الكومبس – خاص: قال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ د. محمد العيسى للكومبس إن تفاعل الجاليات المسلمة وغير المسلمة حول العالم بشأن غزة هو حق مشروع يمليه الواجب الديني والإنساني، مضيفاً “غير أننا ندعو ألا يكون هناك أي انقسام ولا تأثير على الانسجام والتماسك المجتمعي في قضية دولية هزَّت الضمير الإنساني أجمع ومن شأن سياقها العادل أن يدعم وحدته ويعزز تكاتفه وتضامنه”.
وكان العيسى دعا البريطانيين، في تصريح لمجلة التايمز البريطانية، إلى تقليل التركيز على الصراع في غزة، والتركيز بدلاً من ذلك على القضايا الداخلية، خصوصاً مسألة اندماج المسلمين في المجتمع البريطاني، باعتبارها “قضية تتعلق بالأمن القومي”.
وأثارت تصريحاتٌ نُشرت مقتضبة على وسائل التواصل عدداً من التعليقات المنتقدة. في حين قال الشيخ العيسى في رد مكتوب على أسئلة الكومبس إن “الموقف الإسلاميّ الموحَّد في قضية غزّة المنكوبة هو موقف كلّ ضمير حيّ حول العالم يناشد تفعيل القانوني الدولي والإنساني. وتفاعل الجاليات المسلمة وغير المسلمة حول العالم بشأن غزة هو حق مشروع يمليه الواجب الديني والإنساني، غير أننا ندعو ألا يكون هناك أي انقسام ولا تأثير على الانسجام والتماسك المجتمعي في قضية دولية هزَّت الضمير الإنساني أجمع ومن شأن سياقها العادل أن يدعم وحدته ويعزز تكاتفه وتضامنه”.
“قضية لا تقبل الانقسام”
وأكد العيسى أن تصريحه جاء في سياق استعراض دراسة موسعة حول تأثير الوضع في الشرق الأوسط على المجتمع البريطاني بكل مكوناته الإسلامية وغير الإسلامية، مشيراً إلى أن للمواقف السياسية السلبية تأثيراً على الوجدان المسلم وغير المسلم في القضايا الإنسانية كما في قضية غزة التي لا تقبل الاختلاف ولا الانقسام حولها.
واعتبر العيسى أن التعبير عن المشاعر تجاه قضية غزة مهم جداً لكنه “لا يجعلنا نغفل عن الاستحقاق المجتمعي الداخلي بحيث لا نسمح بانقسامه وتعريضه للمخاطر، فهناك أجندات شريرة تسعى لتوظيف أي قضية عادلة خدمة لأجندتها، فتعود القضية بخسارة مركبة”.
ودعا العيسى “الجميع من مسلمين وغير مسلمين إلى الحذر”، معتبراً أن “هذا يأتي أيضاً في صميم الانتصار لغزة التي ظل المجتمع الدولي أمامها متفرجاً، في حين يسعى الشر بكل أدواته لأن تكون سبباً للانقسام والصراع الدولي والمجتمعي وهو ما لن يحصل بمشيئة الله تعالى مادام الوعي حاضراً”.
وختم العيسى بالقول “لدينا برامج دولية لتعزيز الاندماج الإيجابي والتماسك المجتمعي مع المحافظة على الهوية الدينية والتأكيد على عدم معارضتها الهوية الوطنية. إن كل برنامج يتطلب تضافر الجهود الحكومية وغير الحكومية وهو تضامني وعلى مراحل”.