المقال اعتمد على مغالطات بالأرقام ووصل إلى استنتاجات غير منطقية

الكومبس – ستوكهولم: وجّه أستاذ مكافحة العدوى البروفيسور أندش بيوركمان نقداً لاذعاً للمقال الذي كتبه 22 باحثاً من خلفيات مختلفة وانتقدوا فيه استراتيجية هيئة الصحة العامة في التعامل مع وباء كورونا، مطالباً الباحثين بالاعتذار.

وكتب بيوركمان في رد نشرته DN اليوم إن مقال الباحثين “عبارة عن هجوم معيب بشكل مخز ولا يمكن الوثوق به”.

وكان 22 باحثاً نشروا قبل يومين مقالاً اتهموا فيه مسؤولي هيئة الصحة بالافتقار للموهبة في مواجهة كورونا، مطالبين بفرض إغلاق كامل للمجتمع.

في حين ألمح بيوركمان إلى أن كتّاب المقال هم الذين يفتقرون للموهبة في الحقيقة.

أرقام مخادعة

وأوضح البروفيسور بيوركمان “يستند المقال إلى إحصاءات متاحة عالمياً بشأن عدد الوفيات المبلغ عنها نتيجة كوفيد-19 على مدى ثلاثة أيام (7-9 أبريل). حيث أبلغت السويد وإيطاليا عن 10 حالات وفاة في اليوم مقابل كل مليون نسمة، فيما أبلغت فنلندا والنرويج والدنمارك عن 1-3 حالات وفاة. ورغم أن ثلاثة أيام لا تقدم سوى لمحة عن وباء سيستمر لأشهر، ومع أن السويد وإيطاليا في مراحل مختلفة تماماً من الوباء، فإن الاستنتاج غير المنطقي الذي خرج به المقال هو أن حالات الوفاة في السويد ترتفع بشكل يماثل إيطاليا”.

وأضاف “لماذا لا نذكر دول أوروبا الغربية الثلاثة التي كانت لديها حالات متزامنة مع السويد، وهي بلجيكا وهولندا والمملكة المتحدة، إضافة إلى فرنسا وإسبانيا، وكلها ذات معدلات وفاة أعلى من السويد، بين 10 حالات في هولندا إلى 26 في المملكة المتحدة، رغم أن هذه الدول الخمس اتخذت الإجراءات المتشددة التي يطالب بها مؤلفو المقال”.

وقال بيوركمان “إضافة إلى ذلك، فإن معدلات الوفيات نتيجة الوباء غير مؤكدة. وغير معروف مدى شمولية تشخيص المرض والإبلاغ عن الوفاة في كل دولة، في النرويج مثلاُ، يبلّغ الأطباء عن الوفيات بالهاتف، وقد يكون هذا سبباً لانخفاض المعدل. والأمر مرتبط أيضاً بمدى اختراق المرض لدور المسنين، في السويد، يمثل هؤلاء ما يصل إلى نصف الوفيات، بينما الحالات نادرة في النرويج”.

الاعتدال هو الأفضل

وأكد بيوركمان أن مقال الباحثين اعتمد على كثير من البيانات المقتبسة بشكل فضفاض، مضيفاً “انتقد المقال مدير هيئة الصحة يوهان كارلسون، لأنه لم يتوقع تطور الوباء في 6 فبراير. في ذلك الوقت، تم الإبلاغ عن 28 حالة في تسع دول بأوروبا، 15 منهم من أصل صيني، وكان هناك معلومات مختلف عليها من الصين. لم يكن أمراً سهلاً أبداً أن يتوقع المرء أكثر من 10 آلاف إصابة وألف حالة وفاة في السويد بعد شهرين فقط. ومن المؤسف أن المؤلفين لا يقدمون قدرة مماثلة على التوقع في مقالهم”.

وخلص بيوركمان إلى أن هيئة الصحة العامة “طبّقت بشكل ناجح مقولة “الاعتدال هو الأفضل” في مواجهة كورونا. وربما لا يضيف “الإغلاق” الأكثر شمولاً وتشدداً الذي يقترحه مقال الباحثين أي شيء حقيقي في هذه المواجهة سوى أن يضر بوظائف المجتمع. ويبدو أن السويد تبنت نصيحة الهيئة جيداً. لقد عبأت الرعاية الصحية طاقاتها بطريقة رائعة جداً. وكنت أتمنى في أن يتخذ السياسيون في المحافظات والبلديات، خصوصاً ستوكهولم، إجراءات أكثر حزماً فيما يتعلق برعاية المسنين”.

وطالب بيوركمان مؤلفي المقال بـ”الاعتذار لنتمكن جميعاً من إنهاء الجدل العقيم في هذه القضية المهمة بالنسبة للسويد”، مضيفاً “أطباؤنا الموهوبون في مكافحة العدوى والشعب السويدي يستحقون ذلك”.