الكومبس – خاص: أثارت اتهامات متبادلة حول حملة جمع التبرعات للمساجد (Vi mår bra) لغطاً كبيراً على منصة التواصل الاجتماعي “تيك توك”، بعد انتشار فيديو للقائم على الحملة جمال عمر يتهم فيه إدارة مسجد أوبسالا، دون أن يسميها، بعدم الإعلان عن مصير التبرعات التي جمعت لإعمار المسجد، وهي تقدر بالملايين، وفق ما قال جمال، مطالباً إدارة المسجد بالكشف عن مصير التبرعات التي شاركت حملته في جمعها لصالح المسجد. وفي المقابل خرجت فيديوهات تتهم حملة Vi mår bra بعدم الشفافية بما يخص الأموال التي يتقاضاها المشاركون في الحملة كتعويضات.

غير أن جمال عمر عاد ونشر فيديو عن لقاء أسماه “جمعة حلوة” مع إدارة مسجد أوبسالا في مالمو بحضور رئيس مجلس الإفتاء السويدي الشيخ سعيد عزام الذي وسطّه الطرفان بينهما.

وكانت حملة جمع التبرعات للمساجد انطلقت العام الماضي وتمكّنت خلال وقت قصير من جمع ملايين الكرونات لصالح إعمار مساجد في مختلف أنحاء السويد، وفق ما أعلنت الحملة نفسها. وقال جمال عمر في مقابلة سابقة مع الكومبس إن الحملة تقوم بعمل “شفاف وواضح”، و”تقف للفاسدين والمتطرفين بالمرصاد”.

وعن اللغط الذي حصل حول مسجد أوبسالا. قال الشيخ سعيد عزام للكومبس إن “الشفافية مطلوبة في قضية جمع المال من قبل الحملة لأنه لا تساهل بقضية المال في السويد، سواء من قبل مؤسسات الدولة أو من قبل الناس”.

وأضاف “أنا متأكد أن النية طيبة، لكن حين تحصل إشكالات وإخفاقات فإن النية الطيبة لا تنفع وحدها”.

وعما إن كان قد وجد حالات فساد في جمع الأموال، قال الشيخ عزام “بالتأكيد لا، لسبب واحد، لأن الجمعيات والمساجد لديها محاسبون ومدققون ماليون. السنة المالية لم تنته بعد، وأنا لست محاسباً. فلا بد من وجود محاسب قانوني، وهم لديهم محاسبون، لكن عندما تخرج الأمور عن الطوق ويكون هناك اتهامات في الذمة المالية، فأهيب بكل المؤسسات المعنية بأن تبادر للاتفاق مع مكتب محاسبة مستقل غير تابع لها، لتأكيد سلامة الحسابات والأوراق”.

وأضاف “أنا لم أر قضية فساد، وأشك أن يكون هناك فساد بمعنى السرقة، لكن يجب إظهار كل شيء بوضوح أمام الناس”، مشيراً إلى وجود مراقبة من اتحادات الجمعيات على عمل المساجد التي تنتمي إليها.

المعايير السويدية

وعن حاجة الجمعيات والمساجد للعمل المؤسسي، قال الشيخ عزام إن ما يلفته أن هناك شباباً مهاجرين ناجحين في المؤسسات السويدية ويبتعون المعايير السويدية في التنظيم، لكنهم يعملون بطريقة أخرى حين يعملون مع الجمعيات المهاجرة، داعياً الجميع إلى الاستفادة مما يعملون به في المؤسسات السويدية حين يعملون في العمل الإسلامي، مؤكداً أن العمل الإسلامي بحاجة ملحة إلى أن يُرفد بأصحاب التخصصات.

وأكد الشيخ عزام، أهمية أن تعمل حملات جمع التبرعات وفق المعايير السويدية، وأن تكون شفافة في المسائل المالية، مشيراً إلى حساسية الأمور المالية وضرورة التعامل معها بشكل سليم.

واعتبر الشيخ عزام أن تجربة جمع التبرعات تجربة “رائدة وخلاقة”، في ظل عدم وجود وزارة أوقاف مختصة ببناء المساجد في السويد.

وكان الشيخ عزام أصدر بياناً قال فيه إن إدارة مسجد أوبسالا وعدت بالشفافية وإكمال المشروع القائم. وأضاف “كان لهم طلب التوضيح بأنه كان لديهم لمسجدهم من قبل حملة إعمار وتطوير المساجد (Vi mår bra) حوالي مليوني كرون من أصل الستة ملايين كرون التي جُمعت لهم بالحملة الأولى (سبتمبر 2023) والحملة الثانية (يونيو 2024)”.

الكومبس تواصلت مع رئيس المركز الإسلامي في مسجد أوبسالا الشيخ ياسر أبو جحيشة للتعليق على الاتهامات، فطلب الاتصال به لاحقاً. وبمعاودة الاتصال لم تتلق الكومبس رداً.

كما حاولت الكومبس التواصل مع جمال عمر للتعليق على الاتهامات والاتهامات المضادة، لكنها لم تحصل على رد بعد.

وستستمر الكومبس بالتحقيق في موضوع أموال التبرعات، والتواصل مع جميع الأطراف المعنية بهدف الوصول إلى حقيقة ما يجري.