اليمن .. انتهاكات منسيّة

: 3/13/22, 6:27 AM
Updated: 3/13/22, 8:50 PM
مبعوث الامم المتحدة إلى اليمن السويدي هانز غرودنبرغ
مبعوث الامم المتحدة إلى اليمن السويدي هانز غرودنبرغ

أسوأ ما خلفته الحرب في اليمن، هي الأزمة الإنسانية، وبعدها، صورة الانتهاكات المرعبة التي طالت المدنيين في هذا البلد الذي يعيش في دوامة الحرب منذ سبع سنوات، وستدخل عامها الثامن بعد أيام، دون أي مؤشرات على وجود إمكانية لحل الأزمة اليمنية نتيجة تصلب موقف “انصار الله الحوثيين” الذين يرون ضرورة السيطرة على البلاد بالكامل، وحكمها بمفردهم.

لم تستثنِ هذه الأزمة أي فئة من فئات المجتمع المدني، فثمة اكثر من عشرين مليون شخص في اليمن من أصل ثلاثين مليون يحتاجون للمساعدة للبقاء على قيد الحياة. فقد هؤلاء مصدر دخلهم الوحيد التي هي المرتبات الحكومية وباتوا يعيشون على مساعدات المنظمات الدولية، وثمة ايضا أربعة ملايين منهم نازحون يتواجد معظمهم في المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية سيما المحافظات الجنوبية التي يتحسن فيها الوضع الأمني نسبيًا، وباتت بعيدة عن المعارك بالإضافة إلى محافظة مأرب التي يتواجد فيها عدد كبير من النازحين.

غير ذلك، أي غير ما سبق، كانت صورة وضع الحريات في اليمن قاتمة، فقد ضيقت الأطراف اليمنية هامش الحرية، وتعددت الانتهاكات التي استهدفت المدنيين بما في ذلك القتل، والاختطاف، ومصادرة الممتلكات، ونهب المساعدات الإنسانية والحول دون وصول هذه المساعدات إلى المحتاجين.

لا يمكن تبرئه الأطراف اليمنية من ارتكاب الانتهاكات، لكن ثمة تفاوت في أعداد الانتهاكات التي مارسها كل طرف، ويظل الحوثيون المدعومون من إيران هم اكثر الأطراف اليمنية المتورطة في عديد انتهاكات بما في ذلك مجازر دامية أودت بحياة المئات من المدنيين بينهم نساء وأطفال.

الشواهد كثيرة وواضحة حول هذا الاعتقاد بأن الحوثيين هم اكثر الأطراف وترقى الانتهاكات التي مارسوها إلى درجه وصفها بالإرهابية وجرائم الحرب. وحتى المنظمات الدولية تطرقت إلى مسؤولية الحوثيين عن كثيرٍ من الانتهاكات التي مورست ضد المدنيين. يكمن السبب، في وجود العنف، والقمع بداخل عقيدة الحوثيين. تبدو هكذا للمتابع للجماعة منذ النشأة الأولى في محافظة صعدة شمالي اليمن، وحتى اليوم.

على سبيل المثال، في رصيد انتهاكات الحوثيين، هناك المئات من النساء سقطن بالقصف المدفعي والقنص والألغام التي زرعرها في مختلف المحافظات اليمنية، وهناك اكثر من الف ومئة مختطفة مخفيه في سجون الجماعة بصنعاء، تعرضن لأبشع الانتهاكات بما في ذلك الاغتصابات، وانتحرت بعضهن في السجون، ذلك ان الجماعة كغيرها من التنظيمات ذات الآيدلوجيا المتطرفة تحرم عمل المراة او حتى خروجها الى المجتمع وترى فيها عارا يجب أن يوارى ويقمع.

ربما يمر وضع المرأة في اليمن في أسوأ أحواله في الأثناء. يتعرضن لمختلف أنواع الانتهاكات، ولا تصل بعض هذه الانتهاكات إلى مسامع العالم لأن الحوثيين يمارسون الابتزاز ضد اسر النساء المختطفات، كإبلاغ اهاليهن أنه سيتم اعتبارهن يعملن في شبكة دعارة حال حديثهم عن تعرض بناتهم للاختطاف.

هناك اطراف في اليمن ترى في الانتهاكات وسيلة لاغنى عنها لاستمرار سيطرتها و إخضاع المجتمع وفرض ما تريد، كما ترى في السلام طريقا يمكن ان يقوض تلك السيطرة القائمة على القوة فقط وهو ما يعقد مهمة كل من يسعى لجمع الاطراف المتحاربة على طاولة حوار يقود الى السلام وعلى راس اولئك مبعوث الامم المتحدة السويدي هانز غرودنبرغ

صلاح الأغبر

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.