رابطة العالم الإسلامي تزيح الستار عن المجسم بمشاركة الأمم المتحدة ووفد سويدي

الكومبس – خاص: “المسدس المعقود” عمل فني سويدي أصبح رمزاً للسلام في العالم منذ أن نحته الفنان السويدي الشهير كارل فريدريك رويترزفارد بعد مقتل صديقه الشاعر والمغني جون لينون، أمام شقته في نيويورك العام 1980.

وفي عالم يغرق بالقتل والحروب، بدا النصب المسمى “نبذ العنف” صرخة وجدان يطلقها سويدي على مسامع العالم. لذلك سرعان ما انتشر النصب في ساحات بكبرى المدن السويدية كستوكهولم ويوتيبوري ومالمو، وكذلك في ساحة الأمم المتحدة في مدينة جنيف بسويسرا، وفي مدن وعواصم عديدة مثل كيب تاون، عاصمة جنوب إفريقيا، والعاصمة الألمانية برلين، والمتحف التذكاري للسلام أمام مبنى الأمم المتحدة في نيويورك.

وأمس، حط المجسم رحاله عبر نسخة جديدة في العاصمة السعودية الرياض بالتزامن مع إحياء اليوم الدولي للسلام 21 سبتمبر من كل عام. واحتفت رابطة العالم الإسلامي بمشاركة رئاسة الجمعية العمومية للأمم المتحدة ووفد رفيع من السويد، بتدشين مجسم “المسدس المعقود”، في مقر رابطة العالم الإسلامي بمدينة الرياض.

وحضر التدشين الأمين العام للرابطة رئيس هيئة علماء المسلمين د.محمد العيسى، ورئيس الجمعية العمومية للأمم المتحدة عبدالله شاهد، والمدير التنفيذي لمؤسسة مشروع “لا للعنف” السويدي رولف سكولديبراند، إضافة إلى حضور رفيع من القيادات الدولية والإسلامية الفاعلة في تعزيز السلام ومحاربة العنف.

وقال سكولديبراند لـ”الكومبس” إن توقيت إقامة مجسم “لا للعنف” في الرياض “مهم ويعني أن حالة الانقسام والعزلة التي تسببها الحروب يمكن أن تنتهي”، مؤكداً أن “هناك إمكانية دائماً لنبذ العنف واستخدام لغة الحوار بدل الأسلحة والحروب”.

فيما قال رئيس رابطة العالم الإسلامي د.محمد العيسى لـ”الكومبس” “إن فرع رابطة العالم الإسلامي في الرياض هو من الفروع المهمة واخترنا أن يكون هذا المجسم العالمي هنا ليطّلع الجميع على هذه الرمزية”، مضيفاً أن “رابطة العالم الإسلامي تحمل هذه الرمزية العالمية والإنسانية الرافضة للعنف التي تنبع من وجدانها الإسلامي الرافض لأي أسلوب من أساليب العنف وتحت أي ذريعة. فالإسلام يرفض العنف بل يدعو إلى السلم والحوار والتفاهم، هذه منهجية الإسلام وهي منهجية الحكمة”.

وقال إن “الرابطة تقدر هذه الرمزية العالمية التي أصبحت لها دلالتها، بدءاً من المنظومة الدولية في الأمم المتحدة، فالمجسم موجود في نيويورك وعدد من دول العالم، وأصبح اليوم موجوداً في رابطة العالم الإيلامي في فرعها في الرياض”.

وأزيح خلال الفعالية الستار عن منحوتة “المسدس المعقود” الذي يعد أبرز أيقونة عالمية للسلام، تحت مسمى “اللا عنف”.

وأكد العيسى أن عالم اليوم أحوج ما يكون إلى هذه القيمة العليا، مشيراً إلى أن السلام الحقيقي يبدأ من صدق وجدان المؤسسات الفاعلة في سعيها الجاد نحو تعزيز سلام العالم ووئام المجتمعات الوطنية.

وقال العيسى في كلمة خلال حفل التدشين “نحن في رابطة العالم الإسلامي، ومن خلال احتضان هذه الرمزية الدولية الأممية، نؤكد مجدداً بأننا دعاة سلام ورحمة بالعالمين نرفض العنف بكافة أشكاله وصوره وذرائعه، ونريد أن نقول لا عنف في قيمنا، لا عنف في أفكارنا، وأن المجازفات التي ترفع شعارات إسلامية في ظاهرها، إنما تمثل نفسها ولا تمثِل حقيقة الإسلام، وكذا الشعارات السلبية التي يتم رفعها باسم أي دين أو ثقافة إنما تمثل نفسها ونحن لا نعمم حكم ذلك على سائر أتباع الأديان والثقافات ومجمل أتباع الأديان”.

وبين العيسى أن “الاحتفاء برمزية “المسدس المعقود” يأتي من منطلق الترحيب الإسلامي بالسلام ودلالاته ورموزه الدولية، ونبينا صلى الله عليه وسلم شهد حِلفاً للعدالة والسلم قبل مجيء الإسلام وقال “لو دُعيت به في الإسلام لأجبت””.

في حين قال رئيس الجمعية العمومية للأمم المتحدة عبدالله شاهد إن رابطة العالم الإسلامي “تقوم بعمل متكامل في الدعوة إلى السلام واتخاذ مبادرات خَيّرة لتعزيزه”، مؤكداً أن الرابطة “اتخذت خطوات عملية محسوسة على أرض الواقع لترسيخ ذلك، عبر توزيع المساعدات الإنسانية وفتح نوافذ الحوار بين مختلف الجهات، وتوضيح حقيقة الإسلام القائم على السلام”.

وعبّر المدير التنفيذي لمؤسسة مشروع “لا للعنف”، رولف سكولديبراند، عن سعادته بتدشين “المسدس المعقود” في فرع رابطة العالم الإسلامي بالرياض، مؤكداً حرص مشروع “لا للعنف” على نشر ثقافة التسامح والحوار في كافة أرجاء العالم، والدعوة إلى نبذ العنف وما يؤدي إليه من خراب ودمار وتفويت لفرص الازدهار والتقدم على الأمم.

وشاركت في حفل التدشين شخصيات سويدية بزيها الوطني التقليدي.