الكومبس – متابعة: موضوعان رئيسيان سيشغلان قاعة مباحثات القمة التشاورية الأوروبية، التي ستعقد غدا في مدينة سالزبيرغ النمساوية، ألا وهما الهجرة والبريكست.

فالقمة تأتي في وقت تتسم فيه مواقف الأوروبيين بالتناقض بالتحديد حيال موضوع اللجوء والهجرة، فيما قالت باريس إن القمة الحالية ستكون بمثابة تقييم لما تم اتخاذه في قمة بروكسل الماضية بخصوص هذا الموضوع ومنها، تعزيز حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي مع زيادة عديد قوة مراقبة الحدود الأوروبية (فرونتكس) من 1500 إلى 10 آلاف خلال عامين، وأيضاً التشدد في ترحيل من لا يحق له اللجوء، والسماح للاجئين في السفن والقوارب النزول في أقرب مرفأ أوروبي، على أن يعاد توزيعهم بين الدول الأوروبية، وزيادة الدعم المالي للدول التي تعتبر منشأ لحركات الهجرة أو ممراً لها وإقامة مراكز استقبال للمهاجرين واللاجئين على أراضي تلك الدول وخصوصا العربية منها (تونس والمغرب والجزائر وليبيا ومصر) على أن يمولها الاتحاد الأوروبي وتكون برعاية الأمم المتحدة، وتكمن صعوبة هذا الطرح برفض تلك الدول العربية حتى الآن إقامة مثل هذه المراكز.

وتصطدم القمة أيضاً مع تعالي أصوات داخل حكومات إيطاليا والمجر والنمسا، التي يقوى فيها اليمين الشعبوي المتطرف، مطالبة بوقف نهائي لهذا المد من المهاجرين.

البريكست وتحذيرات من كارثة “اللاتفاق”

أما الموضوع الثاني في القمة، فهو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أو ما يعرف اختصارا بالبريكست، حيث ستعرض رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، التي تواجه انتقادات حول مفاوضات الخروج رؤيتها، الداعية إلى الحفاظ على العلاقة التجارية الوثيقة مع الاتحاد الأوروبي عبر إقامة منطقة تبادل حرّ للسلع بين الاتحاد وبريطانيا على أن تتوقف حرية حركة تنقل المواطنين الأوروبيين بين الجانبين، الأمر الذي يرفضه الاتحاد ويعتبره صعب التطبيق.

ومن المحتمل أن تدعو المفوضية الأوروبية، دول الاتحاد الأوروبي، إلى الاستعداد لكل السيناريوهات، بما فيها سيناريو الانسحاب المفاجئ، مطالبة بالتحضير لإجراءات مراقبة على حدود الاتحاد الأوروبي

وكان حذر دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي، من أن ما سماه سيناريو “اللااتفاق” لا يزال وارداً، مشددا على ضرورة تجنب “الكارثة”.

وكان من المفترض أن يتوصل المفاوضون إلى اتفاق حول شروط الانسحاب البريطاني من الاتحاد المرتقب في نهاية مارس (آذار) 2019، وقواعد علاقتهما المستقبلية، إلا أن هذا الموضوع لا يزال يواجه عقبات عدة.