الكومبس في اليوبيل الأربعين لمعرض يوتيبوري للكتاب
الكومبس- خاص: أغلق معرض يوتيبوري للكتاب أبوابه الأحد بعد أربعة أيام حافلة بالنشاطات الثقافية المتنوعة، حيث بلغ عدد دور النشر المشاركة أكثر من 700 دار إضافة إلى انعقاد أكثر من 300 ندوة حوارية بمشاركة ما يزيد على 2900 متحدث. غير أن الانتقادات لإداراة المعرض استمرت بسبب غلاء تذاكر الدخول وارتفاع تكاليف المشاركة من قبل دور النشر.
وما إن أسدل معرض يوتيبوري للكتاب الستار عن برنامجه لهذا العام حتى نشر التلفزيون السويدي (SVT) وثائقي مطوّل عن أبرز المؤلفين العالميين الذين وجدوا خلال أيام المعرض مثل الكاتبة الأمريكية جويس كارول أوتس، الكاتبة الأولى التي تحصل على جائزة (Sjöjungfrun) من إدارة المعرض، كما استعرض الوثائقي إنجازات المؤلفة الكندية، إيسي إدوغيان الحائزة على العديد من الجوائز وغيرها من الكتاب من كل بقاع الأرض.
أصداءٌ إيجابية متوقعة، ولكن يوجد خارج أبواب المعرض العديد من الأشخاص الذين خسروا فرصة حضور المعرض بسبب “العقبات الاقتصادية” على حد تعبيرهم.
“اجعلوا المعرض للبسطاء”
في الباحة الخارجية لـ”Svenska mässan” مكان افتتاح معرض يوتيبوري للكتاب يوم الخميس الماضي، وقفت سيدة رفضت الظهور في التقرير الذي أعدته الكومبس حول المعرض، لكنها أرادت الإشارة إلى أنها رغبت الدخول للمعرض غير أن أسعار التذاكر لم تناسبها. وقالت “أعلمُ أن العديد من الأشخاص يأتون ليوتيبوري خصيصاً في هذا الشهر للمشاركة في المعرض، حيث أنه فرصة تبادل معرفي لا تعوّض، ولكن إذا أردت الدخول مع أولادي أيام السبت والأحد فستكون تكلفة زيارة المعرض فقط أكثر من ألف كرون، وذلك دون شراء أي كتاب أو ذكرى للأولاد من المعرض، ولهذا فإن المكتبة هي البديل الأفضل لنا في هذه الحالة”.
ووفقاً للصفحة الرسمية لمعرض يوتيبوري للكتاب فإن أسعار التذاكر كانت كالتالي:
تذكرة الدخول للبالغين:
– يوما الخميس والجمعة 295 كرون لليوم الواحد.
– السبت والأحد 245 كرون لليوم الواحد.
أما بالنسبة لتذكرة الدخول لليافعين من 7 إلى 18 عاماً، فكانت 75 كرون لليوم الواحد، والدخول مجاني للأطفال حتى 6 سنوات.
الطلاب البالغون أيضاً حصلوا على تذكرة دخول للمعرض بلغ سعرها 245 كرون لليوم الواحد، وتم تخفيض سعر هذه التذكرة إلى 225 يوم الأحد الماضي، وأشارت الإدارة إلى أن ثمن التذكرة لا يتم استرداده بحال عدم الحضور.
9 آلاف كرون مقابل أربعة أمتار وسجادة وطاولة
لم يكن محبو القراءة وحدهم المتأثرين بـ”غلاء الأسعار” بل شمل ذلك المؤلفين ودور النشر الذين امتنعوا عن المشاركة في معرض يوتيبوري للكتاب بسبب “ارتفاع أسعاره”، فإذا أرادت إحدى دور النشر أن تحجز مساحة 4 أمتار لعرض أبرز مختاراتها من الكتب والمنشورات الأخرى كان عليها أن تدفع نحو 9 ألاف كرون، وهذا السعر يشمل حصولها على طاولة وسجادة وكرسي، مع جدران لفصل الأقسام عن بعضها وفقاً للائحة الأسعار التي نشرتها إدارة المعرض للناشرين.
مديرة معرض يوتيبوري للكتاب، فريدا إيدمان ردت على هذه الانتقادات في حديثتها لـ”راديو السويد” قائلة إن “الوضع الاقتصادي بشكل عام هو الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار في المعرض”.
لمن فاته الحضور.. إليكم بعض المشاركات العربية
شاركت الشاعرة الروائية والمعلمة السويدية من أصول مهاجرة، نورا خليل، في اليوم الأول لمعرض يوتيبوري للكتاب مع مؤلفين آخرين، وتحدثوا عن تجربهم في التأليف وكيفية جذب مزيد من الفئة الشابة للقراءة، كما شاركت الطاهية والمؤلفة من أصول عربية كاميلا حاميد في 6 جلسات حوارية ضمن المعرض. حاميد التي أدركت أن الطريق الأسرع لقلوب المتابعين يكمن في الحلويات والأطباق الشهية، شاركت منذ بداية المعرض تجربتها بإتقان فن إعداد الطعام حيث قدمت للحاضرين بعض العينات لتذوق أطباقها وإعطائها رأيهم.
ومن المشاركات العربية أيضاً، الندوة الحوارية لـ “إمام” ومؤسسة مسجد أنغريد في يوتيبوري إيمان البارودي إلى جانب المؤرخ، كلاس جرينيل الذي سبق له أن نشر عدداً من الكتب حول التاريخ الفلسفي لدين الإسلام.
كلاس جرينيل: “لهذا ألفت كتاباً عن محمد بن عبد الله”
السؤال الأول الذي تبادر إلى ذهن جميع الصحفيين الحاضرين في هذه الجلسة هو لماذا ألف جرينيل كتاباً عن رسول الإسلام تحديداً رغم وجود عدد لا حصر له من المؤثرين على مر التاريخ؟ فأجاب المؤلف عن هذا السؤال الذي طرحه عليه مدير الجلسة الصحفي إدغار مانهايمر، قائلاً “إن كتابي هذا جاء ضمن سلسلة “التاريخ الدرامي للعالم” التي تقصُّ السير الذاتية لأكثر الأشخاص تأثيراً على مدار الزمن، ولأنه يوجد نحو ملياري شخص حول العالم يتبعون الرسول محمد ويعتبرونه بمثابة “قدوة” لهم، فمن الضروري وضع قصته ضمن هذه السلسلة لمعرفة كيف أصبح نبياً بغرض فهم شخصيته بشكل أدق”.
وأضاف جرينيل استناداً إلى كتابه “قليل من الناس في تاريخ العالم كان لهم تأثير أكبر من محمد بن عبد الله، ففي سن الأربعين، دُعي ليكون نبي الله، وعندما توفي العام 632، كان زعيماً للجزيرة العربية الموحدة، وبعد بضع سنوات فقط، دخل رفاقه الشرق الأوسط بأكمله. إن أفعاله في شبه الجزيرة العربية توضع في سياق سياسي، فهو لا يعمق صورة نبي الإسلام وتاريخ الشرق الأوسط فحسب، بل يعمق أيضاً العديد من الصراعات المعاصرة.”
راما الشعباني
يوتيبوري