوت البنادق بات الخيار الأكثر ترجيحاً على الأقل إلى نقطة معينة تدفع الحوثيين للاستجابةإلى الحوار.

عندما شارفت جماعة الحوثي على السيطرة على محافظة مأرب، آخر معاقل الحكومة المعترف بها دولياً شمال اليمن، تسلل اليأس إلى الأوساط اليمنية نتيجة عجز القوات الحكومية عن صد الاجتياح الواسع للحوثيين، الذي كاد يقضي على آمال الخلاص من مشروع إيران في اليمن. وبتدخل مفاجئ ومُنظم تمكنت وحدات عسكرية معروفة بـ”ألوية العمالقة” من قلب المعادلة وإحباط سيطرة الحوثيين على مأرب.

تشكلت ألوية العمالقة رسمياً بداية 2017، مع بدء التحالف الذي تقوده السعودية عملية عسكرية باتجاه مضيق باب المندب والساحل الغربي لليمن عُرفت بعملية “السهم الذهبي”. وكانت هذه القوات حينها تتشكل من 4 ألوية عسكرية جميع مقاتليها على الأرجح من محافظات جنوب اليمن. وأظهرت حينها أداءً فاعلاً في مواجهة الحوثيين وإخراجهم من كل مشارف مضيق باب المندب وصولاً إلى مدينة المخا على الشريط الساحلي.

توسعت نواة ألوية العمالقة على مدى السنوات الماضية حتى أصبح قوام القوة يتألف من زهاء 50 ألف مقاتل، وتنتشر في مسرح عملياتها الرسمي في الساحل الغربي لليمن. ومؤخراً أرسلت قوات احتياطية إلى محافظة شبوة (على الساحل الشرقي لليمن)، تماشياً مع الإصلاحات السياسية والترتيبات العسكرية التي أشرف عليها التحالف في تلك المحافظة. وقال مصدرٌ عسكري إن التحالف اعتمد على ألوية العمالقة في هذه المهمة بناء على التفاهمات التي حدثت مع إزاحة القيادي التابع لحزب الإصلاح، ذراع الإخوان المسلمين في اليمن، محمد صالح بن عديو من منصب محافظ شبوة، وتعيين الشيخ القبلي عوض العولقي بدلًا عنه. وأضاف المصدر أن “لقوات العمالقة رصيد حافل بالانتصارات ويمكن الركون عليها في أي مهمة”.

خبير عسكري اعتبر أن “القوة الوحيدة التي حافظت على رصيد انتصاراتها وبحالة صِفر هزيمة أمام الحوثيين هي ألوية العمالقة، والأخيرة أثبتت جدارتها على مستوى الخطط العسكرية التكتيكية والإستراتيجية، وعملت على مدى السنوات الماضية على تعظيم مكاسبها، وكان اتفاق ستوكهولم الموقع بين الحكومة والحوثيين، وموقف الإخوان، أهم العراقيل التي وقفت في طريق هذه القوات حين كانت على بعد بضع كيلو مترات من السيطرة على ميناء الحديدة الحيوي”.

استدعى التحالف لألوية العمالقة إلى شبوة لتوليتها قيادة المعركة بغية إخراج الحوثيين من مديريات “بيحان-عسيلان- عين” غرب شبوة، بعد أن سيطر عليها الحوثيون أواخر سبتمبر الماضي عندما كانت هذه المديريات في نطاق سيطرة القوات الحكومية التي يتحكم بها حزب الإصلاح، واستطاعت “العمالقة” استعادة المديريات الثلاث في غضون 10 أيام ثم شرعت في هجوم جديد ضد الحوثيين جنوب مأرب.

ورأى الخبير أن الحرج الذي سببته العمالقة للقوات الحكومية التي فشلت في مواجهة الحوثيين وبدت في معاركها كأنها على اتفاق مع الجماعة الحوثية، دفع حزب الإصلاح، صاحب القرار في توجيه القوات الحكومية، إلى شن حملات إعلامية ودعائية منظمة وصلت إلى مستوى تصدير مفاهيم متطرفة لوسم قوات العمالقة لدى الهيئات والمنظمات الخارجية، باستخدام النفوذ الدبلوماسي لحزب الإصلاح وتمويله منظمات تعمل من الخارج لترويج صورة مختلفة عن القوى التي يعدها خصيمة له.

وتلقت ألوية العمالقة تدريبات مكثفة من القوات الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربي بقيادة السعودية. ومنحها دورها في المعارك ثقة التحالف، خصوصاً أن القوات الحكومية تركت أثراً بالغاً على أهداف التحالف ومعركته في اليمن بعد أن سلّمت محافظات بكاملها لجماعة الحوثي كما حدث مع محافظتي الجوف والبيضاء، شرق ووسط اليمن.

ويتحدث محللون عسكريون هذه الأيام أن التحالف العربي سيجد من الضروري إعادة تقييم الوضع على الأرض وإزاحة الأطراف التي تسببت بحدوث انتكاسات كبيرة على مدى 7 أعوام منذ تدخله في اليمن. ويتوقعون أيضاً أن ينظر بكثير من الحذر لعلاقاته مع حزب الإصلاح، بعد اتهامات للأخير بأن مصالحه تتقاطع مع جماعة الحوثي بما يهدد أمن المنطقة والإقليم.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.