بابا الفاتيكان يدعو لفتح الأبواب المغلقة أمام اللاجئين

: 5/1/23, 7:14 AM
Updated: 5/1/23, 7:14 AM
بابا الفاتيكان يدعو لفتح الأبواب المغلقة أمام اللاجئين

الكومبس – دولية: اختتم البابا فرنسيس زيارته للمجر الأحد (30 أبريل/ نيسان 2023)، مطلقاً نداءً مُلحّاً لاستقبال المهاجرين، إذ دعا إلى “فتح الأبواب “خلال قداس في الهواء الطلق أمام عشرات آلاف الأشخاص، في خضم الحرب في أوكرانيا المجاورة.

ومع شكره الشعب المجري لاستقباله الأوكرانيين كرر البابا التحذير من “الانطواء” و”الاغلاق”، في انتقاد غير مباشر لسياسة الإقصاء التي يمارسها رئيس الوزراء المجري القومي فيكتور أوربان.

وأمام الحشد الذي تجمّع للمشاركة بالقداس تحت أشعّة الشمس خارج البرلمان في قلب العاصمة المجرية، تحدّث اليسوعي الأرجنتيني البالغ 86 عاماً، ضدّ “الأبواب المغلقة أمام من هو غريب ومختلف ومهاجر وفقير”.

وأضاف في عظته “إنّه لأمر محزن ومؤلم أن نرى الأبواب المغلقة: أبواب أنانيّتنا المغلقة تجاه الذين يسيرون بقربنا يوميّاً… أبواب اللامبالاة المغلقة تجاه الذين يعيشون في الألم والفقر”. وقال البابا المدافع بشدّة عن اللاجئين، أمام مسؤولين سياسيين ودينيين من بينهم فيكتور أوربان، “من فضلكم: لنفتح الأبواب!”.

وحضر عدد من المسؤولين القداس، من بينهم الرئيسة كاتالين نوفاك ورئيس الوزراء أوربان. ويشار إلى أن هذين المسؤولين يتبعان سياسة مناهضة للهجرة. كما كان حاضراً في القداس عمدة بودابست جيرجيلى كاراكسونى، الذي رحب بالبابا أمس السبت. ويعد كاراكسوني منافسا سياسياً رئيسياً لأوربان.

وفي نهاية القداس، صلّى البابا مجدّداً من أجل “الشعب الأوكراني المصاب” و”الشعب الروسي”، داعياً إلى “مستقبل مليء بالمهود وليس بالقبور وإلى عالم من الأخوة وليس من الجدران”.

وقبل ذلك بدقائق، بارك خورخي بيرغوغليو من “سيارته البابوية” حوالى خمسين ألف مؤمن – وفقاً للسلطات المحلية – كانوا موجودين في الساحة غير البعيدة عن نهر الدانوب، بينهم عائلات وشبان وأشخاص يرتدون الزي التقليدي.

والبابا فرنسيس هو ثاني حبر أعظم يزور المجر بعد البابا يوحنا بولس الثاني.

وبعد ظهر الأحد، ألقى الزعيم الروحي لأكثر من 1,3 مليار كاثوليكي خطابًا أخيرًا أمام ممثلي العالم الثقافي والأكاديمي في الجامعة الكاثوليكية في بودابست، ثم غادر إلى روما بعيد الساعة 18,00 (16,00 بتوقيت غرينتش).

وفي تغريدة على حسابه بموقع تويتر، وجه البابا الشكر للشعب المجري وقال: “أشكر الشعب المجري الحبيب على ترحيبهم والعاطفة التي عشتها في هذه الأيام”:

وقاد البابا فرنسيس مساعي دبلوماسية حساسة خلال رحلته الدولية الـ41، إلى هذا البلد الواقع في وسط أوروبا والذي أقام أسواراً على حدوده خلال أزمة المهاجرين في عام 2015 واحتجز لاجئين في “مناطق عبور”، متذرّعاً بالدفاع عن “الحضارة المسيحية”.

وقال البابا فرنسيس اليوم الأحد إن الفاتيكان يشارك في مهمة سلام لمحاولة إنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا لكنه امتنع عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل. وأضاف للصحفيين خلال رحلة العودة إلى الوطن بعد زيارته للمجر: “أنا على استعداد لبذل كل جهد ممكن. هناك مهمة قيد التنفيذ الآن لكنها ليست علنية بعد. عندما تكون علنية، سأكشف عنها”.
وتابع “أعتقد أن السلام يتم دائما من خلال فتح القنوات. لا يمكنك أبدا تحقيق السلام من خلال الإغلاق … هذا ليس بالأمر السهل”.
وأضاف البابا أنه تحدث عن الوضع في أوكرانيا مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ومع المطران هيلاريون وهو ممثل للكنيسة الأرثوذكسية الروسية في بودابست. وقال “في هذه الاجتماعات … تحدثنا في كل الأشياء. الجميع مهتم بالطريق إلى السلام”.

ويدعو فرنسيس إلى السلام أسبوعيا تقريبا منذ أن بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير شباط 2022 وعبر مرارا عن رغبته في لعب دور الوسيط بين كييف وموسكو. ولم يتمخض اقتراحه حتى الآن عن أي انفراجة.

أقام البابا فرانسيس قداساً حضرة الآلاف في ساحة Kossuth Lajos في بودابست
ألقى الزعيم الروحي لأكثر من 1,3 مليار كاثوليكي خطابًا أخيرًا أمام ممثلي العالم الثقافي والأكاديمي في الجامعة الكاثوليكية في بودابست

إشادة بدعوة البابا لدعم المهاجرين

وأشاد ليفانت كيس، وهو طالب من المجر يبلغ 21 عاماً، بـ”دعوة البابا لدعم المهاجرين، وخصوصاً أولئك الهاربين من الحرب في أوكرانيا”، وذلك في الوقت الذي خرجت فيه المجر عن سياستها المعتادة ورحّبت بالعديد من اللاجئين منذ بداية النزاع.

وقال الشاب رداً على سؤال وكالة فرانس برس “حتى لو كان رأيه لا يتوافق في بعض الأحيان مع رأي المنظمات المختلفة أو الحكومة، إلّا أنّ من المهم أن نحقّق رسالتنا المسيحية بعيداً عن الكلمات السياسية”.

وأعاد فيكتور أوربان الذي بدت زيارة البابا بمثابة نجاح دبلوماسي له، نشر دعوة الحبر الأعظم إلى “السلام” على فيسبوك. وينتقد أوربان باستمرار “الحرب غير المباشرة” التي تشنها أوروبا على روسيا ويدعو إلى وقف إطلاق النار.

وفي موعد لم يُعلن عنه في برنامجه، التقى البابا فرنسيس مساء السبت على مدى حوالى عشرين دقيقة، رئيس بلدية بودابست جيرجلي كاراكسوني. كذلك، التقى الرئيس السابق للعلاقات الخارجية للكنيسة الأرثوذكسية الروسية الميتروبوليت هيلاريون، الذي كان حاضراً أيضاً في قداس الأحد.

وبعدما كان هيلاريون قد أبدى تحفّظاً عن غزو أوكرانيا، طُرد من قبل البطريرك كيريل، المؤيّد بشدّة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الوقت الذي أدى فيه النزاع إلى تجميد العلاقات بين كنسية موسكو والكرسي الرسولي.

وعلى الرغم من الآلام التي يعانيها في الركبة وترغمه على الاستعانة بعصا أو كرسي متحرّك، بدا البابا في حالة جيدة، بعد شهر على دخوله المستشفى.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.