نسبة البطالة لدى المولودين في الخارج بين 12 و14 بالمئة
العاطلون عن العمل تعود أصولهم إلى 6 دول رئيسة
الكومبس – تقارير: لا تزال البطالة في السويد بين المولودين في الخارج مرتفعة، وتزداد الفجوة بين المولودين في السويد والمولودين خارجها. حيث تبلغ نسبة البطالة بين المولودين خارج البلاد بين 12 و14 بالمئة، في حين تبلغ النسبة بين المولودين داخل السويد بين 2 و4 بالمئة.
تقارير مؤسسة القرية العالمية المعنية بقضايا المهاجرين تظهر أيضاً أن هناك اختلافات حسب البلد الذي جاء منه المهاجر. ووفقاَ لدراسة استقصائية أجرتها للمؤسسة، فإن 51 بالمئة من الأشخاص المولودين في الخارج المسجلين في مكتب العمل تنحدر أصولهم من ستة بلدان غير أوروبية.
ويعزو مكتب العمل ذلك إلى عدد من العوامل، أهمها انخفاض مستوى التعليم بين القادمين الجدد إجمالاً، في حين عرض التلفزيون السويدي اليوم تقارير عن أشخاص يحملون مؤهلات عالية من بلدانهم الأصلية أو حصلوا على تعليم في السويد وما زالوا يعانون من البطالة.
وقالت رئيسة قسم التحليل السابقة في مكتب العمل أنيكا سوندين “يجب الاستثمار في قدرات الناس أكثر من مستوى تعليمهم. حتى يبدؤوا العمل بشكل أسرع”.
ومن أمثلة العاطلين عن العمل، فابيان جوزداني الذي جاء إلى السويد من إيران العام 2014 وأصبح عاطلاً عن العمل العام 2019 بعد دراسة اللغة السويدية وخضوعه لبرامج دعم. يقول فابيان “كنت أرسل من 10 إلى 15 طلب عمل يومياً، دون جدوى”.
ويعد العمل طريقاً مهماً إلى الاندماج في المجتمع السويدي، لكن غالباً ما يجد الأشخاص المولودون في الخارج صعوبة في دخول سوق العمل السويدي رغم الحاجة الكبيرة للعمالة. وفق ما ذكر SVT.
وينصب تركيز مكتب العمل على مبادرات تدريب العاطلين عن العمل حتى يتمكنوا من تحقيق متطلبات سوق العمل.
وقال رئيس قسم التحليل في مكتب العمل أندش ليونبيري “هناك كثير ممن يفتقرون إلى التعليم الكامل. سوق العمل السويدي يضع مطالب عالية جداً على الباحثين عن عمل”.
لكن رئيسة قسم التحليل السابقة أنيكا سوندين تعتقد بأن الأمر يستغرق وقتاً طويلاً. وتقترح إجراء تعتبره أكثر فعالية عبر الاستفادة من القدرات الفعلية لدى الباحثين عن عمل بدل التركيز على مستوى تعليمهم.
كل الناس لديهم قدرات
وقالت سوندين “الشخص الذي لم يسبق له أن حصل على وظيفة رسمية ربما يكون قد قام برعاية الأسرة والأطفال أو المسنين. هذه قدرات مناسبة للعديد من الوظائف، مثل مطبخ المدرسة أو دار الرعاية”.
ويكمن العلاج حسب اعتقاد سوندين، بأن جميع الناس يمكنهم العمل، لكن مكتب العمل بحاجة إلى تحسين إجراءاته.
ويمكن للأشخاص الأشخاص المولودين في الخارج الحصول على فرص أكبر لتعلم اللغة السويدية في موقع العمل، الأمر الذي يسرع الاندماج.
وهذا ما حصل بالفعل مع فابيان جوزداني، حيث حصل قبل شهرين، حصل على وظيفة في الإنتاج الإعلامي، بعد عامين كعاطل عن العمل. يقول فابيات “صرت أتجرأ الآن على التحدث بالسويدية. لم أكن أفعل ذلك من قبل”.
نحن بحاجة إلى فهم ظروف الناس المختلفة
تظهر البيانات أن أكثر من نصف المولودين في الخارج المسجلين في مكتب العمل يأتون من سوريا والعراق والصومال وإريتريا وإيران وإثيوبيا. وقال الرئيس التنفيذي ومؤسس القرية العالمية أحمد عبد الرحمن “يمكن أن يؤثر ذلك على قدرة المضي قدماً في المجتمع السويدي. معرفة الظروف المختلفة للناس أمر مهم لوضع الحلول الصحيحة”.
وأضاف عبد الرحمن “المولودون في الخارج مجموعة كبيرة جداً لكنها غير متجانسة. لذلك، من المهم تحديد الظروف المختلفة للأشخاص بناءً على بلدان المنشأ لمعرفة الجهود المطلوبة”.
“أتوا إلى هنا من أجل مستقبل أفضل”
توجد دول تشهد حرباً منذ سنوات عدة، ودول لم يُمنح الناس فيها فرصاً متساوية حسب الجنس على سبيل المثال، فقد لا تحصل النساء على نفس الفرص في التعليم. وهذا يعني أن لديهم أنواع مختلفة من التجارب والتحديات، حسب عبد الرحمن.
ويعتقد عبد الرحمن أن “الفرد مسؤول دائماً، لكن من المهم أيضاً فهم أن الناس أتوا إلى هنا من أجل مستقبل أفضل. لذلك يجب على المجتمع رؤيتهم من هذا المنظور وليس كأشخاص لا حول لهم ولا قوة”.
وعرض تقرير للتلفزيون السويدي قصة رولا الخش التي تعيش في أوميو وكانت تدير صالوناً للشعر في سوريا لسنوات عدة، كما أنهت تدريباً في المجال نفسه في السويد. ومع ذلك ما زالت تبحث عن وظيفة دون جدوى لتأمين ألفي ساعة عمل مطلوبة للحصول على شهادة العامل الماهر. تقول رولا “ليس لدي أي ساعة عمل حتى الآن. وأتساءل متى يمكن أن يُسمح لي بالعمل والعيش مثل جميع الأشخاص الآخرين”.
المصدر: www.svt.se