الكومبس – ستوكهولم: أولت العديد من الصحف السويدية اهتماما ملحوظا بالاستفتاء الذي أجراه اقليم كردستان العراق على الاستقلال، أمس الاثنين، والتداعيات التي قد تنتج عن ذلك، وسط الرفض الوطني والإقليمي والدولي الكبير الذي قوبل به قرار الاستفتاء.
وأبرزت صحيفة “أفتونبلادت” ملفاً كاملاً حول الاستفتاء عنونته بـ “الأكراد صوتوا بنعم – والمليشيات تهدد”.
وذكرت الصحيفة، أن المرجح أن يصوت الأكراد لصالح الاستقلال في الاستفتاء المثير للجدل وسط تصريحات رئيس الحكومة العراقي، حيدر العبادي من أنه لن يفاوض الكرد على نتائج الاستفتاء الذي وصفه بـ “غير الدستوري” والذي قد يخلق توتراً في المنطقة.
لكن وعلى الرغم من المعارضة الشديد من جميع دول العالم باستثناء إسرائيل، أجرى الأكراد في كردستان العراق تصويتهم، يوم أمس، وسط أجواء هادئة لم تشهد أي عنف يُذكر.
ووفقا للصحيفة، شارك في الانتخابات 72 بالمائة من المصوتين وهناك توقعات كبيرة بإن تكون نتيجة التصويت مع الانفصال.
انفصال بمواجهة عسكرية
وأشارت الصحيفة الى حديث القادة الأكراد من أن التصويت ليس ملزماً ولن يحول المنطقة تلقائياً الى دولة مستقلة، ونقلوا عنهم أيضاً أنهم سيستخدمون نتيجة “نعم” المتوقعة لدفع الحكومة في بغداد الى التفاوض معهم حول الاستقلال.
ونقلت وكالة الأنباء السويدية حديث رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي المتلفز، عندما قال: “لسنا مستعدين لمناقشة أو إجراء حوار حول نتائج الاستفتاء لأنه معارض للدستور”.
وتعيش المنطقة أجواء متوترة الى حد ما خاصة بعد أن انتقد البرلمانيون في بغداد الاستفتاء وطالبوا الحكومة بإرسال قوات عسكرية الى المنطقة، فيما أعلنت ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية أنها مستعدة للقتال في كركوك، كما ذكر قائد ميليشيا بدر الشيعية في كركوك في حديثه لوكالة رويترز للأنباء، أن “العراق ضد الانفصال، والأتراك والإيرانيين والعالم العربي كله وأوروبا أيضاً. سيعيش الأكراد في قفص”.
خيبة أمل أمريكية
واهتمت “أفتونبلادت” بالتحذير الذي أصدرته الولايات المتحدة الأمريكية والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من أن التصويت قد يؤدي الى عدم الاستقرار في المنطقة.
وقالت الخارجية الأمريكية في بيان لها: “إن الولايات المتحدة تشعر بخيبة أمل عميقة لأن حكومة أقليم كردستان قررت إجراء استفتاء حول الاستقلال”.
لكنها أكدت في نفس الوقت على أن العلاقات التاريخية التي تربط أمريكا مع كردستان العراق لن تتدهور بسبب ذلك، لكن خطوة الاستفتاء ستصعب الأمور على الأكراد.
ورغم المعارضة الشديدة التي قوبل بها قرار حكومة إقليم كردستان بإجراء الاستفتاء، الا أن الأكراد كانوا كما لم يكونوا أبداً في أي تصويت من سلسلة الانتخابات السابقة التي مر بها العراق، مصممين على إجراء الاستفتاء الذي يعتبروه خطوة لا بد منها نحو تحقيق حلمهم في إنشاء دولة كردية مستقلة، وربما هذا ما جعل الاستفتاء مطلباً جماهيرياً ملحاً وواقعياً.
وشارك قراء “أفتونبلادت” في التعليق على ملف الاستفتاء الكردي، حيث عبر الأكراد المقيمين في السويد عن دعمهم لقرار حكومة الإقليم، متسائلين ما المانع في احترام رغبة الكرد في إقامة منطقتهم المستقلة ولماذا يعارض الأخرون ذلك.
ومن المنتظر أن تعلن النتائج النهائية للاستفتاء خلال الساعات 24-72 القادمة.
وبلغ عدد المشاركين في التصويت 3.3 مليون ناخب من مجموع 4.58 شخصاً كان يحق له المشاركة.
وذكرت الصحيفة، أن الأكراد يشكلون أكبر مجموعة سكان في العالم من دون أرض، حيث يبلغ عدد الأكراد الذين يعيشون في العراق وإيران وسوريا وتركيا نحو 25-30 مليون كردي يأملون في إقامة دولتهم المستقلة، كردستان الكبرى.