الكومبس – دولية: أعلن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، رسميًا أن، رئيس بلدية إسطنبول المحتجز حاليًا، أكرم إمام أوغلو، سيكون مرشح المعارضة في الانتخابات الرئاسية المقبلة ضد الرئيس رجب طيب أردوغان. ويأتي هذا على وقع تحركات شعبية ضد توقيف إمام أوغلو، ومواقف دولية منددة.
وأمر قاض الأحد أمس الأحد بسجن إمام أوغلو بتهمة “الفساد”، بالإضافة إلى عشرات المتهمين معه، فيما كشف حزب الشعب الجمهوري أنه نُقل إلى سجن مرمرة على مشارف إسطنبول. وأعلنت وزارة الداخلية التركية من جانبها أنه تم إيقافه عن ممارسة مهامه “مؤقتا” كرئيس لبلدية إسطنبول، عقب اعتقاله رسمياً.

وأدى اعتقال إمام أوغلو قبل أيام إلى موجة من الاحتجاجات في جميع أنحاء تركيا، حيث خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع خلال الأيام الماضية، رغم حظر المظاهرات. وأسفرت المواجهات عن اعتقال مئات الأشخاص، كما أفادت منظمة حقوقية عن توقيف 10 صحفيين لتغطيتهم الاحتجاجات.
ولاقى توقيف أوغلو مواقف دولية منددة. وقالت وزارة الخارجية الألمانية إن “سجن السياسيين المعارضين والمتظاهرين أثناء الحملة الانتخابية يضر بالديمقراطية” وفق قناة DW، كما وصفته بفرنسا بـ”المساس الخطير بالديمقراطية”.

إمام أوغلو يكتسح انتخابات داخلية لأكبر أحزاب المعارضة
وكان من المقرر أن يسمَّي حزب الشعب الجمهوري، إمام أوغلو، قبل اعتقاله، مرشحاً عن حزبه للانتخابات الرئاسية عام 2028، من خلال انتخابات تمهيدية هو المرشح الوحيد فيها.
وفي خطوة غير مسبوقة، سمح الحزب لجميع المواطنين الأتراك بالتصويت في الانتخابات الرمزية، سواء كانوا أعضاءً فيه أم لا.
وأظهرت نتائج التصويت الداخلي في الحزب أن نحو 95 بالمئة من أعضائه البالغ عددهم 1.7 مليون عضو، صوّتوا لصالح ترشيحه.
كما شارك أكثر من 13 مليون شخص من غير الأعضاء في التصويت، أي ما يزيد على سبعة أضعاف عدد أعضاء الحزب.

خصم أردوغان الأول وكان يستعد للترشح
وانتخب إمام أوغلو البالغ 53 عاما رئيسا لبلدية إسطنبول عام 2019 وأعيد انتخابه لولاية جديدة العام الماضي، ويُعدّ الخصم الأول للرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
وتم احتجاز إمام أوغلو الأربعاء قبل بضعة أيام من الموعد المتوقع لإعلان ترشيحه رسميا كمرشح رئاسي عن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا.
وفي الانتخابات المحلية التي جرت في آذار/مارس 2024، فاز حزب الشعب الجمهوري بـ35 عاصمة محافظة في تركيا من أصل 81، متجاوزا حزب العدالة والتنمية بـ11 عاصمة، واحتفظ بالتالي بمعظم المدن الكبرى أو فاز بها مثل العاصمة أنقرة وإزمير وأنطاليا ومدينة بورصة الصناعية الكبرى.
وأبطلت جامعة إسطنبول الثلاثاء شهادة إمام أوغلو قبل ساعات قليلة من توقيفه، ما أضاف عقبة أخرى أمام مساعيه للترشح إذ ينص الدستور التركي على وجوب أن يكون أي مرشح رئاسي حائزا شهادة تعليم عال.
وفي 2023، منع إمام أوغلو من الترشح للرئاسة بسبب إدانته بتهمة “إهانة” أعضاء اللجنة الانتخابية العليا.