الكومبس – ستوكهولم: تنفق الأحزاب السويدية عشرات ملايين الكرونات على الحملة الانتخابية استعداداً للانتخابات المقررة في 9 أيلول/ سبتمبر القادم.

لكن ما مدى التأثير الحقيقي لتلك الحملة على الناخبين؟

يقول بروفيسور العلوم السياسية السويدي هنريك أوسكارسون لوكالة الأنباء السويدية، إن تأثير الحملات الانتخابية على سلوك الناخبين في التصويت محدود للغاية.

والأكيد أن ناخب واحد من بين كل ثلاثة ناخبين يقرر الجهة التي سيصوت لها في الأسبوع الأخير قبل الانتخابات، لذا من الواضح أن الأحزاب تزيد من شدة حملتها الانتخابية خلال الأسابيع الأخيرة.

وفي الغالب، فإن الناخبين الذين يقررون الحزب الذي سيصوتون له في الأسبوع الأخير، يختارون التصويت بنفس الطريقة التي صوتوا فيها في الانتخابات الأخيرة، وبالنسبة لأولئك الذين يغيرون خياراتهم الانتخابية، فإنهم يفعلون ذلك قبل بدء الحملة الانتخابية.

وبحسب الأرقام، هناك تراجع حاد في نسبة الناخبين المستقرين، الذين يصوتون لنفس الحزب، سواء فعلوا ذلك في وقت مبكر أو متأخر من حوالي 80 بالمائة في سبعينيات القرن الماضي الى حوالي 60 بالمائة في الانتخابات الثلاثة الأخيرة.

مليون ناخب!

ووفقاً لهنريك أوسكارسون، هناك حوالي 17 بالمائة من الناخبين الذين يغيرون حزبهم خلال الحملة الانتخابية. وتعادل هذه النسبة المليون ناخب. لكن يجب حينها التذكر أن نسبة كبيرة من هذه التغييرات تأخذ من بعضها البعض، إذ يحدث نصفها داخل الكتلة الواحدة ويمكن للأحزاب الحصول على ناخبين جدد في الوقت الذي يخسرون فيه ناخبين لصالح أحزاب أخرى.

وفي الواقع، فإن التغييرات التي تحصل في دعم الأحزاب خلال الحركة الانتخابية تكون أقل من تلك التي تحدث بين الانتخابات. لكن لا يعني هذا بالطبع أن الحملة الانتخابية غير مهمة.

يقول هنريك أوسكارسون: “من المؤكد أن الحملة الانتخابية أمر مهم من أجل حشد الأصوات، والمشاركة، وخلق صورة لدى الناس. يصبح الناس أكثر دراية وأكثر ثقة وتزداد ثقتنا ببعضنا البعض وبالمؤسسات الاجتماعية بعد الحملة الانتخابية”.