قضى رضيع يبلغ من العمر ثلاثة أشهر في صالة رياضية شرق هولندا، مخصصة لاستقبال طالبي اللجوء. الواقعة المأساوية أعادت فتح النقاش في البلاد حول عمليات استقبال وإيواء طالبي اللجوء، خاصة مع وجود أكثر من 700 شخص قبالة الصالة الرياضية تلك، يبيتون بالعراء ومحرومون من أبسط وسائل الحياة الكريمة.
في صالة رياضية في تير أبيل شرقي هولندا تستضيف مهاجرين، توفي رضيع يبلغ من العمر ثلاثة أشهر في ظروف مازالت غير واضحة حتى الآن، حسب ما نقل موقع مهاجر نيوز. السلطات المحلية باشرت بالتحقيق بالموضوع، دون الإفصاح عن أي تفاصيل إضافية، سواء لناحية اسم أو جنس أو جنسية الرضيع، أو تلميحات إلى سبب الوفاة الحقيقي.
وزارة العدل الهولندية أعلنت في بيان “في الوقت الحالي لا يعرف الكثير عن أسباب وفاة الطفل، لكن الإسعافات الأولية التي قدمت له لم تعده إلى الحياة”.
وتأتي هذه المأساة في ظل اضطراب يسود نظام الاستقبال الهولندي منذ عام، تحديدا بسبب نقص المنشآت المخصصة لاستقبال واستيعاب طالبي اللجوء القادمين بمعظمهم من سوريا وأفغانستان ودول أفريقية، التي وفقا لمراقبين بدأت بالظهور بعد توافد اللاجئين الأوكرانيين على البلاد.
بالعودة لمركز تير أبيل لاستقبال طالبي اللجوء، وهو المركز الرئيسي الخاص بهذه العملية في البلاد. عند تجهيزه، كان من المقرر أن يستوعب ألفي شخص كحد أقصى، لكن منذ عدة أسابيع، يواجه المركز صعوبات كبيرة متعلقة بارتفاع أعداد طالبي اللجوء الذين من المفترض أن يستفيدوا من خدماته. في الأيام القليلة الماضية، وصل المئات من الهاجرين إلى أبواب تير أبيل أملا بالحصول على مكان للمبيت. لكن بسبب الاكتظاظ لم يتمكنوا من ذلك، ما أدى إلى بقاء أكثر من 700 شخص في الشارع، قبالة المركز، ينامون في خيام في ظروف إنسانية صعبة للغاية.
ناشطون نشروا صورا وفيديوهات من أمام تير أبيل أظهرت فداحة الموقف هناك. مراحيض عمومية معطلة ومغطاة بالفضلات، النفايات منتشرة بين الخيام… الصور أحدثت ردود فعل غاضبة، ما استدعى تدخل السلطات لاحقا لزيادة الخدمات المحيطة بالمركز، والتي من المفترض أن يستفيد منها المقيمون خارجه.
أمام هذا الواقع، أعلنت أطباء بلا حدود عن بدئها العمل في موقع “المخيم”، الذي قارنته بمخيم موريا اليوناني الشهير من حيث الظروف الحياتية والخدماتية.
وسائل إعلام محلية أوردت أن بين هؤلاء المهاجرين “نساء حوامل وأطفال وأشخاص مصابون بأمراض مزمنة مثل السكري”. وأضافت أن فرق أطباء بلا حدود تحدثت “مع أشخاص لم يتمكنوا من الاستحمام منذ قرابة الأسبوع، بعضهم بات يعاني من أمراض جلدية بسبب انعدام النظافة…”.
إضافة إلى المنظمة الإنسانية الدولية، تتواجد فرق تابعة للصليب الأحمر بالقرب من المخيم، حيث تم إنشاء عيادة متنقلة مطلع الشهر الجاري لمعالجة الجروح والالتهابات الجلدية. رئيسة الصليب الأحمر الهولندي هيلين فان دن بيرغ، وخلال مقابلة على إذاعة محلية، رحبت بالدور الذي تلعبه أطباء بلا حدود، لكنها في المقابل حثت السلطات على إيجاد الحلول السريعة والمستدامة قبل فصل الأمطار، حيث لن تتمكن خيام طالبي اللجوء من الصمود.
انتقادات للحكومة
بدوره، وردا على ذلك الوضع أمام تير أبيل، أطلق مجلس اللاجئين الهولندي سلسلة إجراءات موجهة ضد الحكومة والوكالة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء، من بينها دعاوى قضائية بهذا الخصوص.