الكومبس – مالمو: أوضح تقرير، صدر حديثاً، انخفاض حوادث إطلاق النار المرتبطة بالعصابات بشكل ملحوظ في مالمو، فيما ربط البعض هذا التراجع ببرنامج الشرطة لمراقبة البيئات الإجرامية في المدينة أو ما يعرف بمبادرة “أوقفوا إطلاق النار”.
لكن معدي هذا التقرير، ليسوا متأكدين تمامًا من أن الانخفاض يرجع في الواقع إلى تلك المبادرة، فقد قالت كارولين ميلغرين، الأستاذة المساعدة في علم الإجرام بجامعة مالمو، “يمكننا أن نرى أن عدد عمليات إطلاق النار آخذ في الانخفاض. لكن لا يمكننا على وجه اليقين ربطها بمبادرة وقف إطلاق النار”.
وباتت مالمو، مدينة تجريبية لمبادرة أوقف إطلاق النار في السنوات 2018-2020.
وقامت البلدية ودائرة السجون والمراقبة السويدية والشرطة بتنفيذ المبادرة معًا.
وتم التركيز على أربع عصابات مختلفة أو شبكات غير محكمة التكوين.
وحسب التقرير، فإنه في الفترة ما قبل إطلاق المبادرة حتى فبراير 2020 كان هناك عدد أقل من عمليات إطلاق النار شهريًا وذلك مع بدء تطبيق تلك المبادرة.
ودرس الباحثون ما مجموعه 149 عملية إطلاق نار حيث تبين أنه من القترة ما بين نوفمبر 2018 إلى فبراير 2020، حدوث 97 عملية إطلاق نار قبل المبادرة و52 حادثة بعدها.
وذكر الباحثون أنه في حين أن عدد عمليات إطلاق النار في مالمو آخذ في الانخفاض، فإن الوضع لم يتغير في ستوكهولم وأوبسالا، اللتين نفذت فيهما لاحقاً مبادرة “وقف إطلاق النار”.
وقد رحب وزير العدل مورغان يوهانسون بهذه النتائج وقال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السويدية، “سنواصل ضمان إمكانية تطوير هذه المبادرة في جميع أنحاء البلاد”.
وشدد الوزير على أنه لكي تنجح المبادرة، يجب أن يكون لدى المدن موارد كافية للقبض على المجرمين.
ما هي هذه المبادرة؟
إن مبادرة “أوقفوا إطلاق النار” عبارة عن تعاون بين مدينة مالمو والشرطة ودائرة السجون والمراقبة السويدية ومجلس مكافحة الجريمة.
وتعتمد الطريقة على نموذج أمريكي تحت اسم “Group Violence Intervention”. وهو يتألف من ثلاثة أجزاء: أولاً، نقل رسالة أخلاقية من المجتمع مفادها أن العنف غير مسموح به، وثانياً تأكيد أن أعمال العنف المستقبلية ستكون لها عواقب قانونية، وثالثاً تقديم المساعدة من الخدمات الاجتماعية لمن يريدها.
وتستند إلى إدراك أن الجماعات النشطة إجرامياً تشكل جزءاً ضئيلاً من السكان، لكنها مسؤولة عن نسبة كبيرة من جرائم العنف.
وتعتمد الطريقة على التعاون بين القضاء وممثلي المجتمع (على سبيل المثال، ضحايا الجريمة أو المجرمين السابقين) والخدمات الاجتماعية.
وتدعو المجموعة إلى اجتماعات فردية مع أعضاء العصابة. ومحاولة تبيان خلال تلك الاجتماعات، أن ما يفعله الفرد يؤثر على جميع أفراد العصابة الإجرامية.